“BBC” تنشر مكالمات لـِ”زين العابدين بن علي” ترصد آخر لحظات انهيار حكمه

By Published On: 14 يناير، 2022

شارك الموضوع:

كشفت هيئة الإذاعة البريطاني “بي بي سي” عن حصولها على تسجيلات صوتية توثق اللحظات الأخيرة لانهيار سلطة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي. مؤكدة في الوقت نفسه أنه بعد عرضها على خبراء متخصصين، أكدوا صحتها وعدم وجود تلاعب فيها.

ووفقا لـ”بي بي سي”، فإن التسجيلات أعطت نظرة ثاقبة ومدهشة عن التغيير الذي طرأ على تفكير الرئيس في آخر 48 ساعة من حكمه. عندما بدأ يشعر بحقيقة انهيار حكمه في آخر 48 ساعة من الاحتجاجات التي عمت البلاد حينها.

اقرأ أيضا: وفاة زين العابدين بن علي في منفاه بالسعودية بعد صراع مع السرطان.. وَصَّىٰ أن يدفن بهذا المكان

ووفقا لما نشرته “بي بي سي”، فإن التسجيل الأول رصد مكالمة هاتفية بين زين العابدين بن علي والإعلامي ورجل الاعمال الثري والمقرب منه وطارق بن عمار. عقب انتهائه من خطاب كان قد ألقاه في محاولة منه لتهدئة المحتجين.

وظهر بن علي في  المكالمة المسربة مطمئنًا عندما كان بن عمار يثني عليه، قائلا: “كنت رائعا، هذا هو بن علي الذي كنا ننتظره!”، في حين انتقد بن علي، نفسه ، قائلاً إن خطابه كان يفتقر إلى الطلاقة.

لكن بن عمار طمأنه قائلا: “لا على الإطلاق … إنها عودة تاريخية. أنت رجل الشعب. أنت تتحدث لغتهم”، ليرد بن علي ضاحكا معبرا عن ارتياحه. إلا أن الخطاب الذي ألقاه للجمهور التونسي لم يكن كافيا.

التسجيل المسرب الثاني

أما التسجيل المسرب الثاني فقد رصد إجرائه مكالمات محمومة مع ثلاثة أشخاص – يُعتقد أنهم وزير دفاعه، وقائد الجيش، وأحد المقربين منه واسمه كمال لطيف. وذلك بعدما اشتدت الاحتجاجات، وكان المتظاهرون على وشك احتلال مقر وزارة الداخلية. حيث اتخذت الترتيبات الضرورية لنقل أسرة بن علي جوا إلى خارج البلاد حفاظًا على سلامتهم. وفعلا توجهت الأسرة إلى المملكة العربية السعودية. وقد تم اقناع زين العابدين بن علي بمرافقتهم كما يقول.

اقرأ ايضا: السعودية تريد تجميل زين العابدين بن علي.. تسجيل صوتي مسرب للمخلوع يثير ضجة واسعة

ووفقا للتسريب، بدأ بن علي بسؤال وزير الدفاع رضا قريرة حول الموقف السائد على الأرض في تونس، ليخبره قريرة بأن رئيسا مؤقتا يتولى زمام الأمور في البلاد، ليطلب بن علي من قريرة تكرار هذه المعلومة ثلاث مرات. قبل أن يرد بأنه سيعود إلى تونس “في غضون ساعات قليلة”.

وبعد ذلك، اتصل بن علي بصديقه المقرب كمال لطيف. قال بن علي للطيف إن وزير الدفاع طمأنه بأن الأحداث تحت السيطرة.

ولكن لطيف صحح هذا الافتراض بكل صراحة، إذ قال “لا، لا، لا، الوضع يتغير بسرعة والجيش لا يكفي”.

قاطعه بن علي وسأله: “هل تنصحني بالعودة الآن أم لا؟” وكان عليه أن يكرر السؤال ثلاث مرات قبل أن يجيب لطيف بشكل مفهوم.

وكان رده: “الأمور ليست جيدة”.

ومن ثم اتصل بن علي بقائد الجيش، الجنرال رشيد عمار. في حين لم يتعرف عمار على صوته مما حدا ببن علي أن يقول له: “أنا الرئيس”، ليطمأنه عمار بأن “كل شيء على ما يرام”.

ومرة أخرى، طرح بن علي على عمار نفس السؤال الذي طرحه على لطيف – هل يجب أن يعود إلى تونس الآن؟ يخبره قائد الجيش أنه من الأفضل له “الانتظار بعض الوقت”.

وقال عمار لبن علي: “عندما نرى أنه يمكنك العودة، سنخبرك، سيدي الرئيس”.

واتصل بن علي بوزير دفاعه مرة أخرى، وسأله مرة أخرى عما إذا كان يجب أن يعود إلى تونس، ولكن قريرة كان أكثر صراحة هذه المرة، إذ قال لبن علي إنه “لا يمكنه ضمان سلامته” إذا فعل ذلك.

وصول طائرة بن علي إلى جدة

ووفقا لما ورد في تقرير “بي بي سي”، فقد وصلت طائرة بن علي إلى جدة في المملكة العربية السعودية بعد منتصف الليل. وبعد منتصف الليل بقليل هبطت طائرة الرئيس بن علي في جدة بالمملكة العربية السعودية.

وعقب الوصول، أمر الرئيس التونسي الطيار بالاستعداد لرحلة العودة، نقل بعدها وأفراد أسرته إلى قصر ضيافة الملك فيصل في جدة. إلا أن الطيار عصى الأمر، إذ ترك بن علي وعاد أدراجه إلى تونس.

ومن ثم اتصل بن علي بوزير دفاعه مرة أخرى صباح اليوم التالي، يعترف له غريرة بأن الحكومة فقدت السيطرة على ما يحدث في الشوارع، وأخبر بن علي أن ثمة أقاويل عن حدوث انقلاب. ولكن بن علي رفض ذلك معتبرا هذه الاقاويل من عمل “الإسلاميين” حسب تعبيره. وذلك قبل أن يعود للحديث عن عودته إلى تونس.

وتطرق بن علي مرة أخرى إلى موضوع عودته، ولكن قريره بدا وكأنه يحاول التحدث مع رئيسه بمنتهى الصراحة هذه المرة، إذ قال له: “يسود الشارع غضب لا أستطيع وصفه”. وبدا حريصًا على أن يكون واضحًا مع الرئيس، وأضاف: “أقول لكم ذلك لكي لا تقولوا إني ظللتكم، ولكن القرار لكم”.

وفي محاولة للدفاع عن نفسه، قال بن علي في المكالمة: “ماذا فعلت للشارع [أو للجمهور]؟ لقد خدمته “.

ولكن قريرة قال له: “أنا أطلعكم على الموقف، وهذا ليس تفسيرا”.

وفي غضون ساعات، شكلت حكومة جديدة في تونس احتفظ فيها العديد من الوزراء السابقين بمناصبهم، بمن فيهم قريرة.

(المصدر: BBC – ترجمة وطن)

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment