مع احتدام التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، تستعد الدول الغربية لثلاث اجتماعات مقبلة -عالية المخاطر- مع الكرملين في أوائل شهر يناير لبحث الحرب على أكرانيا.
نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مقالا للباحث مارك إيبيسكوبوس ترجمته “وطن” سلّط فيه الضوء على آخر المحادثات التي وقعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلادمير بوتين. وذلك في ظل التوتر في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا.
تحادث الرئيس جو بايدن هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس. وتشير إدارة بايدن إلى أنها تنوي التستر على تفاصيل المحادثة الخاصة.
القضايا الملحة على طاولة المفاوضات
لم يتضح على الفور للمسؤولين الأمريكيين سبب المكالمة الهاتفية، التي جاءت بناءً على طلب من بوتين.
ومن جهته، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين يوم الخميس” كان الهدف من المكالمة هو مواصلة مناقشة القضايا التي أثيرت في المكالمة الأخيرة التي جمعت بينهما”.
مضيفا “إلى جانب ذلك، سيناقشان عددًا من القضايا الملحة المتعلقة بالمحادثات التي ستعقد يومي 10 و 12 يناير”.
وأكد بيسكوف على أنه “لن يكون هناك إعلام للعموم” حول المحادثة. مشيرًا إلى أن أياً من الجانبين لن يصدر بيانا أو ملخصا حول ذلك.
عندما سُئل عن سبب إجراء المحادثة الهاتفية في وقت متأخر جدًا من يوم الخميس قال بيسكوف: “ليست مشكلة. فأنت تعلم أن الساعات المتأخرة لم تكن أبدًا مشكلة للرئيس الروسي. خاصة وأنه في كثير من الأحيان، يواصل العمل بنشاط في وقت متأخر من الليل”.
اقرأ أيضا: تقرير: بوتين يرسل “فرق انتحارية” مع أجهزة تعقب لتفجير قواعد عسكرية سرية لأوكرانيا (صور)
قال مصدر لشبكة “سي إن إن” إن القوات الجوية الأمريكية قامت بإرسال طائرة تجسس حلقت فوق شرق أوكرانيا لتقييم الوضع العسكري على الأرض في الفترة التي سبقت المحادثة.
ومن المتوقع أن يطمئن بايدن الذي كان يتحدث من منزله في ديلاوير. الزعيم الروسي بأن هناك طرقًا دبلوماسية لوقف التصعيد في أوكرانيا.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست الامريكية، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن: “أعتقد أن القائدين يعتقدان أن هناك قيمة حقيقية في المشاركة المباشرة لكليهما. وأننا نمر بلحظة أزمة ونحن منذ بضعة أسابيع نتعرض للضغط الروسي”.
محاذير بايدن
قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين إن بايدن ينوي كذلك تذكير بوتين بالعواقب التي ستتعرض لها الكرملين في حالة غزو أوكرانيا. بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية قاسية وتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
كما استبعد البيت الأبيض إرسال قوات أمريكية من جانب واحد للدفاع عن أوكرانيا ضد هجوم روسي محتمل.
ستكون المحادثة بين بوتين وبايدن بمثابة مقدمة لمفاوضات ثنائية في جنيف، بسويسرا يوم 10 يناير.
وسيترأس الوفد الأمريكي نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان.
وبحسب ما ورد سيقود الجانب الروسي نائب الوزير سيرجي ريابكوف.
ومن غير المتوقع أن يحضر بوتين وبايدن المحادثات المقبلة بصفة شخصية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في وقت سابق من هذا الأسبوع أن اجتماع مجلس الناتو وروسيا سيُ
عقد في 12 يناير، يليه اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 13 يناير.
قائلا برايس”بالتأكيد سنطرح مشاغلنا على الطاول وأتصور أن الروس سيفعلون نفس الشيء”. مضيفا في نفس السياق “ستكون هناك مجالات يمكننا إحراز تقدم فيها، وأنا متأكد من أنه ستكون هناك مجالات أخرى سنختلف فيها.”
ماذا تريد روسيا؟
هناك وثيقة سبقت المفاوضات المقبلة نشرتها وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق من شهر ديسمبر تحتوي على مطالب أمنية. وتدعو الوثيقة، التي تنقسم إلى اتفاقيتين منفصلتين ملزمتين مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. إلى ضمانات قانونية ضد توسع الناتو شرقًا ومنع نشر قوات اجنبية في أراضي دول الاتحاد السوفيتي سابقا.
اقرأ أيضا: ما الذي قد يدفع بوتين إلى شن حرب على أوكرانيا؟
لا يوجد حاليًا أي مؤشر على أن الناتو يضع خططًا عملية للتدخل في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه. استبعد كبار مسؤولي الناتو بشكل متكرر فكرة الحظر القانوني على كييف من أن تصبح عضوا في الناتو.
إن دواعي المحادثات القادمة حسب مصادر استخباراتية غربية وأوكرانية جاءت نتيجة ضغط القوات الروسية والتي بلغ عددها حسب تقديرات حديثة بين 80.000 و 100.000 جندي. موجودين على الحدود بين أوكرانيا وروسيا خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
تحذير من التحركات العسكرية للقوات الروسية
كما حذر خبراء عسكريون من أن التحركات الأخيرة للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا غير عادية ذلك أنه لا توجد أي تهديدات عسكرية حقيقة من كييف. ولا تتفق هذه التحركات مع أنماط انتشار القوات وتوزيعها المتوقعة من التدريبات العسكرية المنتظمة.
شدد الكرملين على أنه يترقب نتائج سريعة وملموسة من قمم المحادثات المقبلة، وأشار مسؤولون كبار في الكرملين إلى أن رفض الغرب لمطالب روسيا سيؤدي إلى رد عسكري قوي.
في مقابلة سابقة، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو “إن الغرب يمكن أن “يأخذ بجدية ما طالبنا به” أو “يواجه ردا عسكريًا تقنيا”.
ومن جهته، قال الشهر الماضي رئيس وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية للصحيفة الأمريكية “ميليتري تايمز” إن روسيا تستعد لمهاجمة أوكرانيا بحلول أواخر يناير أو أوائل فبراير.
ووفقًا للخبراء العسكريين الروس، يمكن أن تتخذ موسكو أشكال انتقام أخرى يمكن أن تشمل نشر أسلحة استراتيجية في دول حليفة، بما في ذلك بيلاروسيا وصربيا.
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف على:” أن عدم إحراز تقدم في اتجاه الحل السياسي الدبلوماسي لهذه المشكلة. سيقود إلى رد عسكري وتقني من جانبنا.”
(المصدر: ناشيونال إنترست – ترجمة وطن)