شنت صحيفة “فورين بوليسي” الامريكية هجوما شديد اللهجة على وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مؤكدة أن المغرب في عهده قد وقع في مستنقع دبلوماسي. مشيرة إلى أن المغرب الذي كان “حبيباً” للدوائر السياسية في واشنطن، أصبح الآن أكثر عزلة على الرغم من تحول موقف واشنطن من قضية الصحراء.
وقالت الصحيفة إنه لفترة طويلة، كان المغرب محبوبًا في دوائر السياسة في واشنطن، وغالبًا ما يتم الترحيب بالبلد باعتباره أول من اعترف باستقلال الولايات المتحدة (عام 1777). ولم يقف سوى القليل في طريق العلاقات المغربية الأمريكية منذ ذلك الحين.
ولم تتطلب جهود الضغط التي تبذلها المملكة، من الناحية التاريخية، الكثير من العمل الثقيل للتأثير على المشرعين الأمريكيين على جانبي الممر لتمرير تشريعات تتماشى مع مصالحها.
وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك، فإن الإجماع الأمريكي الذي كان لا يتزعزع من الحزبين بشأن المغرب قد تحول بعيدًا عن الدعم الثابت اليوم.
وأشارت إلى أن أحدث انعكاس لهذا الاتجاه هو اللغة المغربية المتشككة غير المسبوقة التي تم تقديمها في مشروع قانون الاعتمادات وقانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2022.
في حين أن مشروع قانون التخصيصات الصادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي لعام 2022 يجب أن يخضع لمفاوضات مع مجلس النواب. لقد أقر كلا مجلسي النواب والشيوخ، تشريعين يخاطران بإفساد العلاقات القائمة منذ قرون بين هذين الحليفين التاريخيين.
كما أوضحت أن الصورة أصبحت مقلقة لتراجع الدبلوماسية المغربية التي تركت البلاد معزولة نسبيا خاصة بين حلفائه التقليديين. خسر برلين بخلافات عميقة مع ألمانيا. وسحب سفيره من اسبانيا وتسبب في ضرر هجرة مقصود عبر تخفيف القيود. وقام البرلمان الأوروبي برفض استغلال الأطفال في المغرب. بالإضافة إلى فضيحة التجسس على هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
التدهور ديناميكي يومي للدبلوماسية المغربية
وأكدت الصحيفة على ان التدهور ديناميكي يومي للدبلوماسية المغربية حتى وصلت الى أدنى مستوياتها بسبب وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي أفقد الرباط دعم بايدن بعد خسارة الأوروبيين.
حيث ألغت محكمة العدل الأوروبية اتفاقية الزراعة والثروة السمكية مع المغرب بحجة أنها موارد الصحراء الغربية المحتلة.
وقالت إن بوريطة بيروقراطي صغير بسيرة ذاتية ضعيفة أبعد المغرب عن جيرانه وحلفائه.
وأثار غضب الدبلوماسيين المغاربة السابقين حول حال الدبلوماسية المغربية بعد التطبيع العلني مع إسرائيل.
اقرأ أيضاً: “لارازون”: “اتفاق التطبيع المغربي-الإسرائيلي سيحقق توازنا عسكريا جديدا وإسبانيا الخاسر الأكبر منه”
من جانبه، انتقد كريستوفر روس المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية تقويض الرباط لقرارات مجلس الأمن والتفويض المقيد الذي اشتغل من خلاله.
وأوضح روس أن المغرب افتقد حسن النية وكان سلوكه سيئا وتصرف على أساس أنه تحت حصانة فرنسية أمريكية.
وقالت الصحيفة إن تعيين ايستفان دي ميستورا بعد طابور من الوسطاء لم يصفي جبهة بوليساريو الصامدة.
واستغرب روس الحملة المغربية الجديدة من داخل اسرائيل التي شن ساستها حملات شخصية ضده .
وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون بين المغرب وإسرائيل قديم والرباط لم تنجح في تخفيف الضغوط عليها بالتطبيع. مشيرة الى توصية جون بولتون ضد تمويل “مينورسو” لأن الرباط يتلاعب بمجلس الأمن حين يصدر قرارا سنويا بتأجيل الحل.
(المصدر: فورين بوليسي)