أكثر من 10 هزات أرضية خلال يومين.. هل فلسطين على موعد مع زلزال مُدمّر؟

وطن /خاصّ – رصد المختصون في علم الزلازل أكثر من 10 هزات أرضية وقعت في فلسطين خلال يومي السبت والأحد الماضيين. الأقوى منها كان زلزالين وقع أحدهما مساء السبت بقوة بين 4.1 وبين 4.2 على مقياس ريختر. والآخر صباح الأحد قوته تراوحت بين 3.8 وبين 3.9 حسب مقياس ريختر.

فيما لم يشعر المواطنون الفلسطينيون بباقي الهزات الأخرى؛ بسبب أنها كانت ضعيفة، حسب المختصون.

ولكن، هل لهذه الهزات أي مؤشر على احتمال وقوع زلزال كبير ومدمر؟ خاصة مع اقتراب مرور قرابة 100 عام على الزلزال الذي كان مركزه البحر الميت عام 1927 والذي كان مدمرا وقتها. أم أن الأمر لا يتعدى هزات أرضية تحدث بين فترة وأخرى؟

هزة فزلزال؟

توجهنا بهذه التساؤلات إلى مدير وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية المهندس جلال الدبيك، الذي قال لـ وطن، إن فلسطين فيها أكثر من صدع أرضي، منها صدع البحر الميت، وصدع العقبة، وصدع وادي عربة، وصدع البحر الأحمر، وصدع شمال طبريا وصدع الفارعة، وغيرها.

اقرأ ايضا: زلزال مدمر سيضرب إسرائيل ويؤدي إلى مقتل الآلاف! .. تفاصيل دراسة مثيرة

وكما يعرّف العلم، الزلزال أو الهزة الأرضية؛ بأنها عبارة عن تكسر في طبقات الأرض، وفق الدبيك، ويحدث أحيانا أن تحدث تكسرات بسيطة والتي تعرف بالهزات الأرضية. ومن الممكن أن تسبق تكسرا كبيرا يسمى علميا بالزلزال.

دورية الزلازل

ولكن، ليس بالضرورة أن يتبع هذه الهزات زلزال كبير. رغم أنه علميا، وفق الدبيك، فإن فلسطين التي تحتوي على أكثر من صدع أرضي، من المحتمل أن يحدث فيها زلزال كل 100 عام. كما هو الحال في صدع البحر الميت والذي سجل الأخير فيه عام 1927.

كما يمكن أن يكون هناك زلزال كل 250 عاما تقريبا. كصدع الأغوار- بيسان – صفد، والذي كان آخر زلزال سجل فيه عام 1759، وفق الدبيك، أو كل ما بين 800- 1000 عام. كما يحدث في صدع شمال بحيرة طبرية، والذي كان آخر زلزال وقع فيه عام 1202، بمعنى أن كل بؤرة زلزالية لها خصائصها ونشاطها المتكرر كل فترة زمنية معينة.

ويقول الدبيك لـ وطن: “لذلك فإن فلسطين خلال هذه الفترة، قد يحصل فيها أكثر من زلزال؛ لأننا اقتربنا وقد نكون دخلنا في الفترة الزمنية الدورية لتلك الأصداع. ولكن، هل ستقع كلها في عام واحد؟ أم أنها ستقع بعد يوم أو شهر أو سنة؟ فإن الإجابة هي أنها في علم الغيب، ويعلمها الله وحده”.

تضرر المسجد الأقصى

وفي سؤالنا حول تخوفات الفلسطينيين من استغلال الاحتلال لهذه الزلازل، واستخدمها في استهداف المناطق الأثرية الفلسطينية وخاصة المسجد الأقصى. أجاب الدبيك: إن المستوطنين حريصون على الحياة أكثر من الفلسطينيين، والزلازل لا تأتي على مكان واحد. بل تقع في تصدعات أرضية بمساحات واسعة. وعلميا لغاية اللحظة لا يمكن ايجاد زلزال من صنع الإنسان في منطقة محددة.

لذلك، وفق الدبيك، فإن تعرض المسجد الأقصى مثلا لأضرار كبيرة أو احتمال انهيار، لا سمح الله، قد يحدث، ولكنه لم يتأثر كثيرا في زلزال عام 1927. بمعنى أن ما يتحمله الاحتلال اليوم هو عرقلة تقوية المباني التاريخية وصيانتها وترميمها لتتحمل مثل هذه الهزات والزلازل، عدا عن أنه يقوم بعمليات حفر وأنفاق تحت المسجد الأقصى، ويضعف أساساته. ولكن، ما مدى أثر هذه الحفريات في أي زلزال مستقبلي، لا يعرف ذلك إلا الاحتلال.

ما بعد الزلزال

كما أن المشكلة في فلسطين، أن الأهم هو ما بعد الزلزال، وفق الدبيك، بمعنى أنه في العادة تصل المساعدات بعد 36-48 ساعة، من دول العالم إلى الدولة المنكوبة. وهذا يمكن أن يحصل في الأردن والداخل المحتل، لأنهم يملكون المطارات والحدود.

اقرأ أيضا: “شاهد” “العجب العجاب” في أزمير التركية بعد الزلزال المدمر.. السفن على الأرض والبحر بلا ماء

ويرى المهندس الدبيك أن هذا الأمر لن يحصل في فلسطين؛ لأنها محتلة ولا تمتلك هذه الاستقلالية في المطارات والحدود. وهو ما يعني تأخر المساعدات لتصل إليها بعد 72-96 ساعة؛ وهو ما يزيد من الخسائر، خاصة في الأرواح. لأنه يكون هناك جرحى، وكلما تعجل علاجهم فإنه يتم انقاذ حياتهم.

وأشار الدبيك إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل كل شيء. خاصة ما بعد أي زلزال كبير في فلسطين، وتم طرح الأمر بشكل واضح على المجتمع الدولي. ليكون جرس انذار بأن الفلسطينيين قد يتأثرون أكثر من غيرهم. ويجعلهم الحلقة الأضعف في أي حدث زلزالي كبير في المستقبل لا سمح الله.

(المصدر: خاص وطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى