محلل لـ”وطن”: لقاء غانتس – عباس كرّس مستوى العلاقة مع السلطة عبر “المنسق” فقط
شارك الموضوع:
قال المتابع للشأن العبري والمحلل السياسي، عصمت منصور، إن اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منزل وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس في القدس المحتلة مساء الثلاثاء، أن وظيفة السلطة الجديدة والعلاقة معها ستكون وفق السقف الذي تضعه الحكومة الإسرائيلية.
ويرى منصور أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة نفتالي بينت، وضعت على الرف منذ يومها الأول عند تشكيلها، القضايا السياسية والعلاقة مع الفلسطينيين. ومنع أي تحرك سياسي معهم.
علاقة مع المنسق فقط
ويعتقد منصور في حديثه لـ”وطن“، أن أي قضية خلافية مهما صغرت قد تؤثر على استقرار الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. بسبب الاختلافات الجوهرية في تشكيلتها من يمين ويسار وأصناف سياسية أخرى. عدا عن محولات المعارضة بقيادة نتنياهو من احراجها في كل موقف ممكن.
اقرأ أيضاً: خضر عدنان لـ”وطن”: قيادة السلطة متلجلجة والضفة مستباحة والمقاومة وحدها الحل
وواضح من مخرجات اللقاء، وفق منصور، أن تفويض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، وزير الجيش غانتس بلقاء أبو مازن بوجوب عدم التطرق للقضايا السياسية، والامتثال لهذا التفويض فقط.
ومن المخرجات أيضا، وفق منصور، أن حكومة الاحتلال أخذت موقفا واضحا هو أن إدارة العلاقة مع الفلسطينيين تكون فقط عن طريق وزارة الجيش، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة. وليس وفق مستويات سياسية، مثل وزارة الخارجية أو حتى مكتب رئيس الوزراء نفسه.
“الباب الوحيد أمام السلطة “
وفي سؤاله عن الدوافع التي جعلت السلطة تقبل بمثل هذه الامور، أجاب منصور: “إن ما يدفع السلطة للامتثال لمثل هذه اللقاءات عدم امتلاكها لأي أدوات أخرى. وحتى عدم وجود أفق لأي مستقبل سياسي”.
فالسلطة، وفق منصور، محاصرة ماليا ووضعها الاقتصادي حرج. وكذلك لديها مشكلة مع الامتداد الشعبي شعبيا ووضعها أيضا صعب للغاية. كما أن علاقاتها مع دول العالم والدول العربية محدودة. لذلك هي تريد على الأقل إبقاء صلتها مفتوحة وجيدة مع الإسرائيليين، على أمل أن يقود هذا الأمر مستقبلا، لفتح أفق ما. وهو الباب الوحيد المفتوح أمامها الذي لا تستطيع إغلاقه.
اقرأ أيضاً: “لقاء العار”.. غضب فلسطيني واسع من لقاء عباس – غانتس ومغردون: “وقاحة وخيانة”
ويرى المتابع للشأن العبري والمحلل السياسي منصور، أن المشهد يوضح بشكل لا لبس فيه، أن السلطة الفلسطينية اليوم أصبحت مكبلة بالوضع الراهن. ولا تستطيع أن تغير وظيفتها أو ترفض العلاقة مع الإسرائيليين.
كما أن وجودها أصلا واستمرارها، وفق منصور، مرهون بقدرة الإسرائيليين على مساعدتها والوقوف إلى جانبها وتمكينها على مستويات معينة. اقتصادية ومدنية وإنسانية، ولكن ليس سياسيا.
(المصدر: وطن)