“لارازون”: “اتفاق التطبيع المغربي-الإسرائيلي سيحقق توازنا عسكريا جديدا وإسبانيا الخاسر الأكبر منه”
نشرت صحيفة “لارازون” الإسبانية تقريرا بمناسبة مرور عام على اتفاق التطبيع المغربي-الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا التحالف سيخلق مغربا جديدا، وسيخلق توازنا عسكريا جديدا في المنطقة.
اتفاق التطبيع بين المغرب واسرائيل .. برعاية أمريكية
وقالت الصحيفة في تقريرها، انه احتفل أمس الأربعاء، 22 ديسمبر، بحلول الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الاتفاق الثلاثي بين ممثلي المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة. في وجود الملك محمد السادس. والذي انتهى بإعادة العلاقات بين البلدين بعد 20 عاما من الخلاف.
وأوضحت ان هذا الاتفاق تم الكشف عنه بأكثر الطرق غير المتوقعة، عبر سلسلة تغريدات نشرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. الذي وصفته الصحيفة بأنه “رجل الاتفاق العظيم لصالح إسرائيل، وصديق رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو“.
وبحسب التقرير، فقد كان على واشنطن أيضًا أن تقوم بدورها. وهو الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، معتبرا أن ما تم يمثل معلمان رئيسيان يشكلان مغربًا جديدًا وسيناريو جديد أيضًا في المنطقة المغربية ككل.
وأوضح التقرير أنه بعد الحفاظ على مستوى منخفض من الظهور الأولي، طورت الرباط أجندة تعاون مكثفة وحماسية مع تل أبيب. على مدى الاثني عشر شهرًا الماضية، والتي أثمرت في سلسلة متنوعة من الاتفاقيات التي تتراوح من التجارية إلى العسكرية، إلى قطاع الطاقة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من عدم إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل منذ الانتفاضة الثانية. إلا أن الحقيقة هي أن الدولتين لم تتوقفا عن التعاون في الشؤون الأمنية والاستخباراتية.
اسرائيل ويهود المغرب
وقال التقرير إنه لفهم السرعة والشدة التي يتم بها تشكيل التحالف الجديد، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار الروابط الاجتماعية والثقافية العميقة التي توحد الإسرائيليين والمغاربة.
موضحا انه على الرغم من حقيقة أن القضية الفلسطينية توقظ التضامن العميق بين المغاربة، فإن التحالف الجديد يفترضه بشكل عملي عامة الشعب.
ووفقا للتقرير، فإنه حتى الأربعينيات من القرن الماضي، كانت الدولة المغربية موطنًا لأول جالية يهودية – حوالي 250000 عضو. اليوم تقلص عددهم إلى 2000 شخص فقط – في العالم العربي بأكمله.
ومع هجرة جزء كبير منهم إلى إسرائيل، فإن حوالي مليون مواطن إسرائيلي لهم جذور عائلية في المغرب العربي.
وأشار التقرير إلى أن الإسرائيليين من أصول مغربية شغلوا مناصب مهمة في السياسة أو الجيش.
كما أوضح أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين يزورون المغرب كل عام، وهو ما جعل إسرائيل تنظر إلى إعادة العلاقات مع المغرب. بعد ثلاثة أشهر من توقيع اتفاقي إبراهيم مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين. باعتباره خطوة مهمة على طريق التطبيع مع العالم العربي.
اقرأ أيضا: هل هي لمحاربة الجزائر! .. المغرب يشتري طائرات انتحارية من اسرائيل بـِ22 مليون دولار!
الخلافات بين إسبانيا والمغرب
ولفت التقرير إلى أنه لا يمكن فصل اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة على المستعمرة الإسبانية السابقة والتحالف الجديد مع إسرائيل. عن العمل غير المعقد والحازم للدبلوماسية المغربية خلال العام الماضي، موضحا أن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا كانت إحدى الضحايا الرئيسية لهذا الاتفاق.
ووفقا للتقرير، فإنه منذ أن أعلنت إدارة ترامب اعترافها الصريح بسيادة الرباط على الصحراء الغربية. توقع المغرب من شركاء أوروبيين آخرين، بدءاً من إسبانيا، أن يفعلوا الشيء نفسه إلا أن الامر لم يكن كذلك.
واتهمت الحكومة المغربية حكومة بيدرو سانشيز، بقيادة وزير الخارجية السابق أرانشا غونزاليس لايا، بالمناورة الدبلوماسية حتى تتراجع إدارة بايدن – وهو أمر لم يحدث – ومنع الدول الأوروبية الأخرى من الاستمرار في الاعتراف بمغربية الصحراء.
اقرأ أيضا: على خطى الولايات المتحدة.. بريطانيا قريباً ستعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية
ونوه التقرير إلى أن الخلافات بين إسبانيا والمغرب تطورت بسرعة مع الدخول السري في 18 أبريل – والذي تحقق فيه وزارة العدل الإسبانية – لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي – العدو اللدود للمغرب – إلى إسبانيا ليتم علاجه من كوفيد -19 في مستشفى في لوغرونيو.
ولم يمر وقت طويل -بحسب الصحيفة- حتى عبرت الرباط عن غضبها مما يعتبر عدم ولاء عميق.
كما أشار التقرير إلى أنه ما بين 17 و 19 مايو ، اندلعت أزمة الهجرة في سبتة، عندما وصل حوالي 10000 شخص إلى المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي بفضل منع قوات الأمن في المغرب من التعرض لهم.
وأكد التقرير على أنه منذ استدعائها في 20 مايو، لم تعد سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، إلى منصبها في مدريد بعد. كما لا يزال الاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر بين المغرب وإسبانيا. المقرر عقده في البداية في نوفمبر من العام الماضي ، مؤجلًا إلى أجل غير مسمى.
واختتم التقرير أن المغرب وإسرائيل أظهرا أن البلدين يمكن أن يفهم كل منهما الآخر عندما تكون هناك إرادة سياسية.
(المصدر: صحيفة “لارثون” الإسبانية – ترجمة وتحرير وطن)