مجلة “جون آفريك”: التونسيون يصرخون: “لماذا ولدنا في هذا البلد القذر”؟!

وطن – نشرت مجلة “جون آفريك” الناطقة باللغة الفرنسية، مقالا للكاتبة التونسية حنين رحالي، شنت فيه هجوما عنيفا على الأوضاع المعيشية التي يعيشها التونسيون منذ انقلاب الرئيس قيس سعيد.

وقالت الكاتبة في مقالها، إنه مرت ستة أشهر على الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس قيس سعيد. في حين يشعر التونسيون بخيبة أمل. حيث تبدو أحلامهم في التغيير والأيام الأفضل غير قابلة للتحقيق بشكل متزايد.

وأكدت الكاتبة على أن مشاهدتها لمقاطع الفيديو التي تعرض تفاصيل الحياة اليومية في البلدان الخارجية يصيبها بالصدمة.

واعتبرت أن مقارنة التونسي بآخر أفضل أو متفوق يذكر الجميع بالدونيّة، قائلة:” فنحن مواطنون في بلد يعيش فيه جزء كبير من السكان تحت خط الفقر. بدخل أقل من دينارين في اليوم”.

وقالت إن “مشاهدة ما يحدث في البلدان السعيدة يحبطنا: انخفاض احترام الذات والشعور بالرضا عن النفس يتدهور. انظر إلى هذه البلدان التي لا يمثل فيها استخدام وسائل النقل العام مشكلة. حيث يمكن للقطارات السفر بسرعة تزيد عن 400 كيلومتر في الساعة ، حيث تتألق الأرصفة بالنظافة. حيث يمكنك الاستفادة من خدمة عامة دون الحاجة إلى اضطرارك بوضع بضعة دنانير في جيب الموظف”..

“لماذا ولدت في هذا البلد القذر؟”

وطرحت الكاتبة سؤالا حول “لماذا ولدت في هذا البلد القذر؟”.

وتوضح أن مقارنة التونسي لنفسه بآخر أفضل يدفع لطرح هذا السؤال الذي يكمن في أذهان معظم الشباب التونسي: “لماذا ولدت في هذا البلد القذر؟ “.

واعتبرت الكاتبة أن تونس هي البلد التي “يستمتع المتوسطون المختبئون في برجهم العاجي بلعبة السلطة بينما يتم لصق الأرواح الجميلة في أرشيفات الإنكار”.

ولفتت إلى ما يعتري البلد من تدهور. حيث من السهل ان تجد دكتورا في الأدب يبيع وجبات خفيفة أمام مدرسة ثانوية. أو خريجًا في اللغة الإنجليزية للأعمال يبيع الملسوكة في سوق قريته.

لقد تحولت الأحلام في رؤوسنا إلى أورام ليفية – لا نعرف ما إذا كانت حميدة أم خبيثة.بحسب الكاتبة التونسية

وفي هذا السياق، قالت الكاتبة إن تونس تحولت إلى “غرفة انتظار كبيرة. بانتظار بلوغ منزلة المواطن الراقي، ليتم ترقيته إلى مرتبة الفرد السعيد إلى حد ما”. موضحة بأن الجميع يطمح الآن ان يكون المطار هو وجهته للهروب من هذا الواقع.

السلطان لم يتغير

وقالت الكاتبة في هذا الصدد، إن الشباب يبحثون “في الأبجدية عن الأحرف لتكوين كلمة أمل ، ولكن هناك دائمًا حرف متحرك أو حرف ساكن مفقود”، معتبرة أن “الشيء الوحيد الذي يتغير هو سعر صرف الدينار الذي يتدهور أكثر فأكثر.”

وأوضحت أن السلطان أيضا لم يتغيرمعتبرة أن ما تغير هي الوجوه والأصوات التي تزين أجهزة التلفزيون لتعطي التونسيين نسخة أخرى من الواقع.”.

واعتبرت ان خارطة الطريق للبلاد التي أقرها “سعيد” تقلصت وأصبحت غير مقروءة، في حين تقدم الشباب التونسيون في السن وأصبح شعرهم أبيض، بسبب فقده للامل، حيث أصبحوا يحسدون الطيور المهاجرة لأنها تستطيع الهجرة بدون تأشيرات أو جوازات سفر.

(المصدر: جون أفريك – ترجمة وطن) 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى