قالت وكالة الانباء الفرنسية “أ. ف.ب” إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يمنع حالياً أي ترتيب واتصال مع الديوان الملكي، ولا يتم التواصل إلا مع مكتب ولي العهد.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي في الرياض قوله إنّ “الترتيبات مع الديوان الملكي باتت تتم من خلال مكتب الأمير محمد. الملك لا يظهر في الصورة منذ فترة طويلة قاربت على السنتين”.
وتابع الدبلوماسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه إنّ ولي العهد “تجاوز فكرة أنّه ملك قيد الإعداد إلى فكرة أنه ملك (غير متوّج بعد) في القصر”.
وتابع الدبلوماسي أنّ “المسألة مسألة وقت وستحل بحكم الأمر الواقع”.
وفي السياق، قالت الباحثة في مركز “كارنيغي” للأبحاث ياسمين فاروق إنّ “فكرة أنّ يكون ولي العهد الحاكم الفعلي للبلاد. وأن يقابل الرؤساء الأجانب ويترأس القمم، حصلت قبل ذلك عندما حكم السعودية ملوك لم يكونوا في الحالة الصحية المناسبة”.
وهي تشير بذلك إلى الملك الراحل عبد الله عندما كان وليا للعهد خلال فترة حكم الملك فهد الذي تعرّض لعدّة جلطات جعلته غير قادر على تولي الحكم قبل 10 سنوات من وفاته.
وأضافت فاروق أنّ “الجديد هو وجود قبول شعبي وإعلامي بدور مواز بل أكثر أهمية لولي العهد. حتى عندما يقوم الملك سلمان بكل مهامه”.
وكان آخر مسؤول أجنبي التقاه في العاصمة وزير الخارجية البريطاني السابق دومينيك راب في آذار/مارس 2020، قبل أن يجتمع بالسلطان العماني هيثم بن طارق في نيوم نفسها في تموز/يوليو الفائت.
واخر زيارته الخارجية هي إلى سلطنة عمان لتقديم العزاء في وفاة سلطانها الراحل قابوس بن سعيد في كانون الثاني/يناير 2020.
غطاء ملكي
منذ توليه ولاية العهد، نجح الأمير محمد في إدخال إصلاحات اجتماعية كبرى في المملكة المحافظة. متّعهدا بنقلها إلى كنف “الإسلام المعتدل”. ففتح أبواب الترفيه والسياحة وسعى لجذب المستثمرين الأجانب لتنويع مصادر اقتصاد بلاده المرتهن للنفط.
وهذا أكسبه شعبية كبيرة في الشارع السعودي إذ سمحت الإصلاحات لآلاف النساء بالقيادة والعمل في القطاع العام. ووفرت دخلا إضافيا ومتنفسا ترفيهيا أمام الأسر السعودية.
لكن الأمير الذي يتولّى عدّة مناصب بينها نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس صندوق الاستثمارات العامة، واجه عدّة تحديات أبرزها جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول على أيدي عناصر سعوديين عام 2018.
كما أنّه بدا أكثر انفتاحا على تقارب محتمل مع إسرائيل مقارنة بوالده.
وترى الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن كريستين ديوان أنّ ولي العهد “استفاد من طول عمر الملك”.
موضحة “يوفّر وجوده المستمر السلطة التقليدية التي توفر غطاء لأفعال محمد بن سلمان ذات الطابع الشبابي وغير التقليدية، ونادرا ما تعيقها”.
ملك غير متوّج
قبل القمة الأخيرة، قام ولي العهد بجولة في كافة دول الخليج استمرّت 5 أيام حصل خلالها على استقبال شبه ملكي وحظيت بتغطية إعلامية واسعة.
ويبدو الطريق ممهّدا أمام ولي العهد للحكم لوقت طويل. ولا توجد عقبات متوقعة لصعوده إلى العرش. إذ أنّه أزاح منافسيه الواحد تلو الأخر من طريقه، في حين أنّ معارضيه مشتتون خارج البلاد.
وقال كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية حسين إبيش “لا يوجد مصدر محدد لمعارضة فعّالة داخل العائلة المالكة أو خارجها”.
وتابع أنّ “محمد بن سلمان أصبح بالفعل أكثر بروزًا وقوة وعملية الخلافة الطويلة مستمرة بخطوات حثيثة”.
ولشهور انتاب السعودية قلق بخصوص التعامل الغربي المباشر مع الأمير محمد على خلفية مقتل خاشقجي. لكنّ دبلوماسيا آخر في الرياض قال إنّ “الكثير من هذه المخاوف تبدّدت بعد زيارة ماكرون للسعودية وبات الأهم الآن موقف الإدارة الأميركية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تعهد بإنهاء التفويض المطلق الذي منحه سلفه دونالد ترامب للسعودية، ولم يتواصل مباشرة بعد مع ولي العهد لكنه أكّد أن لا مفر من التعامل معه.
(المصدر: AFP)