تقرير: ما مدى قرب إيران من امتلاك سلاح نووي؟!

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في تقرير لها عن الوضع النووي في إيران، إن إدارة بايدن حذرت من أن إيران على وشك إنتاج وقود يكفي لصنع قنبلة نووية. ولكن ما مدى قرب إيران من امتلاك القدرة على إطلاق سلاح نووي؟.

وتابع تقرير المجلة الأمريكية أن هناك عددا من العقبات التكنولوجية الحاسمة التي يجب على طهران التغلب عليها أولاً للحصول على برنامج أسلحة نووية يعمل بكامل طاقته.

ولفتت إلى أنه يجب على إيران تطوير ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب للاستخدام في صنع الأسلحة لتزويد قنبلة نووية واحدة أو أكثر. وبناء رأس نووي قادر على إيواء الوقود النووي الانشطاري، وتطوير نظام صاروخي باليستي قادر على إيصال متفجرات نووية إلى هدفها.

اقرأ أيضاً: “المونيتور”: مهاجمة البرنامج النووي الإيراني سيجلب الحرب مع حزب الله

أخيرًا ـ وفق التقرير ـ يجب إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانت المادة المتفجرة تعمل بالفعل.

لقد أصبح الوقت الذي ستستغرقه إيران للسيطرة على هذه التحديات أكثر إلحاحًا حيث تجتمع الولايات المتحدة وإيران والعديد من القوى الرئيسية الأخرى هذا الشهر في فيينا. في محاولة الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 والمعروف باسم الاتفاق الشامل المشترك.

الاتفاق النووي الإيراني

وكان الاتفاق الذي صادق عليه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا، وأمريكا) وكذلك ألمانيا والاتحاد الأوروبي . وعدوا فيه بتخفيف العقوبات على إيران مقابل تأكيدات يمكن التحقق منها بأن برنامجها النووي سلمي.

بموجب بنود اتفاق عام 2015، سمح لإيران بتخزين ما يصل إلى 300 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتشغيل ما يزيد قليلا عن 5000 جهاز طرد مركزي من الجيل الأول في محطة نطنز لتخصيب الوقود.

وحظر على طهران تخصيب اليورانيوم بتركيز يزيد على 3.67 فى المئة من نظير اليورانيوم – 235 . أي أن اليورانيوم المسموح لها بتخصيبه يصل إلى حدود توليد الطاقة الكهربائية بمستويات معتدلة بدون أن تصل إلى مستوى 90 بالمئة الكافي لصنع قنبلة.

ومنذ يوليو 2019، بدأت إيران بالتخصيب لمستوى 5 في المئة. ووصلت إلى 20 في المئة في يناير 2021، وإلى 60 في المئة في أبريل 2021.

وتقول الصحيفة، إنه بالاعتماد على هذه الأرقام فإن إيران تحتاج خطوة قصيرة نسبيا نحو إنتاج وقود نووي يستخدم في صنع الأسلحة.

وبمجرد وصول اليورانيوم إلى نقاء 3.67 في المئة، فإن هذا يعني إزالة الغالبية العظمى من الذرات غير المرغوب فيها. مما يجعل عملية التخصيب إلى 5 و20 و90 في المئة أقل استهلاكا للوقت وأسهل بشكل متزايد.

قنبلة نووية في إيران قريبا

ومن أجل تسريع وتيرة التخصيب، قامت إيران بتركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة القادرة على تخصيب اليورانيوم بجودة أعلى في كل من منشأة نطنز ومحطة فوردو. حيث منع الاتفاق النووي إجراء عمليات تخصيب فيها.

وحتى نوفمبر 2021، كانت إيران قد جمعت مخزونا من نحو 2313.4 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب. بما في ذلك 1622.3 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب إلى 5 في المئة، و113.8 كيلوغراما المخصب إلى 20 في المئة. و17.7 كيلوغراما مخصب إلى 60 في المائة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت “فورين بوبليسي” عن ديفيد أولبرايت، مؤسس معهد العلوم والأمن الدولي، قوله إن إيران حصلت بالفعل على ما يكفي لإنتاج ما لا يقل عن 45 كيلوغراما من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 90 في المئة. وهو ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة نووية في وقت قصير.

وأضاف أنه في غضون عدة أشهر يمكن أن تنتج إيران وقودا كافيا لقنبلتين أخريين. ويقدر أنه في غضون ستة أشهر، قد تكون إيران في وضع يمكنها من اختبار مادة متفجرة نووية.

التسليح مشكلة أخرى

ونقلت “فورين بوليسي” أيضا عن سهيل شاه، وهو زميل سياسي في شبكة القيادة الأوروبية، قوله إن “ميل بعض البلدان. أي الولايات المتحدة وشركائها عبر الأطلسي، إلى التركيز بشكل كبير على وقت الاختراق يتجاهل عمدا الوقت الذي سيستغرقه انتقال إيران من امتلاك مخزون ذي مغزى من اليورانيوم عالي التخصيب إلى سلاح نووي قابل للاستخدام”.

وقال المفاوض النووي الروسي، ميخائيل أوليانوف، بحسب الصحيفة إن طهران “حتى لو كانت تنتج كمية كبيرة من المواد النووية. فماذا في ذلك؟”.

وأضاف أنه “لا يمكن استخدام الوقود بدون رؤوس حربية ولا يملك الإيرانيون رؤوسا حربية. ولن يحصلوا على التكنولوجيا اللازمة لإنتاجها حتى فترة طويلة”.

ويشار إلى أن إيران نفت منذ فترة طويلة أنها تعتزم السعي للحصول على سلاح نووي. مشيرة إلى مرسوم ديني أصدره المرشد الأعلى للبلاد على خامنئي في عام 2003 يحظر استخدام الأسلحة النووية.

ونقلت فورين بوليسي عن، داريل كيمبال، مدير جمعية الحد من التسلح قوله إن “السؤال هو كم من الوقت ستستغرق إيران لتتمكن من الوصول إلى أسلحة نووية. بعد حصولها على ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج قنبلة واحدة. الجواب هو فترة سنوات”.

“إيران لم تتغلب على العقبات التقنية الحرجة”

لكن بعض الخبراء يقولون إن هذا لا يجب أن يكون دافعا للتهاون.

هذا وأشار تقرير داخلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر عام 2009 إلى أن إيران لم تتغلب على العقبات التقنية الحرجة.

وجاء في الوثيقة الداخلية أن “الوكالة لا تعتقد عموما أن إيران قد حققت حتى الآن اختراقا. في وسائل دمج شحنة نووية في صاروخ شهاب 3”.

لكن التقرير أضاف “ومع ذلك، ومع بذل مزيد من الجهود. من المرجح أن تتغلب إيران على المشاكل”.

ومع بدء المحادثات النووية، استعرضت إيران ثلاثة صواريخ باليستية – ديزفول وقيام وذو الفقار- الجمعة الماضية وسط طهران.

ويزعم أن الصواريخ الثلاثة، التي يزيد مداها على 600 ميل. استخدمت في ضربات على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.

والشهر الماضي، أطلقت إيران صاروخها الفضائي “سيمرغ”. وهو أحدث خطوة في برنامج الفضاء الإيراني القادر على تعزيز قدرة البلاد على إتقان تكنولوجيا صواريخ الوقود الصلب اللازمة للصواريخ طويلة المدى.

(المصدر: فورين بوليسي)

Exit mobile version