محلل لـِ”وطن”: اشتية يتعامل أنه رئيس وزراء السويد وليس رئيس حكومة فلسطين المحتلة
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني اياد القرا إن هناك تناقضاً واضحاً فيما تعلن عنه الجهات الرسمية الحكومية الفلسطينية وبين ما هو واقع على الأرض، منتقداً سياسات حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية .
ويبدو، وفق القرا، أن هناك سوء إدارة واضح من حكومة محمد اشتية؛ لأنها تعلن عن دائما عن أزمة اقتصادية وتخفض نسبة صرف رواتب موظفيها. وفي ذات الوقت تظهر المؤشرات أن مصروفات هذه الحكومة هائلة.
سخط الشارع
والمتتبع لرأي الفلسطينيين في الشارع وكذلك ما يعبرون عنه عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفق القرا، يجد أن هناك حالة من الغضب والسخط على حكومة اشتية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. ونجد أن رئيس الوزراء يتعامل كأنه رئيس وزراء السويد ونسي أنه تحت الاحتلال.وفق الكاتب
اقرأ أيضاً: أكاديمي فلسطيني يكشف لـِ”وطن” أسباب أزمة السلطة الاقتصادية
ويقول القرا لـ”وطن” إن حكومة 0لم تستطع التعامل مع تحديات التوسع الاستيطاني. وكذلك الاعتداءات الاستيطانية في الأغوار ونابلس واستمرار انتهاكات الاحتلال المختلفة. وداخليا لم تستطع أن تضبط الحالة الأمنية في الخليل. وزاد السخط عليها بعد وفاة الطفل سليم النواتي من غزة بسبب مشكلات في التحويلات الطبية ومديونية الحكومة لمستشفى النجاح بنابلس.
سوء إدارة
ويعتقد القرا أن هناك سوء إدارة واضح من حكومة اشتية؛ من خلال ما يعلنه الرجل في جلسات حكومته التي جابت معظم محافظات الضفة. بأنه سيصرف 100 مليون في هذه المحافظة و100 أخرى في المحافظة تلك. ويتبين أن هذه الأموال للأسف الشديد وكأنها شيكات بلا رصيد.
وبالرغم من أن حكومة الاحتلال أعلنت عن صرف المقاصة بشكل منتظم للسلطة، وعن قروض قدمها الاحتلال لها لدعمها. إلا أن واقعها وصورتها في الشارع الفلسطيني لم يتغير بل بالعكس هناك حالة من الاحباط في الشارع من أداء الحكومة الفلسطينية والسلطة بوجه عام.
وحول اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية التي ينشر الإعلام العبري أن عنوانها الرئيس هو الاقتصاد والأمن، يقول القرا: إن هذا النهج للأسف الشديد الذي تتبناه السلطة الفلسطينية. يظهر وكأن هناك مصالح مشتركة بين الجانبين. لكن الحقيقة أن المستفيد الأول والدائم من هذه اللقاءات هو الاحتلال.
تجميل الاحتلال
فما كشفته القناة العبرية 13 مؤخرا عن لقاء جمع رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج برئيس وزراء الاحتلال البديل يائير لابيد، وفق القرا، هو إظهار تجميل للاحتلال أمام المجتمع الدولي؛ بأنه ينسق ويقابل القيادات الفلسطينية ولا يعزلها أو يهملها.
اقرأ أيضاً: محلل لـMEE: السلطة في مأزق كبير وطريقة لقاء عباس – غانتس ليلاً كالذي يذهب لمقابلة حبيب!
وأيضا الاحتلال مستفيد على الأرض من التنسيق الأمني بقوة؛ من خلال المعلومات المتبادلة التي للأسف تستهدف الفلسطينيين ومقاومتهم وأسراهم المحررين، حسب القرا.
ويرى القرا، أن هذه اللقاءات لا تنعكس ايجابا على الواقع الفلسطيني بشيء سواء في الضفة أو غزة. فالواقع أن حكومة اشتية تصرف نسبة من رواتب موظفيها. ولا تقدم أي محاولة لتحسين الواقع في غزة.
وواضح جدا أن الشعب الفلسطيني يرفض هذه اللقاءات ويستنكرها؛ لأنها بلا أجندات سياسية. وفيها فائدة وتسهيلات شكلية للفلسطينيين وللسلطة ورجالتها، وفيها تحسين لصورة حكومة بينت- لابيد. وكأنها ليست حكومة يمين متطرف تدعم الاستيطان وتحاصر الفلسطينيين وتقتلهم وتعتقلهم وتسلب أرضهم.
(المصدر: وطن)