لماذا امتدت حرب اليمن إلى الإمارات؟!

By Published On: 25 يناير، 2022

شارك الموضوع:

وطن – شن الحوثيون لمرتين على التوالي خلال الأيام الماضية، هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على الإمارات العربية المتحدة، في تصعيد كبير لواحد من أكثر الصراعات التي طال أمدها في العالم.

حرب اليمن تطال الإمارات وخطر إقليمي واسع

وبحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” ترجمته (وطن) فإن هذه الهجمات تؤكد كيف يمكن للحرب التي استمرت لأكثر من سبع سنوات في زاوية شبه الجزيرة العربية أن تتحول إلى خطر إقليمي.

واستهدفت إحدى هجمات هذا الأسبوع قاعدة عسكرية إماراتية تستضيف القوات الأمريكية والبريطانية.

وتابع التقرير الذي أعده “سامي مجدي”: “لقد أدى الصراع بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين في اليمن. وخلق كارثة إنسانية استمرت لسنوات في أفقر دولة في العالم العربي.”

وتدور الحرب بين الحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من تحالف يضم السعودية والإمارات، ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وبدأت هذه الحرب في سبتمبر 2014. عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال اليمن.

وفي ذلك الوقت وبدعم من أمريكا، دخل التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب في مارس 2015، لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تسيطر قواتها والميليشيات الأخرى المتحالفة معها على الجنوب.

هذا وسلط تقرير “الأسوشيتد برس” الضوء على آخر التطورات في اليمن متسائلا لماذا تصاعدت الحرب هناك؟.

انتقام حوثي من الإمارات

ويلقي الحوثيون باللوم على الإمارات في الخسائر الكبيرة الأخيرة في ساحة المعركة داخل اليمن. والتي أنهت فعليًا جهودهم لاستكمال السيطرة على شمال البلاد.

وفي المقام الأول يتطلع الحوثيون إلى الانتقام بعد تعثر هجومهم الذي كان يهدف إلى الاستيلاء على مدينة مأرب المركزية اليمنية.

وشن الحوثيون هجومهم العام الماضي. وفي بعض الأحيان بدا أنهم قد ينجحون في انتزاع المدينة من الحكومة.

وكان من الممكن أن يؤدي الاستيلاء على مأرب إلى إحكام سيطرتها على شمال اليمن بالكامل. وجلب الثروة النسبية للمحافظة بأيديهم ومنحهم نفوذًا في مفاوضات السلام المستقبلية.

وعلى الرغم من معاناتهم من خسائر فادحة في غارات التحالف الجوية. فقد وصل الحوثيون إلى خارج المدينة مباشرة.

وكثف التحالف دعمه الأرضي للمدافعين عن المدينة. لكن المد تغير حقًا فقط عندما قامت القوات المدعومة من الإمارات والمعروفة باسم ألوية العمالقة بدفعة منسقة في محافظة شبوة الجنوبية هذا الشهر.

لقد طردوا الحوثيين واستعادوا شبوة، ثم قطعوا خطوط الإمداد الرئيسية للحوثيين في محافظة مأرب ويتقدمون الآن إلى المحافظة.

من جانبه قال “بيتر سالزبوري” الخبير في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، إن التصعيد منع مأرب من الوقوع في أيدي الحوثيين. لكنه “تطلب بعض التحالفات السياسية” داخل التحالف.

وأوضح أنه كان على السعوديين السماح بتمكين القوات المدعومة من الإمارات وتقويض حلفاء هادي، الذي كان لديه منافسة طويلة مع الإمارات.

رد فعل الحوثي

وكان رد الحوثيين هو إطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، أولاً على المملكة العربية السعودية والآن على الإمارات.

هذا وقال الجيشان الإماراتي والأمريكي يوم، الاثنين، إنهما اعترضا صاروخين باليستيين فوق أبوظبي.

وقال الحوثيون إنهم استهدفوا قاعدة الظفرة الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وبريطانية.

والأسبوع الماضي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم آخر على أبوظبي استهدف المطار ومستودعا للوقود. وقتلت الغارة ثلاثة أشخاص وأصابت ستة آخرين.

هذا وتهدد الهجمات سمعة الإمارات الصديقة للأعمال والتي تركز على السياحة.

ويشار إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، استولى الحوثيون أيضًا على سفينة إماراتية في البحر الأحمر قبالة ساحل الحديدة. وهو ميناء يسيطر عليه المتمردون ويقاتل الجانبان منذ فترة طويلة من أجله.

وزعم الحوثيون أن السفينة كانت تحمل أسلحة. فيما قال التحالف إن السفينة كانت تقل معدات طبية من مستشفى ميداني سعودي مفكك في جزيرة سقطرى اليمنية.

وهدد التحالف العربي بمهاجمة الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون إذا لم يفرجوا عن السفينة.

كما أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على مناطق تسيطر عليها الحكومة في اليمن. واستهدفوا في كثير من الأحيان على منشآت مدنية.

وفي رد انتقامي على ما يبدو، شن التحالف غارات جوية مكثفة على صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وقتلت هذه الغارات عشرات المدنيين، بينهم أكثر من 80 شخصا في مركز اعتقال بمحافظة صعدة الشمالية.

كما تسببت غارة جوية أخرى للتحالف على مبنى للاتصالات في قطع الإنترنت عن اليمن لعدة أيام، قبل أن يتم ترميمه في وقت مبكر يوم الثلاثاء.

ونقلت “أسوشيتد برس” عن “ريمان الحمداني”، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها إن الحوثيين يحاولون إعادة الإمارات إلى الصراع الذي كانت تحاول الخروج منه.

وتابعت أن “القتال هو مثال على عدم استعداد جميع الأطراف للتوصل إلى أي حل”.

جهود السلام المتوقفة

هذا وأدى التصعيد من الجانبين إلى إدانة القوى الغربية التي سئمت محاولة التوسط لإحلال السلام في اليمن. ويبدو الآن أن معظم هذا الإحباط يتركز على المتمردين.

من جانبها تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التراجع عن قرار صدر العام الماضي برفع تصنيف الحوثيين كإرهابي.

وكان هذا الشطب من القائمة إلى جانب الإنهاء الرسمي للدعم الأمريكي للتحالف، يهدف إلى تهدئة التوترات على أمل تعزيز جهود السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية.

وأكد المسؤولون اليمنيون والسعوديون وقتها أن الإجراءات الأمريكية شجعت الحوثيين على التفاوض.

وفشلت التحركات الدبلوماسية للولايات المتحدة والأمم المتحدة في جلب الجانبين إلى المفاوضات حيث ضغط الحوثيون على هجومهم في مأرب.

وفي يوليو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس” إن إدارة بايدن “سئمت” من الحوثيين.

كما اتخذ الحوثيون خطاً متشدداً على جبهات أخرى ولم يسمحوا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن “هانز جروندبرج” بالزيارة منذ تعيينه في أغسطس الماضي.

واستولى المتمردون على السفارة الأمريكية المغلقة الآن في صنعاء واحتجزوا العشرات من الموظفين المحليين.

كما اعتقلوا اثنين من موظفي الأمم المتحدة العاملين في مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان واليونسكو.

بينما يتكهن البعض بأن إيران يمكن أن تلعب دورًا في تصعيد حلفائهم الحوثيين.

المحلل الحمداني متردد في إعطاء مصداقية كبيرة لفكرة أن إيران تمسك بالخيوط.

وقال إن الحوثيين قد يدينون لإيران بدعمها، لكن إيران لا تستطيع أن تأمرهم بفعل شيء ما، مضيا: “يحدث هذا فقط عندما يكون مناسبًا لكليهما.”

(المصدر: “أسوشيتد برس” – ترجمة وطن) 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment