“ناشيونال انترست”: لماذا تُصرّ حماس على الإفراج عن مروان البرغوثي في الصفقة المقبلة!؟
شارك الموضوع:
نشرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن تأجج الأوضاع بين حركتي فتح وحماس في الفترة الأخيرة من بينها جهود “حماس” في الإفراج عن مروان البرغوثي القيادي الفتحاوي الأسير في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وتقول المجلة في التقرير الذي ترجمته “وطن”، إن إصرار حماس وضغطها على سلطات الاحتلال للإفراج عن مروان البرغوثي هي خطوة من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات الموجودة بالفعل مع فتح باعتبارها منافستها الرئيسية.
وأشارت الى جنازة وزير الأسرى السابق وصفي قبها -أحد قادة حماس في الضفة الغربية-، التي تسيطر عليها فتح، والتي قالت المجلة إنها جنازة استفزت فتح. وتلتها مظاهرة عامة بأعلام حماس ومسلحيها، متحدية بذلك هيمنة فتح في تلك المنطقة.
وفي التصدي لذلك، اتخذت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية إجراءات ضد كوادر حماس، واعتقلت عدة أشخاص وحاولت الحد من تحركاتهم.
ولفتت المجلة الى ما حدث في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان بتاريخ 12 ديسمبر الجاري، حيث تم اطلاق النار على جنازة عضو من حركة حماس قُتل في انفجار مستودع بالمخيم، ما أوقع أربعة قتلى. وهو هجوم اتهمت حماس، حركة فتح بالمسؤولية عنه.
إصرار حماس على الإفراج عن البرغوثي
يعتبر مروان البرغوثي بمثابة رمز وطني. ونشط داخل حركة فتح منذ أوائل السبعينيات. وقد برزت شخصيته كقائد ميداني خلال أواخر الثمانينيات في الانتفاضة الأولى.
كما أسس البرغوثي كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لفتح، عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.
خلال تلك الفترة، يمكن القول إن البرغوثي أصبح أكثر شعبية من زعيم حماس السابق الشيخ أحمد ياسين والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
تم اعتقال البرغوثي في عام 2002 من قبل السلطات الاسرائيلية بعدما اتهمته بالتخطيط لهجمات وحملته مسؤولية مقتل ما لا يقل عن 14 إسرائيليًا.
وبعد ذلك حكمت محكمة اسرائيلية على البرغوثي بالسجن المؤبد خمس مرات متتالية بالإضافة إلى أربعين سنة. ورغم ذلك، ازدادت شعبيته خلال فترة سجنه.
سعيا للاستفادة من شعبية البرغوثي، أعطى زعيم حماس الحالي إسماعيل هنية الأولوية لإطلاق سراح البرغوثي من خلال صفقة تبادل أسرى جديدة بين الحركة وإسرائيل.
الوساطة المصرية
منذ عدوان إسرائيل على قطاع غزة في مايو 2021، حاولت مصر تثبيت هدنة طويلة الأمد تشمل تبادل الأسرى.
وفي أواخر يونيو، وعد زعيم حماس إسماعيل هنية زوجة البرغوثي فدوى، بإدراج زوجها في أي تبادل أسرى مستقبلي مع إسرائيل.
تقول المجلة إنّ مطالب حماس تبدو “غير واقعية” في ضوء استبعاد البرغوثي من تبادل الأسرى السابق وأحكام سجنه.
ومع ذلك، فإن تبادل الأسرى عام 2011 والتي شهدت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا كان بالأمر الصعب في تلك الفترة.
غير أن استطلاعات الرأي الفلسطينية جعلت البرغوثي يتفوق على هنية. الأمر الذي يشكك في حكم هنية في صفقته لإطلاق سراح منافس محتمل.بحسب المجلة
لماذا تتمسك حماس بهذا القرار؟
تقول “ناشيونال انترست” إن حركة حماس تخوض هذه المخاطرة لعدة أسباب. أولاً، سينسب إليها الفضل في كونها القيادة الفلسطينية الرئيسية حتى وإن لم يتم الإفراج عن البرغوثي.
ثانيًا، يمكن أن يكون البرغوثي حليفًا محتملاً لحماس بالنظر إلى الرؤية المشتركة في القضاء على إسرائيل.
ثالثاً، بقاء البرغوثي في السجون الإسرائيلية وعدم وجود بنية سياسية تساعده في تحقيق أهدافه السياسية. يمكن أن يساهم في تقليل التهديد الذي يشكله لحماس.
قد يكون البرغوثي أيضًا مصدر قلق كبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المرجح أن يهزمه في الانتخابات، وذلك وفقًا لاستطلاعات الرأي الفلسطينية.
خوفا من المنافسة المحتملة، أفادت تقارير أن عباس وأنصاره ضغطوا على المفاوضين الإسرائيليين والمصريين لعدم إطلاق سراح البرغوثي.
إضافة إلى وجود البرغوثي في السجن. قرر عباس، في مارس 2021، فصل ناصر القدوة، أبرز مؤيدي البرغوثي، من الحركة بعد أن عبر عن نيته لخوض الانتخابات الفلسطينية، التي كان من المقرر إجراؤها في مايو، في قائمة منفصلة.
تراجع شعبية عباس
بالفعل، يواجه عباس انتقادات غير مسبوقة من الفلسطينيين فيما يتعلق بجرائم الفساد. ومقتل الناشط السياسي نزار بنات من قبل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، وعدم وجود كفاءة سياسية عامة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
كما بلغت نسبة رفض عباس 71 بالمئة في أكتوبر/تشرين الأول.
على الرغم من أن نفس الاستطلاع أعطى فتح تقدمًا بخمس نقاط على حماس. إلا أن هذه النتيجة مثلت انخفاضًا كبيرًا بالنسبة لفتح.
وبالتالي فإن إطلاق سراح البرغوثي سيؤثر على الحركة التي لم تعد تحظى بشعبية على نحو متزايد.
كما أن الإفراج عن البرغوثي سيعمق الانقسامات الموجودة بالفعل داخل حزب عباس.
قبل الانتخابات الفلسطينية، التي كان من المقرر إجراؤها في مايو، تم تعيين ثلاث قوائم لتقسيم قاعدة فتح – واعتبرت قائمة البرغوثي والقدوة، تحديا مباشرا لزعيم الحركة الرئيس محمود عباس الأمر الذي دفعه إلى إلغاء الانتخابات قبل ثلاثة أسابيع من موعدها المقرر.
وفي الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006، حققت حماس فوزًا ساحقًا في الوقت الذي وصف فيه أداء فتح بالكارثي.
أظهر استطلاع للرأي أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد وقت قصير من العدوان الأخير على غزة أن 72٪ من الفلسطينيين يعتقدون أن هدف حماس هو الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
وبالمثل، فإن موقف حماس وتمسكها من إطلاق سراح البرغوثي يهدف إلى تحسين من مكانتها كمحررة للفلسطينيين الأسرى.
(المصدر: ناشيونال انترست – ترجمة وطن)
«تابعنا عبر قناتنا في YOUTUBE»