هل يمكن إخراج إيران من سوريا؟!

استثمرت طهران مليارات الدولارات في سوريا

تلمح بعض المصادر الإخبارية بين الفينة والأخرى بأن إيران، بصدد تقليص وجودها العسكري في سوريا بصفة تدريجية. لكن هل يجب أن تؤخذ مثل هذه الأخبار على محمل الجد؟.

نشر موقع “المونيتور دي أورينتي” مقالا للكاتب خير الله خير الله، سلط من خلاله الضوء على الأوضاع في سوريا، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المشروع التوسعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

فضلا عن ذلك، فقد أن نظام طهران ربط مصيره السياسي والاقتصادي بهذه المنطقة، لدرجة أن أي انسحاب إيراني في الوقت الراهن، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، سيكون له تأثير مباشر على ايران.وفق الموقع

وحسب ترجمة “وطن“، فمن غير المرجح أن تنسحب إيران من سوريا.

وإذا كان هناك أي تحرك أو إعادة انتشار للقوات، فسيكون ذلك شكليا وتكتيكيا وليس استراتيجيا.

علاوة على ذلك، لا يمكن لإيران أن تغير ميولها الطبيعية نحو سوريا. لأن ذلك يعني تغيير تركيبة نظام قائم على مبدأ “تصدير الثورة” من وجهة نظر طائفية ولا شيء غير ذلك.

يذكر أن المشروع الإيراني، استأنف عملياته بقوة في عام 2003، تزامنا مع غزو الولايات المتحدة للعراق. وهو الأمر الذي سهّل لإيران دخول العراق وباقي المناطق من خلال نشر ميليشياتها.

والآن لا يوجد أي سبب قوي، يدفع إيران للانسحاب من سوريا.

وبالنظر إلى الحقائق، ولأسباب على غرار، عدم وجود سياسة روسية واضحة في سوريا، باستثناء توبيخ بشار الأسد بين الحين والآخر، وتلبية المطالب الإيرانية، لا تجد طهران ما يخيفها أو يرهبها سياسيا أو عسكريا للخروج من سوريا وغيرها.

لاسيما أن الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع إيرانية داخل سوريا، تبين بوضوح أن إيران تستطيع مقاومتها، خاصة وأن أغلب الضحايا ليسوا إيرانيين، بل لبنانيين وعراقيين وأفغان وباكستانيين وغيرهم.

الوجود الإيراني في سوريا أكثر تعقيدا

علاوة على ذلك، استثمرت طهران مليارات الدولارات في سوريا. ولم تستثمر كل هذه الأموال، للانسحاب أو للاستجابة لمطالب موسكو أو أي قادة آخرين.

فالوجود الإيراني في سوريا أكثر تعقيدا، فضلا عن أن قدرة روسيا على التأثير على قرارات طهران في سوريا محدودة.

في الواقع، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن التعاون بين روسيا وإيران أعمق مما كان يُعتقد سابقًا. على الرغم من الاختلافات العرضية بين الحين والآخر، إلا أن هناك العديد من نقاط الالتقاء بين موسكو وطهران.

اقرأ أيضاً: صحيفة: خيبة أمل في قطر تجاه واشنطن بسبب صفقة طائرات مسيرة

أكد الكاتب، أنه لفَهْم ما يحدث في سوريا، يجب على المرء أن ينظر إلى مراحل الثورة الشعبية التي بدأت في عام 2011 ضد نظام الأقلية، المضطهدة أساسا منذ أواخر السبعينيات.

في تلك الفترة أيضا طرد حافظ الأسد، والد بشار، خصمه العلوي صلاح جديد.

في المقابل، لم تهدر إيران أي وقت و انخرطت في الانتفاضة إلى جانب نظام الأسد ضد مواطنيه.

وأعقب التدخل المباشر تورط ميليشيا حزب الله اللبناني، مع نظام الأسد بحجة حماية المقدسات الشيعية، خاصة حول دمشق حيث يقع مرقد السيدة زينب.

علاقة عميقة بين إيران وسوريا

من جانبه، لم يتردد النظام الإيراني في حماية النظام السوري. ناهيك أنه لا يمكن لطهران أن تتجاهل أن حافظ الأسد سمح لقوات الحرس الثوري الإسلامي بدخول بعلبك (لبنان) عام 1982 بحجة مقاومة إسرائيل، التي اجتاحت لبنان في نفس العام.

وبالمثل، لا يمكن لإيران أن تنسى أن النظام السوري ونظام معمر القذافي في ليبيا، كلاهما وقفا إلى جانب طهران في الحرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988.

اقرأ أيضاً: خوان كارلوس الهارب للإمارات لم يكن يسيطر على غرائزه .. أوقفوها بحُقنة!

وهذا ما يؤكد أن هناك علاقة عميقة بين إيران وسوريا، ذات أساس طائفي. وقد تعزز هذا الترابط عندما خَلَف بشار الأسد والده في عام 2000، مما أدى إلى ظهور الفرقة التي مهدت الطريق لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005.

وعلى الرغم من هذا التقارب، إلا أن إيران لم تكن راضية عن دعم النظام السوري بمليارات الدولارات.

كما أنها ساهمت في تغيير التركيبة السكانية لبعض المناطق السورية من وجهة نظر طائفية. وهذا جزء من الهيكل السوري الجديد الذي يهدف إلى تقليل عدد المسلمين السنة في سوريا. إضافة إلى التخلص من أكبر عدد ممكن من المسيحيين.

روسيا 

من جهتها، لطالما كانت روسيا، مستعدة لإنقاذ نظام دمشق عند الضرورة.

لقد تدخل الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2013، من خلال الضغط على باراك أوباما لمنع هجوم عسكري أمريكي على بشار الأسد بعد أن استخدم أسلحة كيماوية لقتل مدنيين سوريين في الغوطة.

أما في سبتمبر 2015، دخلت روسيا الحرب ضد الشعب السوري مباشرة عبر قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية.

وقبل ذلك، توجه اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، إلى موسكو لإقناع روسيا بدخول الحرب بعد تهديد المنطقة الساحلية السورية بأكملها.

في الحقيقة، لا شك في أن روسيا تضع إسرائيل في اعتبارها في كل ما تفعله، حيث لا يستطيع بوتين تجاهل اللوبي المؤيد لإسرائيل في بلاده.

لكن من الصعب التقليل من عمق العلاقات الإيرانية الروسية ودرجة التنسيق بين الجانبين منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

ولا يمكن لروسيا أن تتجاهل حجم الاستثمارات الإيرانية في سوريا و أن إيران، لا تستطيع الانسحاب لأن ذلك سيؤثر على موقفها في كل من سوريا ولبنان، حيث يتمركز حزب الله بكل قوته.

وحسب الكاتب، لسائل أن يسأل الآن: ما هي عواقب إصرار إيران على البقاء في سوريا؟. وهل ستتمكن إسرائيل من فعل شيء أم ستكتفي بالهجمات التي تشنها بين الحين والآخر على المواقع الإيرانية؟ .

ومن ناحية أخرى، هل يتمتع الأردن، الذي له مصلحة في إبعاد الميليشيات الطائفية التابعة لإيران عن حدوده، بالقدرة على المحافظة على مستوى علاقات جيدة مع “الجمهورية الإسلامية”؟.

«تابع آخر الأخبار عبر: Google news»

«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في  YOUTUBE»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى