“مليونية 25 ديسمبر” في السودان .. و”حمدوك” محبط ويريد الإستقالة

شارك آلاف الأشخاص في السودان، باحتجاجات حاشدة ضد الحكم العسكري اليوم، السبت، رغم تعطل خدمات الإنترنت والهاتف، فيما أفاد تقرير إخباري ان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك يعتزم الاستقالة.

https://twitter.com/Amjedfarid/status/1474766499021791236

احتجاجات واسعة في السودان

وتزامنا مع هذه الاحتجاجات أخبرت مصادر موقع “Middle East Eye” البريطاني، أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يعتزم الانسحاب من اتفاق 21 نوفمبر، لتقاسم السلطة مع الجيش والتخلي عن منصبه وسط استمرار عنف السلطات ضد المتظاهرين المناهضين للانقلاب.

وشارك الآلاف في احتجاجات في شوارع العاصمة الخرطوم، في مسيرة أمام القصر الرئاسي ورفع المتظاهرون الأعلام السودانية ودعوا الجيش إلى “العودة إلى الثكنات”.

وأطلق المنظمون على هذه المسيرة شعار “مليونية 25 ديسمبر”، بينما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المتظاهرين، فيما قطعت خدمات الإنترنت والهاتف.

ويشار إلى أنه تم قطع الإنترنت سابقًا لمدة شهر واحد بعد انقلاب 25 أكتوبر، والذي أطاح فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بالحكومة العسكرية والمدنية المختلطة واحتجز “حمدوك” لفترة وجيزة رهن الإقامة الجبرية.

ومنذ ذلك الحين، نظمت أحزاب ونشطاء مدنيون عدة احتجاجات جماهيرية رافضة للحوار أو الشراكة مع البرهان.

وحتى عندما أعاد البرهان حمدوك إلى منصبه في 21 نوفمبر وفقًا لاتفاق وعد فيه بإجراء انتخابات في عام 2023، استمرت الاحتجاجات حيث اتهمه العديد من أنصار رئيس الوزراء بخيانة الحركة المؤيدة للديمقراطية من خلال توفير الشرعية لقادة الانقلاب العسكري.

وواجهت القوات الأمنية الاحتجاجات بالعنف، ما أدى حتى إلى مقتل 48 شخصًا على الأقل إلى الآن، بحسب لجنة الأطباء السودانية.

هذا وحذرت نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الجمعة، من تعطيل خدمات الإنترنت. معتبرة أن ذلك يشكل “جريمة وانتهاكا أخرى تضاف إلى الانتهاكات الأخرى التي يرتكبها قادة الانقلاب. وأن الخطوة تهدف إلى إخفاء جرائمهم”.

وبحسب وكالة “رويترز” ونقلاً عن مسؤول بشبكة الاتصالات، فإن تعطيل خدمات الإنترنت والهاتف جاء بناءً على قرار من المؤسسة الوطنية للاتصالات الرسمية.

صفقة استقالة حمدوك

وقال حمدوك، الثلاثاء، لشخصيات سياسية إنه يعتزم الاستقالة وسط رد فعل شعبي ضد اتفاقه مع الجيش.

وتضمنت الصفقة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتشكيل حكومة تكنوكراتية.

ويوم السبت، قال مصدران مقربان من حمدوك لموقع Middle East Eye ، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إنه لا يزال ينوي الاستقالة “قريبًا جدًا”.

وقال أحد المصادر:”رئيس الوزراء محبط للغاية . خاصة بعد تكرار العنف ضد المتظاهرين وإجراءات التصعيد بقطع الإنترنت والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة”.

وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء حاول الاستقالة قبل يومين لكن عددًا من السياسيين تدخلوا لإقناعه بالتراجع.

وقال مصدر آخر: “هناك عدد من الخلافات بين حمدوك والجيش. وبينه وبين الحركات الثورية حول مشاركتهم في مجلس الوزراء”. موضحا أن مشاركة القوى السياسية في الحكومة المقبلة تنتهك اتفاق نوفمبر مع الجيش.

حرب “القط والفأر”

وشهد يوم الأحد الماضي 19 ديسمبر، مظاهرة حاشدة قُدرت بالآلاف، بمناسبة الذكرى الثالثة لبدء التظاهرات الجماهيرية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير.

وقامت قوات الأمن بقمع الاحتجاج، وقتلت شخصين على الأقل، بينما قالت الأمم المتحدة إنها وثقت 13 حادثة اغتصاب في 19 ديسمبر وحده.

اقرأ أيضاً: انقلاب السودان .. كيف صعد “البرهان” السلم العسكري وأصبح رأس الدولة؟!

ويوم السبت، حاول العديد من المتظاهرين دخول القصر. لكن الشرطة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وقال شهود عيان إن اشتباكات على طريقة “القط والفأر” اندلعت في الشوارع بين قوات الأمن والمتظاهرين حتى وقت متأخر من بعد الظهر . مما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين في أعمال العنف.

وقال عبد الحليم عثمان (45 عاما) إن المحتجين يعتزمون الاعتصام أمام القصر الرئاسي حتى يسقطوا الجيش بقيادة البرهان.

وتابع لموقع “Middle East Eye: “ستنتهي معركة القط والفأر هذه بانتصار المتظاهرين أو سنموت أمام القصر”.

وقال متظاهر آخر يدعى عمار حسن من أم درمان، إن آلاف المتظاهرين عبروا الجسر الذي يربط بين الخرطوم ومدينتها التوأم أم درمان، وانضموا إلى المحتجين أمام القصر.

انتشار أمني واسع

وانتشر أفراد من قوات الدعم السريع والشرطة وعناصر أمنية أخرى بشكل مكثف في الخرطوم منذ وقت مبكر يوم، السبت، تحسبا للاحتجاجات.

اشتباكات بين سودانيين محتجين على الانقلاب العسكري وقوات الامن
وأغلقت القوات الطرق والجسور الرئيسية والطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي ووسط الخرطوم وشوارع المطار.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن ولاية الخرطوم أغلقت الجسور مساء الجمعة.

ونقلت “سونا” عن لجنة التنسيق الأمني ​​بالمحافظة قولها “الخروج عن الهدوء والاقتراب والتعدي على المواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم هو انتهاك للقوانين”.

وأضافت أنه سيتم التعامل مع الفوضى والانتهاكات.

من جانبه حث “فولكر بيرثيس” مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، السلطات على حماية الاحتجاجات وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وقال “بيرثيس” إن “حرية التعبير حق من حقوق الإنسان”. مضيفا أن ذلك يشمل “الوصول الكامل” إلى الإنترنت. وأنه لا يجوز اعتقال أي شخص بسبب نيته في الاحتجاج السلمي”.

(المصدر: ميدل ايست اي – ترجمة وطن)

Exit mobile version