مناورة العلم الأزرق الأضخم في تاريخ إسرائيل .. هل هي رسالة لإيران!؟

تقوم بها أكثر من 70 طائرة مقاتلة

قالت صحيفة “إل موندو” الإسبانية في تقريرٍ لها ترجمته صحيفة “وطن“، إن مناورة العلم الأزرق العسكرية، التي تقوم بها أكثر من 70 طائرة مقاتلة من ثمانية بلدان، تعتبر أكبر “عملية عسكرية دولية” في التاريخ الإسرائيلي.

وإن دل هذا على شيء، فهو يدل على تناقض تصريحات رئيس العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي أمير لازار.

وقد أكد لازار للصحافيين أن التدريبات “لا تركز على إيران. رغم أنها تمثل التهديد الاستراتيجي الأول لإسرائيل”.

وزيادة على ذلك، اليوم وبعد مرور أربع سنوات، قررت القوات الجوية الاسرائيلية العودة إلى تدريب محدد. لتكون جاهزة ومستعدة لأي عدوان إيراني أو تهديد خطير لحدودها.

“مناورة العلم الأزرق لا تركز على إيران”

وقالت قيادة عليا إسرائيلية لصحيفة إل موندو، في قاعدة أوفدا الجوية الجنوبية، قبل أيام قليلة من نهاية تدريبات Blue Fag أو العلم الأزرق: “هذه المناورة الجوية التي أعدت قبل عام. لا تركز على إيران ولا علاقة لها بتحديات محددة”.

في المقابل، تقوم ثمانية جيوش، باختبار سيناريوهات الطيران المضادة للقذائف جو – جو وأرض – جو.

إضافة إلى ذلك، تعمل على تنسيق عمل الطائرات من مختلف الأنواع والأجيال. وإكمال التعلم المتبادل بين الطيارين بمختلف سياقات وأساليب العمل الحربي.

فضلا عن ذلك، يعرف الطيارون الإسرائيليون جيدا، أنه إذا فشل الطريق الدبلوماسي للسلطات الإسرائيلية للوصول إلى طهران، فسيكُونون مستعدّون لتلقي شعار البعثة المناهضة لمحطات الطاقة النووية في إيران.

في سياق متصل، تعمل القيادة الإسرائيلية على إثارة الضغوط في مواجهة تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم. والذي تم تسريعه إلى حد كبير بعد تخلي الولايات المتحدة عن الصفقة النووية في عام 2018 وفي ظل غياب ميثاق جديد.

وتشير تقارير أصدرتها مؤخرا القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن القوات الجوية تعيد تدريب في كيفية قصف المنشآت النووية الإيرانية.

وتشكل تلك المنشآت تحديا أكثر تعقيدا من التحدي الذي دمر المفاعل في العراق (1981) وسوريا (2007)، نظرا لتنوعه الشديد، تحت الأرض ووجود المدرعات.

ترهيب طهران

علاوة على ذلك، فإن الموافقة على تخصيص 1,300 مليون يورو من الميزانية (من جانب الدفاع والجنرال المكلفين بالموافقة عليها قبل 14 نوفمبر/تشرين الثاني في الكنيست الإسرائيلي) . ستوجه في المقام الأول للقوات الجوية للحصول على المزيد من الأسلحة ومنظومات الاستخبارات بشأن المشروع النووي الإيراني.

وكل هذه التسريبات ربما يمكن تفسيرها على أنها ضغوطات. ترمي من خلالها إسرائيل إلى ترهيب وتخويف طهران لدفعها إلى اتفاقية أكثر صرامة من اتفاق عام 2015.

اقرأ أيضاً: هل يمكن إخراج إيران من سوريا؟!

من جانبه، في تغريدة على تويتر باللغات الفارسية والعبرية والإنجليزية والعربية، رد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وقال: “بدلا من تخصيص ميزانية قدرها 1.5 مليار دولار للأعمال الوحشية ضد إيران. ينبغي أن يركز النظام الصهيوني على توفير عشرات المليارات من الدولارات لإصلاح الضرر الذي سيحدثه رد فعل إيران الصادم”.

لكن، إذا استنكرت طهران أن عدوها هو الوحيد الذي لديه إمكانات نووية في الشرق الأوسط. فإن القيادة الإسرائيلية ترى أن طهران تمثل تهديدا وجوديا لكيانها خاصة، وأنها دولة لا تمتلك أسلحة تقليدية، بالإضافة إلى أنها تسعى إلى تدمير إسرائيل.

أكثر المناورات الدولية تطورا

في هذه الأثناء، يضرب صحراء النقب، صوت عشرات المقاتلات من الولايات المتحدة (F-16) وإسرائيل و (F-35 و F-15 و F-16) وبريطانيا العظمى وألمانيا ( Eurofighters) وإيطاليا (F-35) والهند (Mirage 2000) وفرنسا (رافال) واليونان (F-16). في أكثر المناورات الدولية تطورا في المجال الجوي الإسرائيلي.

من جانبه، يسلط العميد أمير لازار، الضوء على وجود طيارون بريطانيون، في المناورة العسكرية، لأول مرة منذ مغادرة بريطانيا المنطقة، قبل إعلان استقلال إسرائيل والحرب مع الدول العربية عام 1948.

كما قال الطيار الهندي ديلون للصحيفة، “لا نتدرب ضد أي شخص أو نتدرب على أي سيناريو محدد. بل نتعلم من بعضنا البعض. الطيران إلى جانب طيارين من بلدان أخرى هو تجربة تساهم كثيرًا في تطورنا العسكري”.

اقرأ أيضاً: صحيفة: خيبة أمل في قطر تجاه واشنطن بسبب صفقة طائرات مسيرة

يذكر أن اليونان أيضا شاركت في أول تدريبات العلم أزرق منذ عام 2013.

وبهذه المناسبة، أرسلت أربعة مقاتلين بقيادة المقدم اليوناني ديميتريوس باباجورجيو. وهو يعمل في سلاح الجو منذ ما يقرب من 30 عامًا.

ويقول في هذا الشأن: “في هذا التمرين، نسعى لتحقيق مزيج من الجيل الرابع والخامس من المقاتلين. وفي نفس الوقت نتبادل المعرفة لتحسين تكتيكات طيراننا”.

الوجود الألماني

في ذات السياق، تعد صحراء النقب، موقعا مثاليا لهذا النوع من التمارين لأنها تغطي 60 بالمئة من الأراضي المحتلة ولا يوجد فيها سوى 10 بالمئة من السكان.

فالمقاتلون المتواجدون في هذه الصحراء، لا يحتاجون إلا لثلاث دقائق فقط للوصول إلى منطقة المناورة.

في حين يتعين عليهم في بلدان أخرى أن يطيروا أكثر من هذه المدة بكثير لبدء مثل هذه المناورات.

وفي قاعدة أوفدا، على بعد 50 دقيقة من مدينة إيلات، برز الوجود الألماني.

اقرأ أيضاً: مركز إسرائيلي: مملكة الهاشميين تشتعل.. أزمة اقتصادية وارتفاع البطالة والملك يشتري العقارات!

وقبل أسبوع، للمرة الأولى، حلق رئيس لوفتوافي، الفريق إنغو غير هارتز ونظيره الإسرائيلي، اللواء عميكام نوركين، فوق البرلمان الإسرائيلي في القدس.

وفي آب/أغسطس 2020 ، قادوا رحلة تحية فوق معسكر اعتقال داشو والموقع الذي قتل فيه 11 رياضيا إسرائيليا في تفجير دورة الألعاب في ميونيخ عام 1972.

الوجود الإماراتي

وأعلن نوركين، الذي استضاف رئيس القوات الجوية الإماراتية، إبراهيم ناصر محمد العلوي، في زيارته الأولى لإسرائيل، في رسالة ضمنية إلى طهران،
“من ذكرى ظلام الماضي، نحمل التزاما مشتركا بالمستقبل”.

واشار إلى أن الوجود الإماراتي، بالنسبة للإسرائيليين بمثابة إنجاز تاريخي. وهو نتيجة لاتفاق تطبيع العلاقات في عام 2020.

جدير بالذكر أنه عندما يترك نوركين منصبه في الأشهر المقبلة، فإنه لن يسلم لخليفته تومر بار، مسائل معقدة فحسب. بل وأيضا سيكون عليه مواجهة خريطة النقاط الحمراء التي تشير إلى تهديدات إيران من خلال ميليشياتها وترسانتها في سوريا (التي كثيرا ما يهاجمها المقاتلون الإسرائيليون)، وحزب الله في لبنان، وحماس والجهاد في غزة. على الرغم من أن أصعب مشروع في الوقت الراهن، تعمل عليها إسرائيل من الناحية النظرية، هو إنهاء المشروع النووي الإيراني.

من جهته، حذر مسؤول قبل بضعة أيام من أن هناك تحديا رئيسيا آخر يتمثل في استخدام طهران للطائرات المسيرة في الهجمات الجوية والبرية والبحرية.

وأكد “أن إسرائيل لا تريد حربا مع إيران ولكنها لن تسمح لها بحيازة أسلحة نووية. ولكن بالنظر إلى التقدم المحرز في مشروعها النووي، أعددنا جميع الخيارات والسيناريوهات، بما في ذلك القدرات العسكرية”.

«تابع آخر الأخبار عبر: Google news» 

«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في  YOUTUBE»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى