المونيتور: العام الجديد لا يحمل أي أمل لحل الصراع في اليمن

سلط موقع “المنيتور” الأمريكي في تقرير له الضوء على الحرب اليمنية المشتعلة منذ 2015، مشيرا إلى أن تصاعد العنف الأخير في اليمن قضى على آمال اليمنيين في فرصة أفضل للسلام مع بداية هذا العام.

7 سنوات من الدمار في اليمن

وأوضح التقرير أنه لم تنحسر الحرب التي دامت سبع سنوات في اليمن، ويبدو أنها تتصاعد أكثر في عام 2022.

وأدى الارتفاع الأخير في الضربات الجوية من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية وتحركات القوات المسلحة في جنوب اليمن إلى قتل آمال اليمنيين في السلام هذه السنة.

وذكر تقرير المونيتور أن التحالف مصمم على أن القوة العسكرية ستأتي بحل سياسي. كما أنه يحمل الحوثيين مسؤولية فشل كل مبادرات السلام المقدمة منذ بداية الحرب.

وقال المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي، في 26 ديسمبر إن الحل السياسي هو الخيار الأفضل للأزمة في اليمن، لكن الأداة العسكرية تسعى لتحقيق هذا الهدف.

اقرأ أيضا: عبر قناة “العربية”.. وزير الدفاع اليمني يلمح لتهريب الحوثيين السلاح عبر سلطنة عمان!

وأشار المالكي إلى أن التحالف لديه عدة أهداف لكنه لم يضربها حرصا على المدنيين.

مضيفا: “تجنبنا مهاجمة العديد من الأهداف في صنعاء لأن المدنيين هم من أولويات التحالف، وعلى الحوثيين إزالة كل الأسلحة من المواقع المدنية. نحن نتخذ قرار متى وأين نستهدف قدرات الحوثيين”.

القصف الجوي ليس التصعيد الوحيد

ويشار إلى أن القصف الجوي ليس التصعيد الوحيد، حيث قالت مصادر طبية وعسكرية في 4 يناير إن المعارك البرية كانت مميتة خلال الأسبوع الأول من يناير في مأرب وقُتل 200 مقاتل من الجانبين خلال 24 ساعة.

وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع، تحركت قوات برية ضخمة من منطقة “الشوبا” اليمنية، وتقدمت نحو مناطق يسيطر عليها الحوثيون في أسيلان وبيحان.

كما تعتزم القوات التقدم نحو الأحياء المجاورة في محافظة مأرب التي مزقتها الحرب.

وفي مقابلة حديثة مع “سكاي نيوز عربية” قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد، إن هناك دعمًا سياسيًا لهذه الحركات العسكرية و”سنشهد تطورات غير عادية في الأيام المقبلة”.

هذا وقال معلق سياسي في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لـ “المونيتور” إن السيناريو الحالي يشير إلى اعتماد الجانبين على ساحات القتال، ولا يزال من غير المرجح التوصل إلى تسوية سياسية قابلة للتطبيق.

وتابع: “عندما بدأ الحوثيون في محاربة الحكومة اليمنية، كان لديهم أسلحة أقل من الآن، بينما هم اليوم لديهم صواريخ وطائرات بدون طيار، وهذا يعني أنه من الصعب أو المستحيل هزيمتهم بين عشية وضحاها.

ويرى المعلق السياسي أيضا أن الحل العسكري السريع غير ممكن. وأن الحوار السياسي لم يحرز أي تقدم طيلة السنوات السبع الماضية. لذلك مع استمرار الحرب ستزداد الأزمة الإنسانية سوءًا في جميع أنحاء البلاد.

وفي 28 ديسمبر الماضي، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “هانز جروندبرغ” إن حجم التصعيد الأخير هو “من بين أسوأ ما نشهده في اليمن منذ سنوات، والتهديد لأرواح المدنيين آخذ في الازدياد. أسفرت الغارات الجوية على صنعاء عن خسائر في أرواح المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية والمناطق السكنية “.

كما اعترف مبعوث الأمم المتحدة بأن عام 2021 انتهى بملاحظة مأساوية لليمنيين. حيث أثر الفقر والجوع والقيود الشديدة على حرية التنقل على ملايين الأشخاص. مثل هذه المأساة لن تختفي هذا العام.

الحوثيون خطفوا سفينة إماراتية

وقال “المالكي” لوكالة الأنباء السعودية، إن الحوثيين خطفوا سفينة شحن ترفع علم الإمارات قبالة الحديدة يوم الأحد 2 يناير. وعلى متنها معدات طبية من سقطرى اليمنية إلى جازان في السعودية.

وطالب “المالكي” الحوثيين بالإفراج عن السفينة “وإلا ستتخذ قوات التحالف كافة الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك، بما في ذلك استخدام القوة إذا لزم الأمر” حسب وصفه.

اقرأ ايضا: إيكونوميست: السعودية تورطت في اليمن وعاجزة عن إيجاد طريقة للخلاص

وبينما قال التحالف إن السفينة لا تحمل معدات عسكرية. أعلن الحوثيون أن السفينة كانت تحمل آليات عسكرية وبنادق. وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع في مؤتمر صحفي، إن السفينة “دخلت المياه اليمنية دون إذن” وتقوم بأعمال عدائية.

كما قال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، إن استيلاء الحوثيين على السفينة سيؤدي إلى تصعيد عسكري.

وتابع: “إنها مسألة خطيرة بغض النظر عن نوع حمولة السفينة أو جنسيتها. من المرجح أن يؤدي الحادث إلى تصعيد عسكري على ساحل الحديدة بناءً على موافقة دولية. وقد يؤثر ذلك على التزامات التحالف والحكومة تجاه اتفاق ستوكهولم.”

وتابع تقرير “المنيتور” أنه مثل السياسيين والخبراء العسكريين، يتوقع المدنيون ألا يتلاشى الاضطراب هذا العام.

وقالت أسيل ناصر (28 عامًا) من سكان صنعاء للمونيتور، إن إنهاء الحرب أمر لا يزال غير واقعي. مشيرة إلى ان التطورات في البلاد تنذر بإطالة أمد الصراع.

وأضافت أسيل: “خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب، كنت أعتقد أن معجزة ستحدث وأن الحرب ستتوقف. الآن سبع سنوات مضت ولم تفقد الحرب زخمها. كلا الطرفين المتحاربين يعلقان الأمل على القوة وليس الحوار لوقف الصراع.

(المصدر: المنيتور – ترجمة وطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى