نيويورك تايمز: قيس سعيد يعمل على تكريس ديكتاتوريته متناسيا “الوحش” الذي ينتظره
وجهت صحيفة “نيويورك تايمز” انتقادات لاذعة للرئيس التونسي قيس سعيد، مشيرة إلى أنه يكرس حكمه الديكتاتوري، دون الإلتفات للوحش الاقتصادي الذي ينتظر البلاد.
وقالت الصحيفة إن وحش الانهيار الاقتصادي الذي وعد قيس سعيد في يوليو/تموز الماضي عندما أطاح بالبرلمان المنتخب والحكومة السابقة بمنع حدوثه، يهدد البلاد الآن.
وذكرت الصحيفة أن الضغوط تتزايد على “سعيد” للوفاء بوعده وسط شكوك متزايدة بقدرته على إنقاذ اقتصاد البلاد.
وأكدت الصحيفة على أن الضغوط الاقتصادية تتزايد على الرئيس التونسي يوما بعد يوم، من أجل إنقاذ الاقتصاد، لكن شروط المقرضين الدوليين قد تؤدي إلى تفجر الوضع الداخلي بالاحتجاجات.
اقرأ ايضا: “إيكونوميست”: المستبدون العرب يحبون كتابة الدساتير ثم يتجاهلونها .. قيس سعيد والسيسي نموذجا
وأوضحت أن البلاد “مثقلة بالديون وتعاني من عجز كبير بعد سنوات من سوء الإدارة وجائحة كورونا”، وتتوقع هذا العام “اقتراض ما يقرب من سبع مليارات دولار”.
اجراءات تقششفية مؤلمة
وقالت الصحيفة إن تونس ستضطر للجوء إلى المقرضين الدوليين، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، “الذي طالب بإجراءات تقشفية مؤلمة“.
ومن ضمن هذه الإجراءات، بحسب الصحيفة، “خفض أجور شريحة واسعة من التونسيين” و”خفض الدعم الحكومي في وقت ارتفعت فيه أسعار الكهرباء والمواد الغذائية الأساسية”.
وأكدت أن تبنّي هذه الوصفة يمكن أن يؤدي إلى “احتجاجات واضطرابات واسعة”.
وتحدث الصحيفة أيضا عن شروط أخرى للمقرضين الدوليين، ومنها دعوة “سعيّد على إعادة البلاد إلى حكم دستوري أكثر شمولاً”.
وذكرت الصحيفة أن التونسيين يشعرون أن محافظهم المالية تفرغ من النقود، وقد لا يتحملون خطط “سعيد” لمدة طويلة.
وبالتزامن مع ذلك، تراجعت شعبية “سعيد” إلى ما بين 62- 67% بعد أن كانت وصلت 87% بعد إعلانه الإجراءات الاستثنائية.
وفي غضون ذلك بدأت إشارات السخط الشعبي فى الظهور ضد الرئيس التونسي، في العديد من المناطق بينها العاصمة.
“اقرأ ايضا: سيسي تونس”.. انتقادات حادة من التونسيين لخطاب قيس سعيد الهزلي
ورغم أن المظاهرات الحالية لا تزال ثانوية في بلد عرف بالاحتجاجات الكبيرة، خاصة منذ عام 2011. لكن محللين توقعوا اندلاع مظاهرات أوسع. نظرا لعدم وفاء “سعيد” بوعوده.
واختتمت الصحيفة، أنه إلى جانب الغموض السياسي والمصاعب الاقتصادية، يعانى التونسيون من تدهور حقوق الإنسان بعد إجراءات “سعيد” الاستثنائية. ما يجعلهم يتذكرون أيام الديكتاتور السابق “زين العابدين بن علي”.
(المصدر: نيويورك تايمز – ترجمة وطن)