عدم الأكل لعدة ساعات طويلة له تداعيات خطيرة على صحتك .. هذه أبرزها
شارك الموضوع:
إن الصيام أو عدم الأكل لعدة ساعات، عبارة على عادة فسيولوجية ترتبط بإيقَاع الساعة البيولوجية. ولكن مرور ساعات طويلة دون أكل، ينجرّ عنه تداعيات خطيرة على عملية التمثيل الغذائي.
ما هي عواقب عدم تناول الطعام لعدة ساعات؟
قالت مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية في تقرير ترجمته “وطن”، إن عادة الصوم، تتركّز بالأساس على عدم تناول الطعام أو الشراب لفترة معينة من الوقت.
فهناك صيام يومي مرتبط بإيقَاع الساعة البيولوجية ويتراوح عادة ما بين 10 إلى 14 ساعة.
ويمكن تحديد القدرة على الصيام والبقاء دون تناول الطعام من 4 ساعات إلى 40 يومًا فقط، مع إمكانية العيش باستخدام احتياطيات الطاقة في الجسم.
حالة التمثيل الغذائي بعد قضاء عدة ساعات دون تناول الطعام
ينقسم الصوم إلى ثلاث مراحل تعتمد على المصدر الرئيسي للطاقة المستخدمة. وهناك أيضًا 3 مصادر للطاقة في الجسم وهي كالآتي:
- الكربوهيدرات (السكريات والكربوهيدرات)
- الدهون
- البروتينات.
المرحلة الأولى
في هذه المرحلة، يعتمد الجسم على وقود الطاقة المتمثل في الجلوكوز وجميع الكربوهيدرات. فيتم استقلاب الجلوكوز في الدم ثم تحليل مخزون الجليكوجين في الكبد والعضلات.
يمكن أن توفر هذه العملية الطاقة لمدة 24 إلى 48 ساعة. في هذه اللحظات الأولى، يتم توجيه الجلوكوز إلى الجهاز العصبي المركزي بنسبة 25 بالمئة، بينما يتم توجيه الباقي إلى العضلات وخلايا الدم الحمراء.
بعد هذا الوقت، يحدث نقص في سكّر الدم (انخفاض في نسبة الجلوكوز في الدم)، والذي يمكن أن يتجلى من خلال أعراض على غرار، الدوخة والتعرق البارد والصداع والتعب العام.
بالإضافة إلى ذلك، تتحلّل الدهون الثلاثية المخزنة، بحيث يتم استقلاب الأحماض الدهنية بشكل أسرع.
عندما يكون إمداد الدماغ بالطاقة غير كافٍ، يزداد نشاط الجهاز العصبي الودي، ويترتب على ذلك إطلاق الكاتيكولامينات (الأدرينالين والنورادرينالين) التي تساعد على تحلل الدهون والبروتينات.
المرحلة الثانية
إذا استمرينا دون تناول الطعام لعدة ساعات، خاصة بعد نقص السكر في الدم، يقوم الجسم باستهلاك الدهون.
يعمل سكر البلازما المنخفض على منطقة ما تحت المهاد والجهاز العصبي اللاإرادي والغدد الكظرية والبنكرياس.
عندما تتحلل الدهون الثلاثية المخزنة في الأنسجة الدهنية، فإنها تطلق الأحماض الدهنية في البلازما، والتي يتم تحويلها إلى وسيط استقلابي يمكنه توليد الطاقة من خلال أدينوسين ثلاثي الفوسفات. أو في أجسام الكيتون، والتي تعد أيضًا وقودًا للطاقة.
في هذه المرحلة أيضا يتم إطلاق هرمون النمو، الذي يحد من امتصاص الجلوكوز بواسطة الأنسجة الطرفية.
بالإضافة إلى ذلك، فبالإضافة إلى ذلك ، فإنه يعزز تحلل الدهون وتخليق أجسام الكيتون.
كما يزيد من إفراز النورادرينالين والأدرينالين، مما يمنع امتصاص الجلوكوز في العضلات وإفراز الأنسولين.
كما أنه يعزز إطلاق الجلوكوكورتيكويدات، مثل الكورتيزول، الذي يعزز تحلل البروتينات مع إطلاق الأحماض الأمينية لإنتاج المزيد من الجلوكوز.
المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة، لا يعتبر عدم تناول الطعام صومًا، بل تجويعًا. إنها مرحلة متقدمة عمليا لا رجوع فيها. لم تعد هناك احتياطيات من الكربوهيدرات أو الدهون ولا تزال البروتينات تتحلل.
وهذا ما يسبب الوذمة، وهي عبارة عن تورم ناتج عن السوائل الزائدة المحتبسة في أنسجة جسمك.
الأعراض المصاحبة لعدم تناول الطعام لعدة ساعات
بعد مرور من 4 إلى 6 ساعات على ظهور نقص السكر في الدم، تبرز أعراض مثل الضعف العام، مثل الدوخة والصّداع ورائحة الفم الكريهة.
بالإضافة إلى قلة التركيز وضعف الذاكرة والتهيج والمزاج السيئ.
علاوة على ذلك، فإن انعدام وجود الطعام في المعدة، يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة، مما يؤدي إلى التهابها.
ينتج عن هذا الشعور الحرقان والآلام في المنطقة الشرسوفية، (منطقة فوق المعدة).
اقرأ أيضاً: 5 أطعمة مثيرة للشهوة لتحسين الرغبة الجنسية
في المقابل، يؤدي الشعور بالجوع إلى الإفراط في تناول الطعام، حيث سيقع تناول الكربوهيدرات والدهون بكميات أكبر من المطلوب.
وهذا ما يبطئ التمثيل الغذائي من أجل الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الاحتياطيات.
كما يؤدي تأخر العبور المعوي، إلى الانتفاخ والإمساك والشعور بالامتلاء بعد تناول الطعام. وعلى الرغم من هذا كله، فإن الصوم من إلى 2-16 ساعة لا يضر بالصحة على المدى الطويل. وفي الواقع، هذا هو ما يعتمد عليه بروتوكول الصيام المتقطع.
حالة التغذية بعد الصيام
عندما يتم تناول الطعام بعد فترة من الصيام، يحدث ما يسمى حالة التغذية المرتدة، كآلية تكييف لتجنب نوبة أخرى من نقص السكر في الدم. في هذه الحالة، تكون الدهون الثلاثية أول من يتم استقلابه.
ومع ذلك، يمر الجلوكوز بعملية تكيف. في البداية، بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، فإن خلايا الكبد هي فقط التي تلتقط الجلوكوز وتتلقى عبر الوريد البابي وتوزعه على الدماغ والأنسجة الطرفية.
ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الكبد يظل يصنع الجلوكوز لبضع ساعات بعد تناوله، ولكن ليس من أجل إطلاقه في الدم، ولكن لإعَادة تخزين الجليكوجين في الكبد.
اقرأ أيضاً: دراسة تكشف علاقة النوم بين الـ10 والـ11 ليلاً بأمراض القلب والأوعية
مع ارتفاع تركيز الجلوكوز في البلازما، يرتفع كذلك معدل امتصاص الكبد. تدريجيا، فضلا عن ذلك، سيتم استقلابه من خلال مسار تحلل السكر وسيتم التخلص من فائضِه لتخليق الجليكوجين والدهون الثلاثية.
توصيات غذائية لأوقَات الوجبات
من أجل التمثيل الغذائي الفعال للطاقة الموجودة في الطعام المستهلك، من المهم تحديد الكمية التي يتم تناولها، بالإضافة إلى ضرورة معرفة كيفية توزيعها خلال اليوم. لذلك، يوصى بأن تكون التغذية اليومية بمعدل 5 مرات في اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توزيع الطاقة في الجسم بنسبة 20 بالمئة من إجمالي ما يتم تناوله في الإفطار، و 10 بالمئة في كل وجبة خفيفة، و 30 بالمئة على الغداء، و 30 بالمئة على العشاء. زيادة على ذلك، تُدرج الوجبات الخفيفة بين الإفطار والغداء، وأخرى بين الغداء والعشاء. وهذا ما يترجم إلى تناول الطعام كل 3 إلى 4 ساعات في اليوم.
من حيث الكمية، يوصى بالتّوازن والتناغم في الوجبات الرئيسية، مع اعتماد من 10 إلى 15 بالمئة من البروتينات، ومن 15 إلى 30 بالمئة من الدهون و من 55 إلى 75 بالمئة من الكربوهيدرات. يجب تضمين جميع الأطعمة في الهرم الغذائي اليومي.
من ناحية أخرى، يعتبر الصيام المتقطع صحيّا، خاصة إذا تم اعتماده بشكل صحيح. عادة ما يدوم الصيام المتقطع لمدة 16 ساعة متواصلة دون تناول أي نوع من أنواع الأطعمة، وبالمقابل يمكن تناول ما يسمح من السعرات الحرارية خلال 8 ساعات المتبقية من اليوم.
قد يكون عدم تناول الطعام لعدة ساعات خيارًا
يوصي العديد من خبراء التغذية بتناول الطعام كل 3 إلى 4 ساعات. بالإضافة إلى تقسيم الطعام، الأمر الذي يقلل من القلق ويحافظ على الشعور بالشبع، مما يسمح بخيارات أكثر ملاءمة في الوجبة التالية.
اقرأ أيضاً: 9 أشياء يمكن أن تحدث لجسمك إذا بدأت بتناول بيضتين في اليوم
ومع ذلك، يمكن أن يكون الصيام المتقطع مفيدًا لصحتك، طالما يتم إدارته بشكل صحيح. على الرغم من أنه عليك التفكير في أن التوقف عن تناول الطعام في حد ذاته لا يساعد في فقدان الوزن، إلا إذا كان مصحوبًا بخطة متوازنة وممارسة تمارين بدنية محددة.
تابعنا عبر قناتنا في YOUTUBE