ما الذي قد يدفع بوتين إلى شن حرب على أوكرانيا؟
شارك الموضوع:
في ظل تصاعد التوترات بين موسكو وكييف، تسارع إدارة بايدن بتعزيز مجهوداتها لتجنب عملية عسكرية روسية محتملة ضد أوكرانيا.
مبادرات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا
نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية تقريرا أعده مارك إيبيسكوبوس، مراسل المجلة لشؤون الأمن القومي. تحدث فيه عن نية روسيا غزو أوكرانيا في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطه على موسكو. مؤكدا أنه يعد “بمبادرات” للدفاع عن أوكرانيا إذا تعرضت للغزو.
وبحسب ترجمة “وطن”، نقلا عن الكاتب، حذر مسؤولو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. في الأسابيع الأخيرة من تحركات روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا.
وفقًا لأحدث التقديرات، حشدت روسيا أكثر من 94 ألف جندي على طول المنطقة الحدودية للبلاد. وعلى الرغم من أن هذا العدد انخفض مقارنة بما كان عليه 150.000 فرد روسي في البداية. فقد أعرب الخبراء العسكريون ومصادر الاستخبارات الغربية عن قلقهم بشأن الطبيعة “غير العادية” للتحركات الروسية الأخيرة.
نوايا غير معروفة
ولا تزال نوايا الكرملين الحقيقة غير معروفة إلى حد هذه اللحظة. كما يريد ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد حذر مسؤولو دفاع أوكرانيون من أن روسيا قد تشن هجوما على أوكرانيا في شهر يناير. مضيفين أن سيناريو الغزو قد لا يقتصر فقط على منطقة دونباس. ولكن قد يشمل عمليات إنزال البرمائية في موانئ اوكرانيا على البحر الأسود.
اقرأ أيضا: ذا هيل: السعودية غاضبة من الإمارات و”ابن سلمان” يعتقد أن “بايدن” يحتقره
كما أشار الكاتب إلى أن واشنطن لا تستبعد أن تكون أنشطة روسيا العسكرية. جزءًا من حملة ضغط روسية أكبر لانتزاع تنازلات سياسية أو دبلوماسية من الغرب.
ومع ذلك، لا يزال آخرون يرون أن الغزو الروسي ليس وشيكًا ولا وهميًا. لكن يجب أن يُنظر إليه بدلاً من ذلك على أنه حالة طوارئ عسكرية خطيرة.
تزايد المخاوف وخشية من تحركات مقلقة
من جهته، أفاد جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا. وكبير مديري مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي لشبكة بي سي نيوز: “إن روسيا متموقعة بشكل يسمح لها بدون إعلام بذلك. كما أنها تشكل تهديدًا. وهي في وضع يمكنها شن هجوم إذا ما أرادت القيام بذلك.”
في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع الناتو في لاتفيا يوم الأربعاء. بدا أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن قد أعطى مصداقية لهذه الفرضية الأخيرة.
إذ قال في هذا الصدد: “لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قرار غزو أوكرانيا”.
وتابع: “نحن نعلم أن له القدرة الفعلية على القيام بذلك في وقت قصير، إذا ما أراد ذلك. لكن، على الرغم من عدم يقيننا بنية الهجوم وتوقيته. فإنه يجب أن نستعد لجميع الحالات الطارئة ونعمل في الوقت نفسه للتأكد من أن روسيا ستغير موقفها.”
مخاوف في إدارة بايدن من تدخل روسي سريع
كان بلينكن قد أعرب – خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ستوكهولم- الخميس الماضي. عن مخاوف إدارة بايدن بشأن “خطط روسيا للقيام بهجوم جديد على أوكرانيا”.
مضيفًا أن واشنطن لديها “التزام قوي وحازم بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.
وقد دعا بلينكين كلا من روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام مجددًا باتفاقيات مينسك. وهي اتفاقية سلام تحدد مسارًا لإعادة دمج جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية الانفصاليتين (DPR و LPR). في أوكرانيا.
وكرر الكرملين بتكرار موقفه الراسخ منذ فترة طويلة. الذي يقول إنه ليس لموسكو التزامات بموجب اتفاقات مينسك. وأن جميع المفاوضات ستجرى فقط بين كييف والجمهوريات الانفصالية.
وفي تصريحاته العلنية، لم يعلق لافروف على مخاوف الولايات المتحدة بشأن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
ومن ناحيته، نفى بلينكين المخاوف التي عبر عنها مسؤولون في الكرملين في وقت سابق. والتي مفادها أن أوكرانيا قد تستعد لشن هجوم كبير ضد الجمهوريات الانفصالية.
اقرأ أيضا: تقرير استخباراتي يكشف مكائد ألمانيا التي تهدف إلى إضعاف المغرب
وقال في هذا الصدد” إن أوكرانيا لا تشكل بأي حال من الأحوال تهديدًا لروسيا. أو تسعى إلى مواجهة من شأنها أن تبرر تدخلاً عسكريًا روسيًا”.
وأضاف: “إن التهديد الوحيد يتمثل في تجدد العدوان الروسي على أوكرانيا.”
الناتو يهدد روسيا بعقوبات سياسية واقتصادية
تقول إدارة بايدن إنها مستعدة لفرض عقوبات صارمة في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهو ما أكده الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ. الذي قال لرويترز في وقت سابق هذا الأسبوع “أوضحنا جميعًا أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون ثمنه باهظا. وأن العقوبات ستكون هي إحدى الخيارات.”
ومن المرجح أن تشمل هذه العقوبات المحتملة إجراءات تهدف إلى عزل روسيا عن نظام سويفت العالمي للمعاملات.
وهي خطوة يقول بعض الخبراء إنها ستوجه ضربة كبيرة قصيرة الأمد للاقتصاد الروسي.
يواصل مسؤولو الكرملين التأكيد على “أن التحركات العسكرية الروسية ليست لها نوايا عدوانية. وأن لروسيا الحق متى أرادت تحريك قواتها داخل حدودها كما تراه هي مناسبًا.”
ومن جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين. خلال مؤتمر صحفي “إن تحركات معداتنا العسكرية أو وحدات جيشنا عبر أراضي الاتحاد الروسي هي شأن يهمنا نحن”.
وأضاف: “روسيا لم تهدد أحدا قط، ولا تهدد، ولا تشكل خطرا على أحد.”
ومع ذلك، صعّدت موسكو بشكل مطرد من لهجتها تجاه أوكرانيا منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير.
وفي مقال تاريخي مطول نُشر هذا الصيف. قال بوتين أن أوكرانيا “ما بعد الاتحاد السوفيتي” لا يمكن ولا ينبغي أن توجد خارج نطاق النفوذ الروسي.
بوتين يحذر من تجاوز “الخط الأحمر”
لطالما أكد بوتين وكبار المسؤولين في موسكو أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي هو خط أحمر بالنسبة لموسكو. لكن لهجة الكرملين قد تغيرت قليلاً في الأشهر الأخيرة.
إن تركيز بوتين على التهديدات “من أوكرانيا”، بدلاً من مسار السياسة الخارجية لأوكرانيا. يعكس المخاوف المتزايدة للمسؤولين الروس. من أن أوكرانيا قد تختار استضافة البنية التحتية العسكرية للناتو من جانب واحد. دون الانضمام رسميًا إلى الحلف.
محادثات مرتقبة بين بايدن وبوتين
من المرجح أن تكون أزمة أوكرانيا في طليعة الموضوعات التي سيناقشها بايدن وبوتين. في محادثة هاتفية قادمة يُقال إن موسكو وواشنطن تخططان لها وراء الكواليس.
وحسب مستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف. من المتوقع أن يضغط الرئيس الروسي على بايدن بشأن تعهدات ملموسة بعدم توسع الناتو شرقًا و”نشر أنظمة أسلحة من شأنها أن تهدد [روسيا] على أراضي الدول المجاورة. بما في ذلك أوكرانيا.”
(المصدر: ناشيونال إنترست – ترجمة وتحرير وطن)
«تابعنا عبر قناتنا في YOUTUBE»