صحيفة تكشف عن العدو الأول للبنان

By Published On: 17 أكتوبر، 2021

شارك الموضوع:

قد لا يؤدي اندلاع العنف الأخير في لبنان إلى حرب أهلية أخرى، لكنه يظهر أن القوى الغربية، ترغب في المشاركة بشكل مباشر في قضايا منطقة الشرق الأوسط من خلال الاحتلال الصهيوني، الذي يعتبر سبب توتر ونزاعات جميع البلدان في المنطقة.

وفي هذا السياق قال الكاتب أوخينيو غارسيا غازكو،  في مقال نشرته صحيفة “البوبليكو” الإسبانية، إن محاولات وجهود بعض . السلطات الغربية، للتخفيف من حدة المشاكل وحجم الضرر، الذي لحق بلبنان مؤخرا، عن طريق استخدام الخطابات الناعمة والسياسة الاستقطابية. لن تكون مفيدة بالنسبة للأوضاع الاستثنائية التي يعيشها البلد.

لبنان اتخذ خطوات سريعة بعد أحداث بيروت

وحسب ترجمة صحيفة “وطن”، اتخذ لبنان بعض الإجراءات  بعد أحداث العنف الأخيرة، على غرار إغلاق تام للإدارات والمؤسسات العامة. والمدارس والجامعات ومجالس المدن الحكومية والخاصة يوم الجمعة المنقضي، حدادا على سقوط  سبعة قتلى في بيروت يوم الخميس، كرد. فعل أولي لاحتواء الغضب العارم والعجز الذي يعاني منه السكان على نطاق واسع.

اقرأ أيضاً: ايدي كوهين يحذر من اغتيالات قادمة إلى لبنان ويبرئ إسرائيل:”من أولها ما خصنا”

وفي سياق متصل، تحدثت معظم وسائل الإعلام المحلية في الأيام القليلة الماضية، عن الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في البلاد. بين عامي 1975 و 1990 وانتهت بسفك دماء اللبنانيين وقتل المئات من الأبرياء، وإلى الآن لم تشفى جراح اللبنانيين.

حريق مرفأ بيروت وطارق البيطار

اليوم لا يزال الناس في لبنان متأثرين بالحرب الأهلية، وليسوا مستعدين لدخول حرب جديدة وخسائر أخرى مادية ومعنوية. خاصة بعد الكارثة الكبرى التي تعرض لها البلد إثر اندلاع حريق مرفأ بيروت الصيف الماضي.

وسط مأساة تغذيها الطائفية وتغذيها قوى من خارج الحدود، وُكّل القاضي طارق بيطار، المسيحي والبالغ من العمر 47 عاما. بالتحقيق  في الانفجار الرهيب الذي حدث في مرفأ بيروت. الأمر الذي حفز أكثر القوى المدمرة المتقاربة من جميع الاتجاهات, لمنع التحقيقات او على الاقل محاولة تأخيرها إلى أجل غير مسمى.

حزب الله والقاضي طارق بيطار

حزب الله والقاضي طارق بيطار

وعلى الرغم من أن القاضي بيطار، يحظى بدعم أهالي آلاف المتضررين من الانفجار، وكذلك من القوات ذات الصلة. إلا أنه وجهت إليه اتهامات من القوى المعارضة، وخاصة الشيعة، بتسييس التحقيق ضد أعدائه.

حركة أمل وحزب الله والقاضي بيطار

في المقابل، وحّدت شيعة حركة أمل وحزب الله الصفوف ضد بيطار، تاركين حكومة نجيب ميقاتي الجديدة في وضع مساومة. وليس من الواضح ما إذا كانت ستتمكن من تجاوز التوترات الداخلية أم سينتهي بها الأمر إلى الوقوع والاستسلام أما قادة حزب الله وحركة أمل.

اقرأ أيضاً: لبنان .. من هو طارق بيطار وكيف وصلت الانقسامات بشأنه إلى الاشتباكات؟

حاليًا، وبعد 18 عامًا من العمل المتواصل في سلك القضاء، يشغل بيطار منصب رئيس محكمة جنايات بيروت. لكنه في إجازة مؤقتة للتحري والتحقيق بعمق في انفجار المرفأ.

وفي السنوات الأخيرة، أصدر القاضي أحكامًا بالإعدام على مجرمين متورطين في جرائم قتل ولم يكن محصنا من الخلافات. ذات الاتجاهات الطائفية المتنوعة، كما لم يسلم من الانتقادات على  النطاق الوطني.

في فبراير الماضي، تم تعيين بيطار محققا جنائيا في تفجير الميناء، خلفا للقاضي فادي صوان، الذي بقي أربعة أشهر في التحقيق دون جدوى.  قبل أن يتم إقالته بسبب الاتهامات المتعددة التي تلقاها والتي نسبت إليه مثل التحيز لأطراف معينة.

وربما سيمر القاضي بيطار بنفس ما حدث مع فادي صوان، حيث استدعى القاضي رئيس الوزراء الأسبق حسان دياب وعدد من الوزراء. وعدد من النواب للإدلاء بشهاداتهم في انفجار المرفأ. كما أن بعض الشهود الأساسيين  في  قضية الانفجار قدموا استئنافا ضد القاضي مما يؤخر التحقيق أكثر قدر ممكن.

حزب الله

يُذكر أن أخطر الاتهامات، موجهة إلى قادة الأحزاب السياسية، ومنهم الحزب الأكثر تورطًا وهو حزب الله، زيادة على ذلك. فتح  بيطار التحقيقات المثيرة للجدل في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وهو تحقيق استهدف أيضا بعض الشخصيات في هذا الحزب الشيعي.

اقرأ أيضاً: “تصادم طائفي مسلح على أبواب قصر العدل”.. لماذا يستميت حزب الله لعرقلة تحقيق انفجار مرفأ بيروت؟

من جانبه، قال مسؤول كبير في حزب الله مؤخرا، إنه ينوي عزل القاضي. ودليل على ذلك، منذ سبتمبر، كان هناك قضيتي استئناف ضد بيطار، أحدها رفعت من قبل حزب الله والأخرى  من قبل حزب أمل. لكن رفضتهم محكمة الاستئناف. وفي الحقيقة، نجحت هذه القضايا في إبطاء التحقيق لكنها لم تطرد بيطار من القضاء.

حسن نصرالله يتهم البيطار بالتحيز

علاوة على ذلك، وجه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله،  اتهامات في 11 تشرين الأول / أكتوبر، لبيطار بـ “التحيز والتسييس. فضلا عن أنه أكد أن  بيطار ليس لديه القدرة على معرفة الحقيقة فيما حدث في مرفأ بيروت.

وعليه، دعت قوى شيعية كبيرة من حزب الله وحركة أمل إلى التظاهرة يوم الخميس احتجاجا على القاضي. ووسط المظاهرة، أطلق قناصة النار على المتظاهرين من المباني المجاورة. وصد المتظاهرون الشيعة الذين كانوا مسلحين الهجوم.

هذا وأعلن قادة حزب الله، أن القوات اللبنانية، هي من تقف وراء العدوان، وهي جماعة سياسية مسيحية محافظة جدا يرأسها سمير جعجع، التي تتعاون مع ميليشيات تابعة لها.

إسرائيل العدو الأول

في الواقع، كل أبطال هذه المسرحية،  من القاضي بيطار إلى حزب الله ومن أمل إلى القوات اللبنانية،  مجرد مجموعات. لا يمكن أن تضع حدا لمشاكل لبنان أو توقف الصراع الطائفي، وكل هذه الصراعات العنيفة المتواصلة والمستمرة، لا يمكن حلها. لأن لبنان مشكلته تحديدا الاحتلال الصهيوني، الذي يلعب دورا حاسما في هذه الصراعات، كما أن من مصلحته ان تبقى لبنان على هذا الحال.

إدارة بايدن

وإذا كان من المتوقع، أن مع قيادة بايدن لإدارة البيت الأبيض، ربما سيتغير المشهد في الشرق الأوسط. فإن الأشهر التسعة الماضية برهنت بشكل كافي، أن  إدارة  بايدن  مشلولة بالكامل ولا تستطيع أخذ قرارات تخص هذه المنطقة.

ولطالما قطع بايدن وعودا، تبينت انها زائفة، كما أظهر ذلك وزير خارجيته أنتوني بلينكن. الذي  أصبح غير قادر على التعامل مع المشاكل التي تتجاوز التصريحات المتعاطفة والسخيفة، التي يدلي بها وغير المجدية.

ختاما لفت الكاتب، من خلال مقاله إلى أن هذه الحالة  في منطقة الشرق الأوسط وفي لبنان. تؤكد أن الأفق غير واضحة والمستقبل مجهول.

ناهيك أن  افتقار بايدن لأسس القيادة في مجال السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، يضمن بقاء التوترات المتصاعدة، في الشرق الأوسط، بدون تاريخ انتهاء محدد.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment