“ديلي تلغراف”: سيف الإسلام القذافي يسعى لإعادة مجد عائلته
شارك الموضوع:
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن سيف الإسلام القذافي واستعداده لخوض السباق الرئاسي في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “وطن”، أنه قبل عشر سنوات في ربيع هذا العام، ثار الليبيون للإطاحة بالرجل الذي حكمهم بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثة عقود. وفي الوقت الحالي، يريد ابنه عودة حكم أسرته.
رجوع سيف الإسلام القذافي إلى السباق الرئاسي
يستعد سيف الإسلام القذافي – النجل الثاني للعقيد معمر القذافي – لتقديم ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذا الشهر. بعد أن ألغت محكمة ليبية اعتراضات عن ترشحه مساء الخميس.
تلقى سيف الإسلام القذافي تعليمه في كلية لندن للاقتصاد. وقد مثّل خلال سنوات عديدة في ظل حكم أبيه القوة المعتدلة والحديثة.
إلا أن هذا التوجه قد تغير في عام 2011 عندما انخرط مع والده ضد الانتفاضة المناهضة للحكومة التي وجدت لاحقًا دعمََا من قبل الناتو.
بعد مقتل والده، ألقت مليشيا من مدينة الزنتان القبض عليه واحتجزته عدة سنوات قبل إطلاق سراحه في عام 2017.
في مقابلته الوحيدة منذ ظهوره هذا الصيف، قال سيف الإسلام القذافي إنه يعتزم إعادة توحيد البلاد في ظل حركة والده الخضراء. مدعيا أن العديد من الليبيين يعتقدون أن نظامه كان يجب أن يتعامل بقسوة أكبر مع المعارضة.
وعندما ظهر في العلن الشهر الماضي لتقديم أوراق ترشحه لمنصب الرئاسة، كان يرتدي نفس الجلباب البدوي ذي اللون الأصفر الذي كان يفضله والده، في محاولة “سافرة” لخلق استمرارية مع نظام والده السابق.
استطلاعات رأي غير مكتملة وغير موثوقة
يعتقد العديد من المراقبين أن الحنين إلى نظام القذافي، إلى جانب ما يحظى به اسم العائلة من مكانة هي عوامل قد تكون كافية لتأمين حصة محترمة من التصويت لسيف الإسلام القذافي – خاصة في المعاقل التقليدية لعشيرة القذافي في جنوب البلاد.
اقرأ أيضاً: المتحدثة باسم المجلس الرئاسي تتحدث لـ”وطن” حول انتخابات الرئاسة في ليبيا .. هل ستتأجل!؟
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي حسن موراجيه: “لم يشارك سيف الإسلام في الحياة السياسة منذ عقد، وهذا لصالحه”. مضيفََا “يحمل الناس ذكريات حية عن الفوضى التي حدثت في السنوات العشر الماضية. لكن لديهم ذكريات غامضة حول سبب طرد والده في عام 2011.”
تم تسجيل أكثر من 80 مرشحًا لخوض الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر / كانون الأول. ومن المقرر أن تنشر اللجنة الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا القائمة النهائية للمترشحين يوم الثلاثاء.
أبرز المترشحين لرئاسة ليبيا
يعتبر الجنرال خليفة حفتر، الذي حاصر طرابلس لمدة عام في 2019-2020، من بين أبرز المرشحين لمنصب الرئاسة. وقد قدّم نفسه على أنه زعيم قوي قادر على مواجهة تهديد الإسلام المتشدد. ويقول منتقدون إنه مشروع ديكتاتور عسكري محتمل.
أرسل الجنرال حفتر، الذي كان يتتبع الناخبين المتعاطفين مع النظام السابق، يوم الاثنين قوات من الجيش الوطني تابعة له لمنع البت في الطعن الانتخابي المقدم من قبل محامي سيف الإسلام القذافي في بلدة سبها الصحراوية. وهو ما أدى ذلك إلى مأزق كوميدي خارج مبنى المحكمة، إلا أن المحامي نجح في النهاية في تقديم الإعتراض.
يأتي عبد الحميد دبيبة، رئيس الوزراء المؤقت الحالي، في المرتبة الثالثة في هذا السباق الرئاسي وهو من مدينة مصراتة الغربية .
اقرأ أيضا: تحليل: صراع النفوذ بين خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي .. لمن الغلبة؟!
وقد سبق له وأن وعد في البداية بعدم الترشح للانتخابات، لكن يُعتقد أنه حصل على دعم كبير في غرب ليبيا جزئيًا من خلال زيادته في الرواتب. كما يعتقد العديد من المراقبين الغربيين أنه في صدارة هذا السباق.
ومن بين المرشحين الآخرين نجد فتحي بشغار، وقد شغل سابقا خطة وزير داخلية وهو بدوره من مدينة مصراتة وقد أقام علاقات مع تركيا والحكومات الغربية.
جعل المجتمع الدولي من الانتخابات جزءًا أساسيًا من خطة وقف إطلاق النار التي أنهت معركة طرابلس العام الماضي.
ويأمل المجتمع الدولي في أن يوفر ذلك أرضية مثلى لبناء تسوية سياسية تنهي عقدًا من الحرب والحرب الأهلية في الوقت الذي كانت فيه الميليشيات المتنافسة وأمراء الحرب يتقاتلون من أجل الهيمنة.
هل تنهي الانتخابات الانقسام أم تؤدي إلى مزيد من الصراعات؟
لم يتبق سوى أكثر من أسبوعين على الحملة الانتخابية، والقانون الانتخابي الليبي فيه الكثير من الغموض.
كما أن جماعات من الميليشيات المتنافسة تقوم بحملات تجنيد استعدادًا للصراع في الشوارع عقب الإعلان عن نتيجة الإنتخابات.
وفي هذا الإطار، يقول جليل حرشاوي من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود “لا أعتقد أن أي شيء من هذا سيحدث هذا العام وهذا ليس بسبب وجود بعض التفاصيل الفنية البسيطة التي يجب إصلاحها. ولكن لأن القوانين الانتخابية الوحيدة التي تبناها المجتمع الدولي ضعيفة وغير كاملة ومثيرة للجدل”.
وتابع حرشاوي قوله ” لن نسقط مرة أخرى في حرب من نوع الحرب النارية التي وقعت من 2019 إلى 2020. يجب أن يكون المرشحون الأشخاص السيئين الأكبر في الكتلة حتى يتم سماعهم في سياق المفاوضات. لكن بالطبع عليهم أن يبدو مخيفيين ومقنعين إذا ما أريد لصوتهم أن يُسمع.” وهذا بالتالي عامل آخر يمنع عودة سيف الإسلام القذافي.
ربما يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر – المكون من عدد كبير من الميليشيات المحلية المختارة – قد هُزم في محاولته لاقتحام طرابلس، لكنه يبقى قوة قوية للغاية تهيمن على المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد.
والدبيبة هو شخصية مؤثرة في مصراتة. و مصراتة هي ميناء تجاري غالبًا ما تتصرف مثل مدينة دولة – تتمتع بالحكم الذاتي. وتضم مجموعة قوية من الميليشيات التي لعبت دورًا رئيسيًا في إحباط استيلاء حفتر على طرابلس.
شعبية سيف الإسلام القذافي
وعلى النقيض من ذلك، فإن القذافي ليس لديه قوة عسكرية وهو يخشى الاغتيال والاعتقال. لقد نجا من محاولة اغتيال واحدة على الأقل في عام 2017. ولا يزال مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولم تصدر بعد في شأنه إدانة بارتكاب جرائم حرب عام 2015.
في شهر أغسطس / آب، أصدر المدعون العامون الليبيون مذكرة توقيف جديدة بشأن سيف الإسلام القذافي لصلاته المزعومة بالمرتزقة الروس من شركة واغنر العسكرية الخاصة.
وتروج إشاعات شائعات مفادها أن مرتزقة فاغنر – الذين حاربوا مع الجنرال حفتر في حصار طرابلس والذين تخلوا عنه منذ ذلك الحين – قاموا بتوفير الأمن لسيف الذين القذافي عندما ظهر في سبها لتقديم طلبه كمترشح للرئاسة في نوفمبر.
من المعروف أن روسيا تواصلت مع القذافي حتى تأخذ بعين بعين الإعتبار إرتباطها بالجنرال حفتر، لكن الدعم الأجنبي ليس دعاية لرجل يدعي أنه يحظى بحب جمهوره.
لا يزال ترشح القذافي غير مؤكد – وقالت مفوضية الانتخابات يوم الجمعة إنها تعتزم الطعن في الاستئناف لكن من المفارقات أن هذا قد يصب في مصلحة سيف الإسلام القذافي.
من جهته، قال تيم إيتون وهو باحث بارز في تشاتام هاوس: ” لا يحظى سيف الإسلام القذافي بشعبية لدى الجميع. وليس لديه قوة مسلحة وعليه أن يخرج من مخبئه – هذا لا يمثل مكانة قوية…ولكن إذا ما تم استبعاده من هذا السباق الإنتخابي، فإنه يمكن أن يتجنب تشويه سمعته الإنتخابية والبقاء في الساحة.”
(المصدر: ديلي تلغراف – ترجمة وطن)
«تابعنا عبر قناتنا في YOUTUBE»