مفاتيح تشرح أصل الأزمة الحالية بين أوكرانيا وروسيا
شارك الموضوع:
وطن – نشرت صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أسباب تدهور العلاقات بين أوكرانيا وروسيا.
وبحسب الصحيفة، فإن توتر الأوضاع بين البلدين بدأ منذ عام 2004، مع اندلاع الثورة البرتقالية. وهي ثورة شعبية تطالب أوكرانيا بوقف التدخل الروسي في شؤون البلد، ومحاربة الفساد، وإنشاء مؤسسات ديمقراطية. لكن وصول فيكتور يانوكوفيتش إلى السلطة في عام 2010 عزز الآمال في موسكو للسيطرة على أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن الأوضاع الحالية بين أوكرانيا وروسيا تؤكد أنهما يعيشان أكثر أوقاتهما توترا ودهورا على جميع الأصعدة. إلا أن العلاقات بين كييف وموسكو بدأت في التدهور منذ عام 2004، مع بداية الثورة البرتقالية.
اقرأ أيضا: الغزو أمر وارد جدا .. بايدن يتعهد بدعم قوي لـ”زيلينسكي” إذا غزت روسيا أوكرانيا
وبحسب ما ترجمته “وطن”، فإن وصول فيكتور يانوكوفيتش إلى السلطة في عام 2010، عزز أمل موسكو في السيطرة على أوكرانيا أكبر قدر ممكن. ومنذ ذلك الحين إلى الآن، تصاعدت التوترات بين البلدين، مع نقطة تحول واضحة بين عامي 2013 و 2014. المتمثلة في ظهور الميدان الأوروبي وهي اسم يشير إلى الاحتجاجات والاضطراب الأهلي. الذي بدأ في ليلة 21 نوفمبر 2013 في أوكرانيا. حيث بدأ مواطنون احتجاجات عفوية في العاصمة كييف بعد أن علقت الحكومة التحضيرات لتوقيع اتفاقية الشراكة واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. وضم شبه جزيرة القرم، وبدء الحرب في شرق أوكرانيا.
أسباب الأزمة الروسية الأوكرانية:
إن إصرار فلاديمير بوتين على خفض أسعار الغاز المرتفعة في أوكرانيا، فقط في حالة انضمامه إلى الاتحاد الاقتصادي في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، دفع يانوكوفيتش إلى مغازلة الاتحاد الأوروبي.
كان يانوكوفيتش على وشك توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2013. ولكن عندما كان بالفعل على وشك التوقيع على اتفاقية في فيلنيوس (ليتوانيا) مع الزعماء الأوروبيين غير رأيه بالحصول على وعد من بوتين بخفض أسعار الغاز.
والنتيجة، أثار انحراف وتراجع يانوكوفيتش عن الاتفاقية، الاحتجاجات المعروفة باسم الميدان الثاني أو الميدان الأوروبي والتي بدأت في 31 نوفمبر 2013 في كييف. وبعد أكثر من شهرين ونصف من الاحتجاجات وأعمال الشغب والاشتباكات الوحشية مع الشرطة، قام قناصة غامضون، روس وفقًا لمصادر معينة، بقتل متظاهرين في كييف في 20 فبراير 2014.
لكن، بعد توقيع اتفاق مع قادة الميدان الثلاثة لإنهاء الاحتجاجات والدعوة لإجراء انتخابات. اختفى يانوكوفيتش فجأة لمدة أسبوع تقريبًا ليعود للظهور في قاعدة عسكرية روسية في سيفاستوبول (القرم)، ومن ثم أقاله البرلمان الأوكراني.
بحجة أنه كان “انقلابًا”، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، في مارس 2014، بحجة أن سكانها قرروا ذلك في استفتاء، غير راضين عما حدث في كييف ومن المفترض أنهم قلقون من القومية الأوكرانية. لقد تم نشر قوات سرية هناك، بدون شارات تعريف أو لوحات ترخيص على سياراتهم. في المقابل، لم يبد الجيش الأوكراني أي مقاومة.
بطريقة مماثلة لكيفية تصرفها في شبه جزيرة القرم، أرسلت روسيا قوات مموهة إلى شرق أوكرانيا، إلى دونباس. بهدف فصل تلك المنطقة عن بقية البلاد، مع نية التسبب في تقسيم أوكرانيا. لقد تحركت القوات الأوكرانية هذه المرة واندلعت حرب تسببت في مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
انتهت معظم الأعمال العدائية بالصياغة الثانية لاتفاقات مينسك، في شباط/فبراير 2015. على الرغم من استمرار سقوط القتلى حتى يومنا هذا.
فصل دونباس ودونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا
تم فصل الكيانين الانفصاليين دونباس ودونيتسك ولوغانسك عن بقية أوكرانيا عن طريق ما يسمى بـ “البروتوكول الخاص بنتائج مشاورات مجموعة الاتصال الثلاثية”. الذي أنشأته اتفاقيات مينسك على أساس مؤقت إلى أن يتم حل النزاع بشكل كامل.
اقرأ أيضا: “سيناريو الكابوس” تخشاهُ أمريكا .. كيف سيقوم بوتين بتنفيذ غزو أوكرانيا؟!
إعادة تسليح كييف وتحديث جيشها وشراء طائرات بدون طيار من تركيا. جعلت السلطات الروسية تعتقد أن القوات الأوكرانية تستعد لاستعادة دونباس بالقوة.
لهذا السبب قررت روسيا نشر قوة تزيد عن 100 ألف جندي ومئات الدبابات والمدفعيات، على طول الحدود مع أوكرانيا كشكل من أشكال التخويف والترهيب. من جهَتهم، لمح العديد من القادة الروس إلى أنه. كما فعلت روسيا مع جورجيا في أغسطس 2008، فستتصرّف القوات الروسية على ذات النحو، إذا شنت كييف هجومًا على دونباس.
وختمت الصحيفة بالقول، أن هذه المرة ليست كغيرها من المرات. حيث ضغط الغرب على موسكو لترك أوكرانيا وشأنها، وهو رد فعل لم يكن بذات الحدة في 2014. علاوة على ذلك، فإن رد فعل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بدوره. كان سببا في تشديد موقف الرئيس فلاديمير بوتن ومنظمته لإرساء مطالبها الأمنية “التي لا مفر منها”. الأمر الذي تسبب في مواجهة بلغت مستويات أخطر مما كانت عليه أثناء “الحرب الباردة”.
(المصدر: أ بي ثي – ترجمة وطن)