نشرت صحيفة “ذا صن” البريطانية تقريرا حول تطورات مهمة تتعلق بمقتل عائلة بريطانية من أصل عراقي في جبال الألب بفرنسا منذ 10 سنوات خلت.
ووفق الصحيفة، لا تزال هناك العديد من الألغاز تحيط بهذه القضية وتحتاج إلى تفكيك. خاصة بعد ما ألقت الشرطة الفرنسية القبض على شخص مشتبه به على علاقة بهذه القضية.
ظروف مقتل عائلة بريطانية من أصل عراقي
وتتمثل هذه القضية في مقتل رجل أعمال بريطاني من أصل عراقي وهو سعد الحلي (50 عاما) إلى جانب زوجته إقبال (47 عاما) ووالدة زوجته سهيلة العلاف (74 عاما)، ومواطن فرنسي آخر وذلك في سبتمبر 2012.
جريمة مقتل عائلة بريطانية من أصل عراقي تمت بطريقة فيها الكثير من البشاعة. إذ قُتل ثلاثتهم بلا رحمة رميا بالرصاص.
واستطاعت ابنة الزوجين، “زينة”، البالغة من العمر أربعة أعوام، النجاة بعد أن اختبأت خلف عجلات السيارة ولم تصب بأذى. بينما أصيبت أختها “زينب”، البالغة من العمر سبع سنوات، بالرصاص والضرب. لكنها تعافت بشكل جيد.
كما لقي الدراج الفرنسي “سيلفان مولييه” البالغ من العمر 45 عاما، حتفه بعد ما أصيب بدوره بسبع رصاصات من مسافة قريبة.
ويمثل اعتقال المشتبه به اليوم تطورا مهما وبعد بحث شامل لا يزال الدافع غير معروف.
من جهتها، أكدت المدعية العامة ببلدة آنسي الفرنسية، لين بونيت ماتيس، في بيان على أن التحقيق لا يزال مستمرا بصفة دائمة.
وحتى مع اعتقالات اليوم، لا تزال الكثير من الألغاز قائمة – وفي هذا السياق إليك 7 من هذه الألغاز التي تبقى تحوم حول المذبحة المروعة بعد 10 سنوات من وقوعها.
“قتلة مأجورون”
بحث رجال شرطة فرنسيون عن صلات محتملة بين عائلة الحلي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وحسب التكهنات، فإن صلات العائلة بالنظام يمكن أن تؤدي إلى جرائم قتل.
تم اعدام صدام حسين في عام 2006 – لكن هناك تقارير -بحسب الصحيفة- تشير إلى وجود صلات له بكاظم، والد سعد الحلي. الذي فر من العراق إلى بريطانيا في السبعينات.
وبحسب ما ورد وجدت المخابرات الألمانية أن كاظم كان على قائمة “المستفيدين” من أموال ثروة الحسين.
وتم في عام 2012 اكتشاف 840 ألف جنيه إسترليني مرتبطة بصدام قد تم تحويلها إلى حساب كاظم في جنيف.
ترك كاظم ثروة كبيرة لابنه في وصيته وهو ما يفهم منه أن هناك علاقات متوترة بينه وبين صدام حسين.
وفي عام 2014، تم إلقاء القبض على قاتل عراقي متعاقد مشتبه به في جرائم القتل – لكن لم توجه إليه أي تهمة.
“العصابة الماسونية”
منعرج آخر في هذه القضية حسب بعض التلميحات أن عائلة الحلي تم قتلها على يد عصابة مرتبطة بالماسونية.
والماسونية هي أقدم منظمة سرية في العالم تدير العديد من النزل.
وأفادت تقارير بأن فريدريك فاجليو هو “الاب الروحي” لعصابة من القتلة الذين ربما شاركوا في عمليات القتل هذه.
يقال إن أعضاء عصابة Athanor Gang – الذي يعود اسمها إلى نزل فاجليو في باريس – اعترفوا بالتورط في جرائم قتل متعاقد عليها والتجسس على الضحايا والاعتداء عليهم.
كما يقال إن عمليات القتل المشتبه بها على يد العصابة تشبه عملية قتل هذه الأسرة.
وتشير التكهنات بأن الدراج الفرنسي سيلفان كان الضحية المقصودة وأن عائلة الحلي كانوا مجرد مارة قتلوا على يد هذه العصابة.
زوج سري
حدث تطور آخر غريب بالنسبة لهذه القضية في عام 2014 عندما اتضح أن إقبال كان لها زوج في السرية ظلت على اتصال به. وهو عامل أمريكي يدعى جيمس طومسون.
وأصبحت العلاقة أكثر غرابة عندما تم الكشف عن وفاة طومسون في نفس اليوم الذي كانت فيه العائلة على بعد حوالي 5000 ميل في ناتشيز، ميسيسيبي.
أوقف طومسون سيارته عند إشارة ضوئية حمراء وظل جالسا في مقعده وهو ميت لمدة 45 دقيقة بعد إصابته بنوبة قلبية.
كشفت الشرطة الفرنسية عن هذا الرابط كجزء من التحقيق وهذا ما زاد من تعقيد القضية.
واُقترح في ذلك الوقت أن جثة طومسون كان يمكن أن تستخرج من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي لمعرفة ما إذا كان قد مات بسبب عمل إجرامي.
لكن لم يتم تحديد أي روابط ملموسة بين الحادثين. ويعتقد أن إقبال وطومسون تزوجا من أجل “مصلحة” حتى تتمكن إقبال من البقاء في الولايات المتحدة.
قناص
اعتبر القناص الفرنسي باتريس مينيجالدو ذات مرة أحد المشتبه بهم الرئيسيين في هذه القضية.
إذ كان ذات مرة في علاقة غير متواصلة مع شقيقة الدراج الفرنسي. واستمرت هذه العلاقة سبع سنوات – وكان على علاقة أيضا بصديقته الأخرى، كلير شوتز.
كانا كلاهما من بلدة يوجين وله صورة تتناسب مع صورة قاتل “محترف”.
وحسب الفرضية، فإن القناص البالغ من العمر 50 عامًا كان يستهدف راكب الدراجة. وكانت الأسرة ببساطة في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ.
إلا أن القناص مينيجالدو قتل نفسه في يونيو 2014 بعد استجوابه كشاهد على عمليات إطلاق النار.
سفاح
هناك تكهنات تقول بأن نوردال ليلانديز هو سفاح محتمل قام بهذه المذبحة.
وقد تم التحقيق معه بشكل منفصل من قبل رجال الشرطة بشأن سلسلة من حالات الاختفاء التي لم يتم حلها في منطقة جبال الألب الفرنسية.
وقد اعترف ليلاندي منذ ذلك الحين بقتل ميليس دي أروجو في أغسطس 2017 في قضية هزت الرأي العام الفرنسي.
ويقال أنه اعترف أيضًا بقتل آرثر نوير، 23 عامًا، في الساعات الأولى من يوم 12 أبريل / نيسان 2017، بعدما أن ارفقه هذا الأخير معه في سيارته.
نعتقد في ذلك الوقت أن ليلاندي يعيش مع والديه في شامبيري على الجانب من الجبل الذي يطل على مسرح الجريمة.
وبحسب ما ورد كان ليلاندي يعرف المسارات الجبلية الضيقة حول الليبي وتكهن رجال الشرطة بأنه ربما يكون قد هرب على دراجة جبلية.
القاتل مختل عقليا
وحتى لو لم يكن ليلانديز هو المسؤول عن الجريمة، فإن رجال الشرطة في ذلك الوقت أشاروا إلى أن القاتل قد لا يكون محترفا – ولكن بدلاً من ذلك قد يكون شخصا وحيدا “مصاب بمرض نفسي”.
ويشار إلى أن نوع السلاح الذي استخدم في هذه الجريمة، هو Luger P06 وهو مسدس عتيق وليس من النوع الذي يستعمله قاتل محترف.
اقرأ أيضاً: جريمة بشعة.. أتراك يقتحمون شقة سوري ويطعنوه حتى الموت وهو نائم!
وتشير ملفات الشرطة التي نشرت في عام 2012 إلى أن عمليات مقتل هؤلاء الأربعة نفِّذت على الأرجح من قبل “قاتل منفرد ومضطرب نفسياً”.
ومواصلة لهذه النظرية، تضاف غرابة سلاح القتل إلى بقية الألغاز التي تحيط بالجريمة. أطلق القاتل 21 رصاصة – قام بتغيير مشط الذخيرة مرة واحدة، وأصاب ضحاياه بـ 17 رصاصة.
كما يُعتقد أن السلاح قد يكون صُنع للجيش السويسري في وقت ما بين عامي 1909 و 1947.
(المصدر: ذا صن)