ترامب يعود بقوة

على الرغم من مضيّ سنة على خروج الرئيس السابق دونالد ترامب، من البيت الأبيض ومنعه من استخدام الشبكات الاجتماعية، إلا أن حزبه يُظهر دعمًا غير مشروط له. ما يجعله يعتقد أن هذا سيُساعده على تحقيق نصر جمهوري في انتخابات التجديد النصفي.

بالعودة إلى بعض الأحداث السابقة، ذكرت صحيفة “البوبليكو” الإسبانية، أن مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض، بطائرة هليكوبتر دون حضور حفل تنصيب خليفته، جو بايدن. مدعيا أن نتائج الانتخابات مزورة، لم تكن إلا طريقا، لإثبات أنه بعد مرور عام، لا أحد يستحق منصب الرئيس غيره. وأن غيابه، كافيا ليعلم العالم، أنه كان ولا يزال يحظى بدعم كبير من الجمهوريين على مستوى القيادة السياسية وأتباعه.

في هذا السياق، صرّح الأستاذ العام للعلوم السياسية بجامعة كولومبيا في نيويورك روبرت شابيرو، “أن الجمهوريين كانوا مترددين في انتقاد ترامب بسبب دعم مسَانديه والشعبية الكبيرة، التي مازال يتمتع بها”.

وأضاف “بصفته رئيسًا سابقًا، فإنه يحظى باهتمام أكبر بكثير من أي رئيس آخر ترك منصبه للتو. والآن يتغذى على الفعالية التي سيقيّمها في حملته الانتخابية للجمهوريين في عام 2022 خلال انتخابات التجديد النصفي”.

اقرأ أيضا: “ناشيونال انترست”: الإنسحاب من أفغانستان .. بايدن وترامب كانا على حق

وطبقا لترجمة “وطن”، أظهر الرئيس السابق شعبيته وسيادته، في أول تجمع له في 2022 هذا الشهر في فلورنسا، أريزونا. حيث قال ترامب للآلاَف من مؤيديه: “هذه هي السنة التي سنَستعيد فيها مجلس النواب كما سنقوم باستعادة مجلس الشيوخ، واستعادة الولايات المتحدة، هذا أمر مهم للغاية”. ولا يخلو خطابه من التأكيد أولاً على أن الديموقراطي جو بايدن يقود بلاده إلى “الجحيم”.

دعم ترامب يساوي فوزًا انتخابيًا

أوضح المحلل السياسي لويس ألفارادو لـ صحيفة بوبليكو، أن ترامب تمكن خلال السنة التي قضاها في المعارضة من جمع مبلغ كبير من الأموال حتى يتمكن مرشحوه الجمهوريون من مواجهة الديمقراطيين.

فالرّئيس السابق يستخدم جماهيره لدعم الجمهوريين المفضلين لديه، ففي أريزونا مثلا، رشح ترامب كاري لايك. وهي مقدمة أخبار سابقة في شبكة فوكس نيوز المحلية لمنصب الحاكم، ومن بين مشاريعها الانتخابية إغلاق الحدود مع المكسيك.

Truth Social، شبكة ترامب الاجتماعية

من جانبها، أخبرت نادية براون، أستاذة العلوم السياسية في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، صحيفة بوبليكو، أنه خلال بداية إدارة جو بايدن الجديدة للبيت الأبيض، لم تكن تتخيل أبدًا أن ترامب سَيحتفظ بسيطرته على الحزب الجمهوري. وقالت “على الرغم من أنه لم يعد قادرًا على الوصول إلى منصات مثل Twitter و Facebook ولا يمكنه إرسال رسائله إلى الشعب الأمريكي. إلا أنه لا يزال يتمتع بهذه السيطرة المثيرة للإعجاب على الحزب الجمهوري وله دوره في السياسة الأمريكية”.

في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة سي بي إس إبان ولايته الأخيرة، قال الجمهوري ترامب، “لن أكون هنا إذا لم يكن لدي وسائل التواصل الاجتماعي، وبصراحة، وسائل التواصل الاجتماعي، “طريقة لإخراج صوتي”.

اقرأ أيضا: مستشار أوباما السابق: كوشنر سيأخذ دفعة مالية من ابن سلمان لدعم عودة ترامب للرئاسة

لذلك كانت استراتيجيته تدور حول السيطرة على الأخبار بشكل عام، وساعده Twitter على القيام بذلك. فخلَال السنوات الأربع التي قضاها، في الحكم، أرسل ترامب 20 ألف تغريدة.

وعلى الرغم من عدم تمكنه من الوصول إلى شَبكاته، فقد استخدم ترامب وسائل إعلام مثل فوكس للتواصل مع مؤيديه. وفي شباط (فبراير) المقبل، قد يطلق ترامب برنامجه الخاص، Truth Social، وهي شبكة مصممة للسّياسيين الجمهوريين ونَاخبيهم.

حزب متطرف بشكل متزايد

في السنة التي قضاها خارج المكتب الأبيض، ركز ترامب بشكل مباشر على مؤيديه، التّرامبيين، نفس أولئك الذين نقشوا اسمه عند اقتحام مبنى الكابيتول. وبالتالي اعتنقوا اليمين المتطرف علانية.

في هذا السياق، قالت براون، “لطالما كان هناك دائمًا تطرف في الولايات المتحدة و شوهد ذلك حتى في فروع الحزبين. لكن لم يلتزم أي حزب سياسي من قبل بهذه الأيديولوجية في فرعه الرئيسي”.

ومن جهته شدد ألفارادو، “نحن في لحظة تاريخية في البلاد، الحزب الجمهوري أصبح حزبا يمينيا متطرفا. والجمهوريين المعتدلين ليس لديهم طريق واضح لإثبات قدرتهم على أن يكونوا قادة في الحزب الجمهوري”.

وختم ألفارادو، بالقول “أنه في تجمعاته، تحدث ترامب عن “استعادة البيت الأبيض”، لكنه لم يكشف عما إذا كان سيكون مرشحًا في عام 2024. أعتقد أنه سيثير فكرة الترشح فقط. لكنني لا أعرف بالتحديد، ما إذا كان سيَسعى لأن يكون المرشح الجمهوري أو أن يؤسس حزبه الخاص. لقد ناقشت مع زملائي ذلك، ويعتقد البعض أن هناك احتمالًا آخر وهو أنه يستغل الوقت لجمع الأموال. ولكن بعد ذلك لن يرشح نفسه للانتخابات الرسمية”.

(المصدر: البوبليكو – ترجمة وطن)

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث