استقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الثلاثاء، وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، وهو أرفع مسؤول إماراتي يزور سوريا منذ عشر سنوات منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد عام 2011.
وأكدت وسائل إعلام إماراتية رسمية التقارير التي ظهرت صباح، الثلاثاء، تتحدث عن زيارة عبدالله بن زايد الى سوريا عد أن أظهر جهاز تعقب الرحلات الجوية عبر الإنترنت طائرة الرئاسة في أبو ظبي وهي تتجه إلى سوريا.
https://twitter.com/ZaidBenjamin5/status/1458099808955248641
وانتشرت بعدها اليوم صور رسمية للقاء ابن زايد والأسد، نشرتها العديد من وسائل الإعلام.
https://twitter.com/k_b_th/status/1458100937281753089
ووصل عبدالله بن زايد إلى سوريا على رأس وفد رفيع، ونشرت وزارة الاقتصاد الإماراتية عبر حسابها الرسمي بتويتر، صورا من لقاء وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري، بنظيره السوري.
https://twitter.com/Economyae/status/1447260948587184140
انتقادات حادة للزيارة
والغريب وفق محللين أن الإمارات التي سبق لها أن دعمت المعارضين الذين يحاولون الإطاحة بالأسد، كانت في طليعة الدول التي ذهبت لتطبيع العلاقات مع سوريا.
اقرأ أيضاً: عبدالله النفيسي: شيطنة الإسلاميين تهدف لاستكمال التطبيع وجلب إسرائيل للمنطقة
وقالت الإعلامية ومقدمة البرامج السورية صبا مدور تعليقا على هذه الزيارة:”من يريد أن يتقرب من بشار الأسد فليفعل. لكنه لن يكون قريبا من سوريا ولا صديقا لشعبها. سوريا هي الشعب وليس نظامها المجرم.”
https://twitter.com/madwar_siba/status/1458068232653377537
وتابعت صبا في تغريدة أخرى، أنه سواء هاتفه ملك الأردن، وزاره وزير خارجية الامارات، أو استقبله من يشاء في العالم. فإن بشار الأسد سيظل مجرما تطارده لعنات السوريين وفي رقبته ومن يؤيده دماء الملايين”.
https://twitter.com/madwar_siba/status/1458065768181116938
وأضافت:”هذه الحفاوة لا تمحو آثار جرائم جرت على أعين العالم. وهي بالتأكيد لن تعالج أزمة سوريا واستقرار المنطقة.”
اقرأ ايضاً: لهذا سيندم العالم على التطبيع مع نظام بشار الأسد
بينما اعتبر الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان أن “ثمن البقاء بالسلطة بالمنطقة العربية غدت بوابته المصالحة مع القاتل بشار الأسد. بعد أن خطف بوابة الصهاينة.”
https://twitter.com/Ahmadmuaffaq/status/1458124635732578313
وتابع:”ليعلم الجميع أن السوريين لا يزالون على عهدهم منذ أول صرخة لهم (الشعب_يريد_إسقاط_النظام) ليعتبر كل من يلهث وراء القاتل المجرم أن لعنات الحاضر والتاريخ تترى عليه.”
من جهته، قال الكاتب الصحفي اليمني أنيس منصور: “هل وضحت الصورة اليوم بزيارة بن زايد الى سوريا واللقاء ببشار الاسد !! هل مازلتم مصدقين ان الامارات دخلت اليمن ضد الحوثي او دعم الحوثيين!! دمروا وطن واقتصاد واحتلوه بذريعة اعادة الشرعية التي لم تعود وانما عادوا بتدوير النفايات الدانقة”.
https://twitter.com/anesmansory/status/1458161437881344004
ما هي أهداف الإمارات؟
ولا تدعم الولايات المتحدة الأمريكية، وهي حليف وثيق للإمارات، جهود الدولة الخليجية لتطبيع العلاقات مع الأسد حتى تنتهي الحرب الأهلية.
لكن في السنوات الأخيرة، حرصت دول الخليج على إحياء العلاقات مع رئيس النظام السوري مع تعمق المخاوف بشأن التأثيرات الإقليمية البديلة من دول مثل إيران وتركيا.
اقرأ أيضاً: كيف تصدّر مصر والإمارات الانقلابات عبر المنطقة؟!
واستضافت الإمارات سوريا في معرض “إكسبو دبي” التجاري. وتم إجراء مكالمات متعددة بين الأسد وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في الأشهر الأخيرة.
في بداية هذا الشهر غردت وزارة الاقتصاد الإماراتية بأن سوريا هي الشريك التجاري العالمي الأبرز.
ووصلت التجارة غير النفطية إلى مليار درهم (272 مليون دولار) في النصف الأول من عام 2021.
ولا تزال سوريا غير مستقرة ويعيقها الفقر والعقوبات الغربية، لكن الأسد يسيطر على معظم البلاد. مما يجعله حليفًا قابلًا للحياة في المنطقة على الرغم من العداء السابق بينه وبين القادة العرب.
الأردن وسوريا وعودة العلاقات
ويشار إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تلقى مطلع أكتوبر الماضي، اتصالاً هاتفياً من الأسد. بحسب بيان صادر عن القصر الملكي، قال فيه إنها الاتصالات الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب السورية.
وتخدم الانفراجة بين الأردن وسوريا ـ وفق محللين ـ أجندات الأسد وعبدالله الثاني المحلية والدولية على حد سواء.
ووفق مقال لـ”كريستوفر فيليبس” أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “كوين ماري في لندن، نشره بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فإن الأردن يعاني من الآثار المباشرة للصراع في شكل أكثر من 650 ألف لاجئ سوري واقتصاد متعثر.
ووفق “فيليبس” يأمل الملك عبد الله الثاني أن تؤدي الانفراجة مع الأسد إلى فتح طرق التجارة وتحقيق المزيد من الاستقرار في جنوب سوريا. مما يسمح لبعض اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
ويأمل الأردن أن يتيح له التعامل مع الأسد درجة من النفوذ على دمشق، لا سيما فيما يتعلق بوجود القوات الإيرانية والقوات المتحالفة مع إيران على حدودها مع إسرائيل، الأمر الذي قد يثير صراعًا غير مرغوب فيه.
ومن الواضح أيضا أن الأسد مستفيد من عودة العلاقة، بعودة التجارة الكاملة مع الأردن. والمساعدة في تجاوز عقوبات قيصر والتي تعطي بعض الراحة للاقتصاد السوري المتعثر – على الرغم من أنه من غير المرجح أن يكون لهذه الإجراءات تأثير تحولي.
الأهم من ذلك هو المكاسب الجيوسياسية، حيث لم يضطر الأسد إلى تقديم أي تنازلات لكسب هذا التقارب، لذا فهو يعمل على إضفاء الشرعية على قضيته.
عودة سوريا للحظيرة العربية
كما التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، بنظيره السوري في سبتمبر الماضي، للمرة الأولى منذ 2011.
وفي الوقت نفسه، افتتحت البحرين سفارتها في سوريا في عام 2019 وأعادت عمان سفيرها إلى دمشق في عام 2020.
وتحدث عودة العلاقات تلك بعد 11 عامًا تقريبًا من قمع الاحتجاجات المناهضة للأسد في جميع أنحاء البلاد بوحشية.
وكانت هذه الاحتجاجات قد تحولت إلى حرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 350 ألف شخص. وفقًا للأمم المتحدة – التي اعترفت بأن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
في غضون ذلك، يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن أكثر من نصف مليون سوري قتلوا على مدى أكثر من عقد. بما في ذلك خسائر عسكرية.
وأعيد انتخاب الأسد رئيسًا للمرة الرابعة في مايو، بنسبة 95.1٪ من الأصوات ، في انتخابات نُدد بها على نطاق واسع وسط اتهامات بتزويرها.
«شاهد كل جديد عبر قناتنا في YOUTUBE»