بول بريمر يكشف تفاصيل لأوّل مرةّ عن اعتقال صدام حسين

روى بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين، تفاصيل لقاء الرئيس العراقي الراحل مع 5 من مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد القبض عليه مباشرة، وتفاصيل أخرى عن أسره وإعدامه.

وفي مقابلة مع الإعلامي مالك الروقي في برنامجه الحواري “السطر الأوسط”، كشف “بريمر” جانبا جديدا لأول مرة من كواليس سقوط صدام حسين وحل الجيش العراقي وتسليم الدولة لقادة الميليشات الدينية.

كما كشف عن كيف تعامل مع الشيعة والسنة والأكراد، ومجلس الحكم في الدولة.

اعتقال صدام حسين

وقال بول بريمر إنه تم إخباره بخبر اعتقال صدام حسين، عندما كان في غرفة نومه فانتقل إلى مكتبه بساعة متأخرة من الليل. وكان الجنرال (الأمريكي) أبو زيد قائد القوات المركزية على الهاتف. فأخبره أنهم قبضوا على شخص يعتقد بأنه صدام حسين، وأنهم وجدوه في حفرة بالقرب من تكريت داخل مزرعة.

ووفق رواية “بريمر” فقد تم إحضار صدام حسين إليه بعد 4 ساعات من القبض عليه. وتم التأكد من هويته بعد إجراء تحليل الحمض النووي.

وبعدها اتصل بمستشارة الأمن القومي الأمريكي وقتها كونداليزا رايس. وقال لها إنهم تمكنوا من القبض على صدام حسين.

وأضاف الحاكم الأمريكي المدني للعراق وقتها:”وقتها كان العسكريون يضعون خطتهم التي تقوم على وضع صدام حسين داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج. ولكن أخبرت الجنرال أبو زيد باستحالة ذلك، فصدام سجين عراقي لا نستطيع إخراجه من البلاد . فإذا فعلنا ذلك لن يصدق أحد أننا قبضنا عليه، وكان يجب إظهاره للعالم”.

وقال بريمر عن مقابلة صدام حسين لأول مرة بعد اعتقاله: “في البداية اتصلت بالسيد عدنان الباجة جي، رئيس الحكومة العراقية الانتقالية (يقصد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي). وسألته إن كان بوسعه جمع أكبر قدر من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الراغبين برؤية صدام الذي كان محتجزا حينها في مطار بغداد.”

وتابع أنه بالفعل قد تم ذلك بسرعة “واختار إحضار 4 آخرين، وقد كنا حريصين على إعلان الخبر في اليوم ذاته. توجهنا جميعا إلى المطار، وقام العريف الأمريكي بسؤالهم إن كانوا يرغبون برؤية صدام عن بعد لتأكيد هويته. أم كانوا يرغبون بمقابلته شخصيا، وقد اختاروا مقابلته شخصيا”.

وتابع بريمر: “دخلنا ممر طويل، مطلي بالأبيض والأخضر كان مكانا تعيسا ومظلما. وآخر الممر كانت هناك غرفة مضيئة، ربما كانت غرفة استحمام، وصلنا إليها. وفي الداخل وجدنا سريرا صغيرا يجلس عليه صدام حسين بلحية كثيفة وشعر كث، من الواضح أنه لم يحلق منذ عدة أشهر، مرتديا سترة أمريكية”.

لم يظهر مكسورا

ووفق راوية “بريمر” فإن 5 من أعضاء مجلس الحكم، كانوا جالسين في الطرف المقابل لصدام، يخوضون معه حديثا.

وقال إن هذا الحديث تستطيع تمييز الغضب فيه، مضيفا أن صدام حسين لم ينظر له مطلقا، وكان يقف بجوار الباب وهو على الجهة الأخرى وبجانبه مترجم يخبره بكل ما يجري.

ووصف بريمر هذا المشهد بأنه كان “ضوضائيا بامتياز”.

اقرأ أيضاً: التقارب الإجباري بين دول الخليج .. مصالحة حقيقية أم مجرد كسب للوقت؟!

وأوضح:”فكان الأعضاء غاضبين عليه، وهو غاضب عليهم أيضا، ولم يظهر مكسورا. على العكس، فقد أظهر شراسة واضحة وكان يعتبرهم حفنة من الخونة.”

وقال بريمر إن صدام حسين، كان يتعامل مع الجميع كأنه ما زال رئيس جمهورية.

وأكد “بريمر” في لقائه أيضا أن جلال الطالباني و مسعود بارزاني أصرا على حلّ الجيش العراقي وأنه في حال عدم حله سوف ينفصلون.

 

وتابع:”وكذلك عبدالعزيز الحكيم و السيستاني اصرا على حلّ الجيش العراقي.”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الجلبي استخدم اجتثاث البعث بشكل طائفي.

وذكر “بريمر” أيضا أنه طلب من عبدالعزيز الحكيم 10000مقاتل من ميليشيا بدر لتشكيل نواة “الجيش”. وأن قائد الفرقة الأولى في الجيش سيكون شيعياً.

وكذلك طلب من الميليشيات الأخرى إمداده بالمقاتلين لنفس الغرض.

وهنا يعترف “بريمر” بحقيقة التشكيلات الأمنية والعسكرية بأن نواتها كانت طائفية بأمره.

“الخدعة”

كما روى بول بريمر تفاصيل “الخدعة” التي قام بها أحد الضباط السابقين في جيش صدام ووحدته العسكرية أثناء أحداث الفلوجة.

وبعد 18 عاما اعترف بول بريمر، بالخطأ الذي ارتكبه الأمريكان حين تركوا قصور صدام حسين، والمؤسسات الحكومية “فريسة للنهب والسلب” بعد سقوط بغداد.

(المصدر: وكالات) 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث