لماذا قد تشكل الأنفلونزا خطراً على مرضى القلب! .. دراسة تكشف السبب

يمكن أن يسبب فيروس الأنفلونزا، مخاطر إضافية على القلب، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض القلب والاوعية الدموية، مما يزيد بشكل كبير من خطر المعاناة من النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

أكدت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن“، أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو الذين يعانون من أمراض ربما تسبب أمراض القلب فيما بعد، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وفي هذا الشأن، من الضروري معرفة أن الإصابة بالأنفلونزا لدى هؤلاء الأشخاص، يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر التعرض لأزمة قلبية خطيرة، حتى عند الشباب.

وفي الحقيقة، هذا هو السبب في إصرار الأطباء على أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا لهذه الفئة السكانية. إضافة إلى الشباب المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وفقًا لبيانات الجمعية الإسبانية لأمراض القلب، فإن التطعيم ضد الإنفلونزا يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 54 بالمئة.

الأنفلونزا وأمراض القلب

من المعروف أن الأنفلونزا، يمكن أن تسبب أعراضًا تنفسية حادة، على غرار الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية. أو ربما تسبب عدوى بكتيرية في الرئتين.

وعلى الرغم من هذه البيانات، إلا أن تأثيرات فيروس الأنفلونزا على القلب لم تدرس بصفة دقيقة، لأنها أكثر صعوبة على المستوى التحليلي.

اقرأ أيضا: دراسة أمريكية: القيلولة لا تعوض قلة النوم ليلا

وعلى الرغم من بعض الصعوبات، التي تحول دون معرفة تأثيرات الفيروس بشكل دقيق ومحدد. إلا أن التقرير، الذي نشر في مجلة جمعية القلب الأمريكية، استعرض بعضا من الأدلة العلمية حول هذا الموضوع.

وكشف التقرير أن الإصابة بالإنفلونزا لمرضى القلب يمكن أن تكون قاتلة.

وفيما يلي بعض بيانات المهمة:

  • غالبًا ما يتزامن وباء الإنفلونزا مع زيادة وفيات القلب والأوعية الدموية.
  • مرضى الإنفلونزا الذين يعانون من أمراض القلب هم أكثر عرضة 6 مرات للإصابة بنوبة قلبية في الأسبوع التالي للإنفلونزا، من أي وقت آخر خلال السنة السابقة أو اللاحقة للإصابة.
  • بيّنت دراسة بعد البحث في حوالي 336 ألف حالة دخول إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا، أن 11.5 بالمئة منهم تعرضوا إلى أمراض قلبية خطيرة.
  • كشفت دراسة أخرى أن واحدًا من كل ثمانية مرضى (12.5 بالمئة) تم إدخاله إلى المستشفى مصابًا بالإنفلونزا قد تعرض لأزمة قلبية وعائية.
  • كما أن 31 بالمئة منهم دخل إلى الرعاية المركزة وتوفي 7 بالمئة نتيجة لهذه الإصابة.

كيف تؤثر الإصابة بالأنفلونزا على القلب؟

إن السبب وراء تَأثير الأنفلونزا على القلب والأوعية الدموية بشكل سلبي، يتمثل في استجابة الجسم الالتهابية للعدوى.

ويحدث الالتهاب عندما تتركز خلايا الدم البيضاء في منطقة واحدة لمحاربة العدوى، سواء من البكتيريا أو الفيروسات.

في سياق متصل، قد نلاحظ أثار “الدفاع” هذه على الجسم على غرار، التورم والحساسية والألم والضعف وأحيانا الاحمرار وزيادة درجة حرارة المفاصل والعضلات والغدد الليمفاوية.

لكن هذا النشاط المتزايد لخلايا الدم البيضاء، وبالتالي الالتهاب يمكن أن يسبب أيضًا نوعًا من الانسداد في الجسم. مما قد يتسبب في حدوث جلطات الدم وارتفاع ضغط الدم وحتى التورم أو التندب داخل القلب.

بالإضافة إلى ذلك، هذه الضغوط الإضافية (التي تسببها الأنفلونزا) تجعل اللويحات الموجودة داخل الشرايين أكثر عرضة للتمزق. مما يتسبب في انسداد الدورة الدموية الذي يقطع الأكسجين عن القلب (النوبة القلبية) أو الدماغ (السكتة الدماغية).

ومما يزيد الأمر سوءا، أن المضاعفات غير القلبية الناجمة عن الأنفلونزا، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي، يمكن أن تجعل أعراض قصور القلب أو عدم انتظام ضربات القلب أسوأ بكثير.

في النهاية، يمكن أن يسبب الضغط الإضافي للأنفلونزا على القلب الضعيف، نهاية الشخص.

هذه هي الطريقة التي تحمي بها اللقاح

يتغير الفيروس المسبب للإنفلونزا باستمرار ويتم تعديل اللقاح كل عام. وهذا قادر على منع 40 بالمئة من عدوى الأنفلونزا.

قد يبدو معدل تعديل اللقاح بسيطا مقارنة بلقاحات الحمض النووي الريبي ضد كوفيد-19 (بمعدلات تصل إلى 94 بالمئة).

لكن الدراسات تظهر أنها كافية لتقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا الحادة لدى معظم الناس.

وليس فقط كافيًا لحماية الفئات العمرية الأكثر ضعفا، مثل أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

بل إن لقاح الإنفلونزا أيضًا يحمي من وفيات القلب والأوعية الدموية، خاصة عند السكان المعرضين للخطر، وفقًا لمقال نشر في مجلة جمعية القلب الأمريكية.

اقرأ أيضا: كيف تتسبب شبكات التواصل الاجتماعي في الكسل المعرفي؟

زيادة على ذلك، فإن البالغون الذين يتلقون اللقاح أقل عرضة بنسبة 37 بالمئة من دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا، و 82 بالمئة أقل عرضة للدخول إلى وحدة العناية المركزة.

فضلا عن ذلك، يرتبط التطعيم بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. خاصةً عند المرضى الذين يعانون من مخاطر عالية للشرايين التاجية.

مع كل هذه الأدلة العلمية، فليس من المستغرب أن جمعية القلب الأمريكية”توصي بشدة بالتطعيم ضد الإنفلونزا لمرضى القلب والأوعية الدموية.

«تابع آخر الأخبار عبر: Google news»

«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث