أهم 10 تحديات ستواجهها منطقة الشرق الأوسط في عام 2022

By Published On: 2 يناير، 2022

شارك الموضوع:

تتأرجح التحديات في المنطقة العربية، عموما بين تغير المناخ والأزمة في لبنان والتحول الديمقراطي في السودان. ونقلا عن وكالة الأنباء الإسبانية الدولية، أكدت مجلة “أتلايار“، أن الشرق الأوسط سيواجه العديد من التحديات البارزة في عام 2022. مثل مكافحة تغير المناخ وتحول الطاقة. فضلاً عن المهام المعلّقة مثل التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان. والتي لا تزال غير محترمة في معظم الدول العربية.

ولفتت “وطن” من خلال ترجمتها للتقرير. أنه منذ اندلاع ثورات عام 2011، المسماة بالربيع العربي، كان هناك تقدم محدود فيما يتعلق بالديمقراطية. ناهيك أن المؤشرات الاقتصادية لم تتحسن منذ ذلك الوقت إلى الآن.

مكافحة تغير المناخ

على الرغم من أن الشرق الأوسط منطقة متأثرة بشكل خاص بتغير المناخ، بسبب التصحر المتزايد في بلدانه القاحلة بالفعل. إلا أن معالجة هذه الظاهرة لم تكن أولوية بالنسبة للحكومات العربية حتى وقت قريب.

لكن في العام المقبل، ستحتل السياسات البيئية مركز الصدارة مع الاحتفال بمؤتمر COP 27 في مصر. والتحضير لمؤتمر COP 28 الذي سيعقد في الإمارات في عام 2023. حيث سيتعيّن على المضيفين وجيرانهم مواجهة الانتقال الضروري من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

اقرأ أيضا: “أوبزرفر”: تغير المناخ سيضر مصر كثيرا.. ترقبوا الموت على ضفاف النيل

سيكون هذا التحول صعبًا بشكل خاص على البلدان المنتجة للنفط في الخليج العربي. التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على بيع النفط الخام، حيث تشرع دول مثل المملكة العربية السعودية في خطة طموحة لتَنويع إيراداتها بحلول عام 2030.

انخفاض المؤشرات الاقتصادية

سيتعيّن على الشرق الأوسط أن يتأقلم في عام 2022 مع مؤشرات الفقر والجوع. التي تفاقمت منذ عام 2020 بسبب تأثير أزمة كوفيد-19. والتي انخفضت أساسا في العقد الماضي منذ اندلاع الثورات الشعبية عام 2011. هذه المناطق تتطلب على وجه التحديد، ظروف معيشية كريمة ومستقبل أفضل.

وفقًا لآخر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، عانى 69 مليون شخص في العالم العربي من الجوع في عام 2020، ويمثلون 15.8 بالمئة من السكان، بينما 32.3 بالمئة لم يتمكنوا من الوصول بشكل منتظم لوجبات كافية ومغذية في العام الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الوباء إلى زيادة عدم المساواة واتساع الفجوة بين الفقراء والأثرياء. كما يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاوت كبير في معدلات الفقر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في ديسمبر، والذي يحذر من أن العواقب قد تكون محسوسة على المدى الطويل.

التعافي الصعب بعد الجائحة

الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تأثير الوباء، هي الرابعة من نوعها. علما وأن المنطقة كانت تعاني منذ عام 2011، بعد الانتفاضات العربية، من هبوط أسعار النفط في عام 2016 والموجة الثانية من الاحتجاجات في عام 2019. لذا كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية هشة للغاية بالفعل. وتفاقمت أكثر مع وصول فيروس كورونا للمنطقة.

من جانبه. يقدر البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي قد انخفض بأكثر من 5 بالمئة في عام 2020. ولا يتوقع حدوث انتعاش حتى عام 2024 أو 2025. بينما يقدر أن الوباء كلف حوالي 227000 مليون دولار في عام 2021، مع تدابير الدعم المالي التي مثلت بمتوسط ​​2.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الأزمة الاقتصادية اللبنانية

في الحقيقة، يعتبر لبنان البلد الأول الذي يعاني من الوضع الاقتصادي الأكثر دراماتيكية في المنطقة العربية. بسبب الأزمة التي اندلعت نهاية عام 2019 مع الاحتجاجات الحاشدة التي هزت البلاد. والتي تضاعفت بشكل صارخ في عام 2020، بسبب الوباء ثم انفجار ميناء بيروت، الذي دمر أحياء بأكملها في العاصمة.

لا شك في أن لبنان يشهد حاليًا ما صنفه البنك الدولي. على أنه إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم في القرن ونصف القرن الماضي. مع ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة عملته بشكل غير متوقع. ناهيك عن نقص خطير في المنتجات و الخدمات الأساسية.

وعليه، سيتعين على حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، التي تشكلت في أيلول الماضي. البحث عن حلول لأكثر مشاكل اللبنانيين إلحاحا، حيث أن 80 بالمئة منهم فقراء. بالإضافة إلى مواصلة التفاوض مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ البلاد من الناحية المالية، لأنه على شفير الهاوية تقريبا.

عملية الانتقال في السودان

انقطع التحول الديمقراطي الذي بدأ بعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير في عام 2019 بشكل مفاجئ في 25 أكتوبر 2021. بانقلاب عسكري أطاح برئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي قاد الحكومة المدنية التي تقاسمت السلطة مع الجيش في السودان.

أعاد الجنرالات، بقيادة عبد الفتاح البرهان، تعيينه في نهاية نوفمبر. بعد التوصل إلى اتفاق جديد للحكم معًا، على الرغم من استبعاد واستنكار معظم القوى السياسية والجماعات المدنية العملية ورفض الاتفاقية. واصفين إياها بـ “الخيانة”.

في الواقع. سيعتمد الانتقال على التوازنات التي يمكن أن يحققها حمدوك في عام 2022 بين العسكريين والمدنيين. وإلى أي مدى يكون الرجال النظاميون مستعدين للتخلي عن القيادة والسماح بتطوير الحريات والحقوق، التي يطالب بها السودانيون على الشوارع منذ ديسمبر 2018

عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية

طُردت سوريا من الجامعة العربية بعد اندلاع الاحتجاجات عام 2011 وقمعها المتواصل والعنيف للشعب السوري الأعزل. مما أدى إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد، إقليميا ودوليا، ناهيك أنه لا يزال حتى يومنا هذا خاضعًا لعقوبات الغرب.

ومع ذلك. اقتربت عدة دول عربية من دمشق منذ 2020، و قد يكون عام 2022، عام عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة عربية، والتي يتم فيها عادة تسوية النزاعات والتوترات الداخلية بين الجيران والأصدقاء والأعداء.

جدير بالذكر. أن الأسد تحدث هاتفياً مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في أكتوبر الماضي، لأول مرة منذ عقد. وبعد أيام قليلة تحدث مع ولي عهد أبو ظبي والحاكم “الفعلي” لدولة الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان.

كأس العالم في قطر

في نوفمبر 2022، من المقرر أن تقام بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر. الدولة العربية الأولى، التي تستضيف مسابقة كرة القدم الدولية الكبرى وستقام في الشتاء لأن درجات الحرارة في الخليج يمكن أن تتجاوز 50 درجة في أشهر الصيف.

وبعيدًا عن الصعوبات التي يطرحها الطقس. كان الحدث محاطًا بالجدل منذ البداية بسبب مزاعم منظمات حقوق الإنسان، التي أشارت إلى انتهاكات حقوق العمال المهاجرين في قطر.

فيما يتعلق بالاستعدادات. قبل عام واحد من كأس العالم، قال الرئيس التنفيذي ناصر الخاطر، لـ وكالة الأخبار الإسبانية، في نوفمبر الماضي أن المنظمين “سيكونون جاهزين بالفعل” للحدث الكبير.

كرة القدم النسائية في السعودية

في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. بدأ أول دوري كرة قدم نسائي للمحترفين في المملكة العربية السعودية. والذي أعلنت عنه سلطات المملكة المحافظة المتطرفة. كطريقة للانفتاح والتقدم والاعتراف بحقوق المرأة، لكن المنافسة جرت بحضور محدود، دون كاميرات أو إذاعات تلفزيونية أو صحفيين.

هذا ووقعت المملكة العربية السعودية أيضًا على أول مدرب نسائي لكرة القدم، الألمانية مونيكا ستاب. بهدف تجهيز منتخب وطني يمثل البلاد في المسابقات الدولية.، على الرغم من أن الفريق وكرة القدم النسائية بشكل عام، لا يزالان أمامهما طريق طويل، لا سيما في بلد مُنعت فيه النساء حتى 2018 من دخول الملاعب.

حقوق الإنسان والرياضة في الخليج

تسلط كل من بطولة كأس العالم قطر 2022 وغيرها من الأحداث الرياضية الكبرى. التي تتنافس دول الخليج العربي على استضافتها، من سباقات الفورمولا 1 إلى المسيرات والماراثون، الضوء على حالة حقوق الإنسان في هذه المنطقة. حيث انفتحت ممالك النفط على الغرب، لكنها ما زالت لا تمنح الحريات الكاملة لمواطنيها.

المملكة العربية السعودية، التي ستنظم في عام 2022 أول ماراثون كامل لها في الرياض. هي المثال الأبرز لقمع الحرية التي تستغل الأحداث الرياضية والترفيهية الدولية لتلميع صورتها، وهو في الواقع. بلد يستمر في قمع مواطنيه وسجن الأصوات المنتقدة له.

يذكر، أن بعض النجوم العالميين رفضوا قطعا تقديم عروضهم في السعودية. في حين قدم بعض الرياضيين، وسط دعوات متتالية لمقاطعة الأنظمة السعودية والإماراتية وغيرها، متهمة إياها بالرغبة في تلميع صورتها بمثل هذه الأحداث الكبيرة.

حرية التعبير والصحافة

لا تزال حرية التعبير، لكل من المهنيين والمواطنين العاديين، تشكل أحد التحديات الرئيسية في الشرق الأوسط. حيث يُسجن الصحفيين والمدونين والنشطاء والمستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، في العديد من بلدان المنطقة، لأنهم يعبرون ببساطة عن آرائهم في الشبكات الاجتماعية.

وفقًا لمراسلون بلا حدود، تعتبر مصر ثالث دولة في العالم في عام 2021، تنتهك حقوق الصحافيين، وتضعهم دون مبرر وراء القضبان. تعد مصر أحد الأمثلة الرئيسية، على كبح الحريات، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وبالمثل، تستنكر منظمات حقوقية محلية ودولية وجود عشرات الآلاف من السجناء في السجون المصرية. بسبب إبداء رأيهم أو انتقاد حكومة السيسي، والمطالبة بالحقوق الأساسية، التي ينادي بها المصريون منذ ما يقارب من أحد عشر عامًا في ميدان التحرير.

(المصدر: أتلايار – ترجمة وطن)

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. اميرة 2 يناير، 2022 at 7:29 ص - Reply

    تقرير رائع شكراااا

Leave A Comment