العالم في عام 2022: مخاطر مناخية أكبر ومزيد من الثقة في اللقاحات والاقتصاد
شارك الموضوع:
بحسب ما ذكرته صحيفة “ال بوبليكو” الاسبانية، سيكون 2022 عام التحصين الجماعي والانتعاش الاقتصادي، الذي سيظهر على الرغم من معدلات التضخم المقلقة، في خضم مناخ أكثر تطرفا. ولكن مع تغيرات تكنولوجية ملحوظة.
هكذا سيكون العالم وفقا لاستطلاع رأي، أجرته مؤسسة “إيبسوس” العالمية لعام 2022. في المقابل، يقدم الخبراء نموذجا آخر للنوايا الجيوستراتيجية الأخرى.
وحسبما ترجمته “وطن”, اجتاحت موجة من التفاؤل الكوكب. أو على الأقل، هي هالة طفيفة مفعمة بالثقة، لكنها تعد أكبر مقارنة بعام 2021. لأنه، وفقًا للمسح العالمي لشركة إبسوس متعددة الجنسيات، يكشف الدخول في السنة الثالثة بعد فيروس كورونا عن عقل جماعي عالمي، يسود فيه توفير الصحة والظروف الاقتصادية الملائمة، خاصة مع عودة كوفيد-19 بقوة وانتشار اللقاحات في ذات الوقت.
أجري استطلاع الرأي، بين 33 دولة، وشمل 22023 استطلاعًا فرديًا بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 74 عامًا، والذي تم إطلاقه بين 22 أكتوبر و 5 نوفمبر، على ست مجموعات من القضايا الجيوستراتيجية الساخنة. من الاعتقاد بتحسن الأوضاع العالمية، إلى الشعور بالتشاؤم، وهل هناك عودة للحياة الطبيعية، بالنظر إلى اكتظاظ المدن أو العودة إلى العمل التقليدي.
ووفقا لما قالته الصحيفة، إنه على الرغم من أن عام 2022، بشكل عام، سيكون عامًا أفضل للعيش على كوكب الأرض. إلا أنه سيكون هناك المزيد من الكوارث الطبيعية، والمزيد من التكنولوجيا المستخدمة وشبح التضخم المستمر. بالإضافة إلى ترنح دورة الأعمال التجارية العالمية بعد كوفيد.
كوفيد -19
يعتقد أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع، أي 56 بالمئة، أن ثمانية من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم سيتلقون جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات بحلول عام 2022.
البيئة
تعتقد الغالبية الاجتماعية أنه في عام 2022 سيكون هناك المزيد من سوء الأحوال الجوية الناجم عن تغير المناخ. ستة من كل عشرة يعتقدون أنه ستكون هناك بعض الظواهر المتطرفة في بلادهم على مدار العام.
خاصة بين الأوروبيين الذين لديهم حساسية تجاه تأثير فيضانات عام 2021 عليهم. وبالتالي، فليس من المستغرب أن يرى 72 بالمئة من الهولنديين و 69 بالمئة من البريطانيين، أو 66 بالمئة من البلجيكيين ذلك بعيون متشائمة للغاية.
اقرأ أيضا: أهم 10 تحديات ستواجهها منطقة الشرق الأوسط في عام 2022
في ذات السياق، يبيّن استطلاع الرأي أيضاً أن 45 بالمئة من سكان العالم يتوقعون خفض الرحلات الجوية، وبالتالي انخفاض عامل التلوث الكيروسين مقارنة بعام 2019.
اقتصاد
يتوقع 75 بالمئة – ثلاثة من كل أربعة أشخاص – أن ترتفع الأسعار في بلدانهم أعلى من دخلهم. على الرغم من وجود حالات استثنائية. إلا أنه في بلد مثل اليابان، حيث استقر معدل الانكماش فيه لعقود من الزمن، يعتقد واحد فقط من كل ثلاثة أشخاص(33 بالمئة) أن اقتصادها سوف يتبع الاتجاه العالمي. لا يبدو أن خطر انهيار سوق الأسهم، الذي يتنبأ به سوى 35 بالمئة، قد تغلغل في الرأي العام العالمي أيضًا. على العكس تماما. يولد الاستطلاع ثقة أكبر في الأسواق المستقرة في عام 2022 مقارنة بعام 2021.
مجتمع
71 بالمئة يعتبرون أنه من المسلم به أن العواصم الكبرى في دولهم ستتشبع مرة أخرى بضغوط ديموغرافية عالية، وهي ظاهرة سيساهم فيها العمال الذين سيعودون بشكل منتظم إلى المكاتب.
هناك أيضًا تشاؤم حول ظاهرة التسامح مع الآخرين. يعتقد 28 بالمئة فقط أنه في عام 2022 سيتحسن التعاطف الاجتماعي. بينما يتأرجح الرقم بين 60 بالمئة في الهند و 9 بالمئة في فرنسا.
تكنولوجيا
يرى أكثر من النصف أي 57 بالمئة – أن حياتهم ستدخل عالمًا افتراضيًا طوال عام 2022 بشكل منتظم. كما يثق أربعة من كل عشرة في أن حكوماتهم ستدخل قواعد صارمة على الشركات متعددة الجنسيات في مجال التكنولوجيا في هذا الاتجاه، لمنع انتهاكات الحقوق الفردية. يعتقد 83 بالمئة أن التكتلات الإعلامية تتمتع بقوة كبيرة للإقناع والتأثير مع التقنيات الجديدة. فوفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، “ستتغير حياتنا في عام 2022” من خلال اكتساب السيارة الكهربائية والتكنولوجيات المالية والطب عن بعد. وستلعب وسائل الإعلام دورا مهما في توجيه الاتجاهات والآراء.
التهديدات العالمية
يتوقع أربعة من كل عشرة، وقوع كارثة طبيعية في واحدة من أكثر مدنهم اكتظاظًا بالسكان. وهي نسبة تنمو إلى 63 بالمئة في الولايات المتحدة و 58 بالمئة في تركيا. في المقابل، فإن الإسكندنافيين أكثر تفاؤلاً. فقط أقلية متشائمة، أي 24 بالمئة من السويديين، وحتى 21 بالمئة من الدنماركيين. يقدر جزء مماثل (38 بالمئة) هجومًا إلكترونيًا في عام 2022، سيكون هائلًا وبرعاية بعض الحكومات الأجنبية، مما سيؤدي إلى انسداد عالمي في شبكات الاتصالات.
يرى 34 بالمئة أنه سيكون هناك استخدام للأسلحة النووية في بعض النزاعات العالمية، وهو رقم يقفز إلى 52 بالمئة بين الأتراك. بينما يتوقع واحد فقط من كل سبعة (14 بالمئة) زيارة كائنات فضائية إلى الأرض، مع تركيز الهند على النسبة الأعلى.
تصور العالم في مفتاح جيوستراتيجي
مجموعة من الخبراء الدوليين، صرحوا في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث مقره في نيويورك، عن ظواهر بهدف اكتساب أهمية في عام 2022. يتحدث توماس جيه بوليكي، الباحث في برنامج الصحة العالمية، عن لعبة التأثيرات التي تم إنشاؤها حول التبرعات باللقاحات.
اقرأ أيضا: 3 سيناريوهات حرب محتملة في عام 2022
تعتبر الولايات المتحدة وأوروبا، المصدران الرئيسيان للجرعات إلى البلدان الناشئة أو النامية. يؤكد بوليكي أن هذه الدول تتوقع تلقي ثلاثة أرباع 2.7 مليار لقاح سيقدمها العالم في عام 2022. لكن توزيعها يعتمد على اعتبارات دبلوماسية. خاصة بين القوتين. لذلك، ينبغي مكافحة اللامساواة العالمية في استخدام اللقاح.
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي سوف يكتسب أهمية أيضًا. تتذكر لورين كان، باحثة الدفاع والأمن السيبراني، أن كندا، منذ عام 2017، كانت الدولة الرائدة في وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي. وحققت الولايات المتحدة ذلك بعد عام، والنرويج وسويسرا فقط لديهما التزامات تشريعية في هذا الاتجاه.
يجب أن تتبنى الحكومات لوائح بشأن الذكاء الاصطناعي. وهي ضرورية لتوليد تحليلات مفصلة مع قواعد بيانات شاملة حول القضايا الصحية مثل تلك الموجودة في متناول اليد مع كوفيد، أو بشأن القضايا البيئية في مكافحة تغير المناخ، أو في الابتكار الصناعي، أو بشأن تطوير الخوارزميات التي تروج للأعمال التجارية أو توقع كوارث طبيعية أو صراعات جيوسياسية واجتماعية واقتصادية ذات تعريف معقد.
في الوقت ذاته، يطالبوا هؤلاء الخبراء بقواعد أخلاقية واضحة بشأن التطبيق التكنولوجي على وجه الخصوص، في المجال العسكري أو السياسي. ومن هنا تأتي أهمية أن يكون عام 2020 هو العام الذي يتم فيه وضع المعايير الدولية التي تعمل على “الحد من النتائج السلبية لتطوير الذكاء الاصطناعي”. على غرار النمط الذي اتبعته كندا في ذلك الوقت.