باحث مقدسي لـِ”وطن”: اتفاقية المغرب مع “إسرائيل” الأمنية هدفها الجزائر

وتدمير الأمن القومي العربي

بعدما كشف رئيس المكتب السياسي والعسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي “زوهار بالتي”، عن تعاون وصفه بالعميق بين المغرب وإسرائيل في القضايا الأمنية، وعن تبادل معلومات استخبارية بحرية أكبر وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، أثار ذلك حفيظة الكثير من المتابعين لخطورة ما وصلت إليه اتفاقية التطبيع الإسرائيلية المغربية.

وكان موقع “تايمز أوف إسرائيل” الذي نقل عن “بالتي” قوله، إن الاتفاقية الأمنية الجديدة التي وقعها وزير جيش الاحتلال بني غانتس يوم الأربعاء في العاصمة المغربية الرباط، عبارة عن تحالف استراتيجي معرفي يسمح من خلاله التدريبات والمعلومات، مساعدة المغرب في كل ما يحتاج إليه من “إسرائيل” بما يوافق مصالح الأخيرة.

اتفاقية تطويعية

ورأى الأكاديمي والمختص بشؤون القدس د. جمال عمرو، والذي يتباع تطورات العلاقت العربية الإسرائيلية بعد التطبيع، إن الاتفاقيات اليوم أصبحت تطويعا وليس تطبيعا. بمعنى أن الاحتلال يسعى لكسر كل شيء رمزي كان يقف مع القضية الفلسطينية. بعدما استطاع الاحتلال توقيع أكبر اتفاقيتي سلام مع دول الطوق؛ مصر والأردن.

ويقول عمرو في حديثٍ خاصّ لـ”وطن” إن الاحتلال من خلال زيارة وزير جيشه إلى المغرب وتوقيع الاتفاقية الأمنية الجديدة. وحضوره صلاة في كنيس يهودي، يريد توظيفا اجتماعيا ودينيا وعسكريا ضد بلد عربي مجاور هو الجزائر.

اقرأ أيضاً: صحيفة إسبانية: المغرب يعزز احتلال الصحراء الغربية بدعم أمريكا وإسرائيل

خاصة أن الاحتلال أصبح اليوم يدعم المغرب في ملف الصحراء المتنازع عليها مع الجزائر، وفق عمرو. وكأنه يريد اللعب على ملف الخلافات العربية الداخلية ليخرج منها منتصرا. كما حدث في ترك مساحة متنازع عليها بين الكويت والعراق، والتي أدت إلى الحرب على العراق وإسقاط الدولة العراقية فيما بعد. وهو ما يستخدمه الاحتلال ضد الجزائر اليوم، بوقوفه مع المغرب.

شارع يغلي

ويقول عمرو، إن الشعب الفلسطيني يعرف تماما أن كل أشكال التطبيع خيانة. وسما زعافا يتجرعه الشعب الفلسطيني أولا وباقي دول المنطقة، وهو تدمير للأمن القومي العربي. ولكن الدول التي وصفها بأنها تقدم قرابين الطاعة للاحتلال الإسرائيلي، ستدفع الثمن يوما ما.

وهذا واضح من خلال تقسيم السودان، الذي كان يشتهر بلآءات التعامل مع الاحتلال، ومن ثم التطبيع معه. ويبدو أن ليبيا على الطريق، والمغرب الداعم لصندوق القدس، والذي كان له نوع من الوصاية على المدينة.

وركز الاحتلال، وفق عمرو، على العواصم العربية التي عقدت اتفاقيات معه، كما حصل مع الأردن، ومحاولة عقد اتفاقيات غاز وماء وكهرباء. وهذا واضح لأن الاحتلال يدعي أنه سيحصل على الطاقة الشمسية من صحراء الأردن، وهو يملك صحراء النقب، التي تتحدث كل التجارب العلمية أن الطاقة الشمسية فيها هي الأعلى في العالم.

وهذا يعني- حسب عمرو- أن القضية تتعلق بجر الأردن إلى مربع الطاعة الذي رفضه الشعب الأردني في مظاهرات الجمعة التي خرجت ضد كل أشكال هذه العلاقة مع المحتل. وكان الشارع يغلي في المدن الأردنية ضد كل ذلك.

والأمّر، وفق عمرو، أن الامارات التي وصفها بأنه تقوم اليوم بأبشع صور الخيانة، هي التي تدعم هذه الاتفاقيات، وعلى رأسها أمريهم الذي أسماه شيطان العرب.

قيادة مغربية غير مؤتمنة

وبالعودة للمغرب، كما قال عمرو، فإن الاحتلال أراد أن ينزع البعد العربي للفلسطينيين منه، وهو عندما احتل القدس عام 1967، قام مباشرة بهدم حي المغاربة اللذين أبقاهم صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس فيها. ذلك لأنه قال إنهم الأقدر على حماية المدينة، وكأن الاحتلال يعرف قوتهم وأراد أن يتخلص منها من البداية.

كما وصف عمرو، غانتس بأنه رجل مجرم يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين. ووقع اتفاقية أمنية مع المغرب ليضرب الأمن الجزائري، الذي تتجه المطالبات اليوم لتسليمه الملف الفلسطيني الذس أصبح هو الأقدر على حفظ هذه الأمانة.

وقال عمرو إن القيادة المغربية اليوم غير مؤتمنة على ملف القدس. وطالب أن لا تبقى القيادة الفلسطينية تجامل على حساب القضية الفلسطينية، وان تأخذ مواقف واضحة من الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال لأن شعوبهم لن تبقى صابرة عليهم لوقت طويل. لأن هذه الشعوب تعلم أن الاحتلال يضرب أمنهم جميعا وليس فلسطين فقط.

(المصدر: خاص وطن)

 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى