تقرير: إسرائيل تهدف لجعل المغرب حجر الزاوية في شبكتها الأمنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

قال موقع “ميدل إيست مونيتور” في تقرير له إن المغرب بات أول دولة عربية توقع اتفاقية عسكرية مفتوحة مع إسرائيل، حيث لم توافق أي دولة عربية أخرى على اتخاذ مثل هذه الخطوة العلنية.

ويشار إلى أن مصر والأردن ودول عربية أخرى تتمتع بعلاقات عسكرية سرية للغاية مع دولة الاحتلال.

تاريخ التطبيع بين إسرائيل والمغرب

ووفق تقرير الموقع الذي أعده الدكتور عدنان أبو عامر ال‏‏‏‏‏‏‏‏باحث في الشؤون الإسرائيلية، فقد بدأ التعاون الإسرائيلي المغربي في الستينيات بناءً على ما كان يعرف حينها بـ “التهديدات المشتركة” التي يواجهها الطرفان. وفي مقدمتها مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وساعدت إسرائيل أيضا المغرب بعدة طرق ضد ما اعتبروه عدوًا مشتركًا آخر، وهو دولة الجزائر.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم الهجرة السرية لليهود من المغرب إلى إسرائيل. مما ساعد على التقريب بين البلدين وتعزيز العلاقات الأمنية.

وقاد الموساد في ذلك التوقيت عمليات التعاون مع المغرب لأنها كانت مؤسسة الاحتلال المسؤولة عن العلاقات مع الدول التي لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية.

ومنذ السبعينيات فصاعدًا، عمل الملك الحسن الثاني، والد العاهل المغربي الحالي محمد السادس، كوسيط سري بين إسرائيل ومصر وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية.

كما ساعدت إسرائيل المغرب في محاربة جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية. كما سعت الإدارة الأمريكية السابقة إلى تعزيز الاعتراف بضم الصحراء الغربية من قبل المغرب لكنها لم تنجح.

وعلى عكس الدول العربية الأخرى، لم يكن الحفاظ على سرية العلاقات لفترة طويلة نتيجة للمصالح المشتركة فحسب. ولكن أيضًا بسبب اليهود المغاربة الذين يعيشون في إسرائيل.

هذا وتعود بدايات العلاقات الدبلوماسية “الرسمية” الأولى بين إسرائيل والمغرب إلى عام 1995. بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، وهذه العلاقات قطعت بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000. لكنها عادت مع توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين العام الماضي.

وفي ذلك الوقت، تم إقناع الملك محمد السادس باتخاذ هذه الخطوة ليس فقط بسبب السابقة التي أرستها دول الخليج. ولكن أيضًا بسبب الوعد الأمريكي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

اتفاقيات واسعة بين الرباط وتل أبيب

وتابع التقرير أنه في نهاية عام 2020، تم توقيع العديد من الاتفاقيات السياسية بين الرباط وتل أبيب. وتم تشكيل مجموعات عمل ثنائية وإجراء العديد من الزيارات السياسية والعسكرية والأمنية.

وشارك في هذه الزيارات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ووزير الخارجية يائير لابيد والمدير العام لوزارته ألون أوشبيس وآخرين.

كما تم تنفيذ العديد من أنشطة المجتمع المدني، كمقياس لما أطلق عليه الجانبان “السلام الدافئ”.

وتابع “أبو عامر” في تقريره أنه بات لا يخفى على أحد أن مصلحة إسرائيل تكمن في توقيع اتفاقية عسكرية مفتوحة مع المغرب، لتكون ركيزة أخرى لتعزيز علاقاتها وموقعها في الشرق الأوسط في مواجهة إيران.

جيش الاحتلال والموساد مسؤولان عن ذلك ويريدان تطوير اتصالات مستقلة مع قوات الأمن في المغرب وتوسيع حوارهما العسكري الاستراتيجي. ربما يريد المغرب أيضا مواجهة الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو التي تقاتل من أجل الاستقلال في الصحراء الغربية.

اقرأ أيضاً: في مواجهة فشل دبلوماسيتها في الصحراء الغربية: الرباط تشتري الأسلحة رغم عجزها الاقتصادي!

وهناك أيضا بعد دبلوماسي دولي، حيث يريد المغرب أن يُظهر لإدارة جو بايدن في واشنطن التزامه بالتطبيع، من أجل ضمان تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

ومع ذلك، هناك معارضة عامة واضحة في المغرب للتطبيع مع إسرائيل.

وأكد التقرير أن المنظمات التي تجمع الأموال للفلسطينيين وتزيد من الوعي بقضيتهم لديها لوبي نشط في البرلمان المغربي، وبالنسبة لهم فإن التطبيع مع اسرائيل خيانة.

المغرب طريق إسرائيل لنشر عدوى التطبيع

وتابع التقرير أنه مع ذلك تواصل دولة الاحتلال الاحتفاء بالتطبيع مع المغرب. لا سيما في الجوانب الأمنية والعسكرية، باعتباره اختراقًا غير مسبوق من حيث إيجاد موطئ قدم في المغرب العربي وشمال إفريقيا.

وأشار التقرير إلى أن هذا يفتح الطريق للتطبيع مع الدول الأخرى، حيث حظيت زيارة غانتس بتغطية واسعة في وسائل الإعلام العربية. وكانت دعاية مجانية للتطبيع المتزايد مع المغرب وتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة من حيث الاعتراف وشرعية وجودها والتعاون الإقليمي معها.

اقرأ أيضاً: “نفاق لوبي السلاح” في الصراع الإسباني المغاربي

وقال التقرير أيضا إن أحد الجوانب الخفية للعلاقة هو مسألة التأشيرات لآلاف المغاربة الذين يتوقعون زيارة إسرائيل، حتى قبل أن تعمل سفارتها في الرباط رسميًا.

وبأعداد فاقت التوقعات، زار العديد بالفعل مقر البعثة الإسرائيلية للحصول على تأشيرات، على الرغم من عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين في الموقع لمعالجة طلباتهم.

ويهدف التطبيع الإسرائيلي مع المغرب إلى أن يكون حجر الزاوية في الشبكة الأمنية لدولة الاحتلال عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب الدول الأخرى المشاركة في “اتفاقات أبراهام” المزعومة.

ومن هنا ـ وفق تقرير ميدل إيست مونيتور ـ جاء الترحيب الحار بالصفقة من قبل الدوائر السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل.

(المصدر:  ميدل إيست مونيتور – ترجمة وطن)

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى