على خلفية تسليم نشطاء صحراويين إلى السلطات المغربية، سأل عضو البرلمان كارليس موليت غارسيا، الحكومة الإسبانية، عما إذا كان سيتم تسليم المزيد من النشطاء الذين يقاتلون من أجل حرية الشعب الصحراوي. وما إذا كانت السلطة التنفيذية تدرك أن هذه الإجراءات ستنتهي بـ “تعذيب أو قتل هؤلاء النشطاء على يد النظام المغربي”.
تعذيب وقتل
نقل موقع “ريبليون” الإسباني، من خلال تقرير ترجمته وطن، تساؤلات عضو برلمان إسباني، عما إذا كانت إسبانيا تنوي بالفعل التخلص من المزيد من النشطاء الصحراويين وتسليمهم إلى المغرب.
وطلب العضو في حزب Compromís الإسباني، “كارليس موليت غارسيا” من الحكومة، جوابا واضحا. حول ما إذا كانت بلاده ستقدم المزيد من هؤلاء الشباب المناهض لاحتلال الصحراء الغربية، إلى الشرطة المغربية. بعد أن قدمت لهم على طبق من ذهب الناشط فيصل البهلول، المقيم بشكل قانوني في إسبانيا منذ 23 عامًا.
فيصل البهلول
كان فيصل البهلول، المعروف بمعارضته للنظام المغربي ودعمه للنضال من أجل استقلال الصحراء الغربية، محتجزا في إسبانيا منذ 30 مارس. بسبب أنشطته الإرهابية المزعومة على الشبكات الاجتماعية. والتي تحتوي رسائل “تحريضية” ضد أشخاص ومؤسسات مغربية.
و في 16 نوفمبر / تشرين الثاني، اقتادته الشرطة الإسبانية إلى الدار البيضاء وفي المطار تُرك في أيدي الشرطة المغربية حتى يواجه مصيره.
اقرأ أيضا: صحيفة عبرية تكشف السر وراء ارتماء محمد السادس في أحضان إسرائيل
وفقًا لمَصادر عائلية، كان لفيصل، الحق في إقامة قانونية في إسبانيا، تمتد حتى عام 2024 . وكان ينتظر طلب لجوء إلى فرنسا، صالحًا حتى 15 ديسمبر من هذا العام.
بيان تجمع المدافعين الصحراويين
من جانبه، قدم كارليس موليت غارسيا في مجلس البرلمان الاسباني، سؤالاً مكتوبا يطلب فيه من الحكومة تحديد سبب تسليم فيصل للسلطات المغربية. وما إذا كان هناك المزيد من النشطاء الذين يقاتلون من أجل حرية الشعب الصحراوي وإذا كانت السلطة التنفيذية على علم بذلك.
وعلى الأرجح ستنتهي الإجراءات بـ “تعذيب أو قتل هؤلاء النشطاء على يد النظام المغربي”.
وفي بيان صادر عن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. الذي اعتمد عليه عضو مجلس البرلمان عن حزب Compromís. ألقى هذا الأخير باللوم على الدولة الإسبانية لما وقع لفيصل بهلول. الذي تعرض للاضطهاد من خلال توجيه اتهامات خطيرة له بناءً على تصريحات أدلى بها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب البيان، هي “مجرد كلام، وليس أفعال”، وتتعلق بموقف “شخصي أو عاطفي”. حيث لا ينبغي فصله عن قضية الصحراء الغربية ومعاناة الشعب الصحراوي.
إسبانيا سلمت بهلول دون محاكمة
في سياق متصل، تعتبر قضية فيصل وقضية الطالب الصحراوي حسين بشير إبراهيم أيضا. الذي تم تسليمه إلى المغرب على الرغم من طلبه اللجوء السياسي. مسألة مهمة حاضرة في التجمع الذي تنظمه حركة السجناء السياسيين الصحراويين كل يوم اثنين أمام مقر رئاسة الجمهورية وزارة الخارجية.
وفي رسالة وجهت إلى وزير الشؤون الخارجية خوسيه مانويل الباريس. نددت حركة السجناء السياسيين الصحراويين، بأن إسبانيا سلمت فيصل البهلول إلى المغرب دون محاكمة. وهي تدرك تمامًا مخاطر ذلك في المغرب.
حسين بشير
هذا وذكر الوزير أن قضية مماثلة وقعت مع حسين بشير. الطالب الصحراوي من “جماعة أصدقاء مصطفى السيد والي”. الذي اعتقل رفاقه عام 2016 في مراكش وحكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات لإحدى عشرة منهم وعشر سنوات لأربع أشخاص آخرين.
ولقد تمكن بشير من الفرار إلى جزر الكناري في يناير 2019. حيث وصل على متن قارب. وأبلغ أنه يريد اللجوء السياسي.
اقرأ أيضا: رغم التصعيد .. هل نشهد عودة علاقات الجزائر مع فرنسا إلى طبيعتها!
وأمر القاضي الذي أخذ بيانًا منه، بالاحتفاظ به في مركز اعتقال الأجانب في هويا فري، في جزيرة تينيريف.
لكن بعد ثلاثة أيام نقلته الشرطة إلى المغرب، حيث يواجه الآن حكما بالسجن لمدة 12 عاما في سجن مراكش.
ختاما، تعتبر حركة السجناء السياسيين الصحراويين، أن عمليات التسليم غير النظامية هذه للنشطاء الصحراويين إلى المغرب. مع علمهم التام بالمخاطر التي يتعرضون لها، تجعل اسبانيا، غير مؤهلة لتطبيق سيادة القانون.
(المصدر: ريبليون – ترجمة وتحرير وطن)
«تابعنا عبر قناتنا في YOUTUBE»