فيلم “أميرة” الأردني يشعل غضباً واسعاً بعد إساءته للأسرى الفلسطينيين وأبنائهم
يتناول الفيلم قضية تهريب النطف من سجون الاحتلال
وطن – شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن وفلسطين موجة غضب واسعة بسبب فيلم “أميرة“. الذي اختاره الأردن من أجل أن يُمثّل المملكة في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022). بحسب ما سبق وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
اسحبوا فيلم أميرة
ودشن الناشطون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاجا بعنوان: “#اسحبوا_فيلم_اميرة”، صبوا فيه جام غضبهم على الممثلين والمسؤولين عن الموافقة على هكذا عمل مسيء للأسرى الفلسطينيين وأبنائهم.
وجاء هذا الغضب والرفض كون الفيلم يتناول قضية حساسة. وهي “تهريب النطف من سجون الاحتلال”.
إذ تدور أحداث الفيلم حول نطفة جرى تهريبها من سجون الاحتلال لزوجة أسير، لتنجب الزوجة طفلة. اكتشفت لاحقا أنها ابنة ضابط صهيوني.
وشارك الإعلامي الفلسطيني “تامر المسحال” عبر الهاشتاج، مستنكرا بالقول:”لا يليق بالأردن توأم فلسطين أن يمثلها فيلم يسيء لأسرانا الأبطال”.
https://twitter.com/TamerMisshal/status/1468445734005522433
حماقة أم عمالة؟
وقال الإعلامي الأردني ومدير قنوات الجزيرة السابق ياسر أبو هلالة تعليقا على الفيلم: “يعني لو الموساد أنتج الفيلم ما يخرج بأسوأ من هكذا حبكة ! #الصهاينة_العرب أرجح إنها حماقة لهاثا وراء الشهرة والجوائز الدولية لا عمالة. والنتيجة واحدة حماقة أم عمالة”.
https://twitter.com/abuhilalah/status/1468422293189586946
كما استنكر المركز الفلسطيني للإعلام قائلا:” بعد أن عجز الاحتلال عن مواجهة الأسرى و إصرارهم على الحياة رغم أنفه .. لا يعقل أن يأتي من أبناء جلدتهم من يحاربهم و يشوه نضالهم و يسعى لتحقيق ما فشل الاحتلال بتحقيقه !.”.
الفنانة الأردنية جولييت عواد مهاجمةً “فيلم أميرة”: ممثلوه ومنتجوه يجب ضربهم بالأحذية
https://twitter.com/PalinfoAr/status/1468454255526875139
كما هاجمت الناشطة الأردنية “سلمى النمس” القائمين على الفيلم قائلا:”شيء مخجل! المهم نلم شهرة! يا عيب الشوم عليهم. #تهريب_النطف من اشكال المقاومة التي تؤرق الاحتلال. بدل ما تعملوا فيلم لكشف اساليب الاحتلال البشعة مع الاسرى والاسيرات بتقوموا تساعدوا كيان الاحتلال بتشويه الرواية بقصة متصهينة وسخيفة ومن الخيال! #اسحبوا_فيلم_أميرة”.
https://twitter.com/Salmanims/status/1468444308810444802
وعبر الناشط الأردني “علاء ملكاوي” عن رفضه لهذا العمل قائلا:” كمواطن أردني ارفض بشده العمل الصهيوني الفني الذي حدث على ارض الاردن. وهو فلم أميره”.
وتابع: “فهو يسيء لشرف الأسرى الفلسطينين الذي يدافعون عن اخر ما تبقى من كرامة الامه. هذا العمل الخبيث لايمكن ان يقبل وعلى نقابة الفنانين رفض هذا الفلم ومحاسبة القائمين عليه والممثلين به”.
https://twitter.com/AlaaMal28542148/status/1468397104640970757
لا علاقة للفيلم بالفن
وقال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، إن فيلم “أميرة”، الذي يطرح مسألة الإنجاب عبر النطف المحرَّرة لأسرى فلسطينيين من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. يخدم الاحتلال الإسرائيلي وروايته ضد الأسرى.
وأدان فارس واستنكر بشدة، في حديث إلى وسائل إعلام فلسطينية، استغلال هذه القضية. التي تعتبر إنجازاً فلسطينياً لم يحدث في التاريخ إلاّ في فلسطين.
وبحسب رئيس نادي الأسير، فإن “مَن لجأ إلى هذه الحبكة السينمائية، عبر استغلال قضية وطنية حساسة، تعامل معها بطريقة مَرَضية، لغايات تسويقية”.
وأضاف: “العمل لا علاقة له بالفن، وفيه استغلال لقضية عالية الرمزية بطريقة وضيعة. وسيكون لنا موقفنا في هذا الخصوص”.
وأشار فارس إلى أنهم خاطبوا وزارتي الثقافة والخارجية. ورئاسة الوزراء وهيئة شؤون الأسرى والهيئة العليا للأسرى. معقباً: “ستكون لنا مجموعة من الخطوات ضد هذا الفيلم”.
الأردن يقرر وقف عرض “فيلم أميرة” ومنعه من التداول عقب موجة غضب
كما أشار إلى أن الفيلم، الذي يشوّه إنجاز الأسرى وتجربتهم في الخصوص، فيه مؤشرات لا يستفيد منها إلاّ الاحتلال. مؤكداً أنه فيلم مرفوض، جملة وتفصيلاً، ولا يستند إلاّ إلى الأكاذيب، التي حولته إلى أداة تخدم الاحتلال الإسرائيلي.
قصة فيلم أميرة
يشار إلى أن الفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والوجه الجديد تارا عبود. وإخراج المصري محمد دياب، وهو إنتاج مشترك لشركات من مصر والأردن والإمارات .
يتناول الفيلم قصة الفتاة المراهقة، أميرة، التي تنشأ معتقدة أنها وُلدت نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها في سجن “مجدو” الإسرائيلي. وهو ما يمنحها شعوراً كبيراً بالفخر، باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني.
لكن في إحدى الزيارات مع أمها للسجن، يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها. وهو ما ترفضه الأم في البداية، ثم تعود لتوافق عليه.
تنجح عملية التهريب، لكن المفاجأة تقع عندما يعلن الأطباء أن النطفة التي استلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقاً. وهو ما يدفع عائلة الزوج، ومعها أميرة، إلى الشكّ أولاً في سلوك الأم.
وتبدأ عملية مطابقة للبصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة، لكن من دون جدوى.
يمثل الفيلم “أميرة” الأردن رسمياً في ترشيحات جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. ومن المقرر إطلاق الفيلم في دور العرض الأردنية ابتداءً من 16 ديسمبر بالتعاون مع الشبكة العربية للإعلام.