تحقيق يكشف الأثمان التي دفعها “ابن زايد وابن سلمان” مقابل شراء “بيغاسوس” للتجسس

By Published On: 29 يناير، 2022

شارك الموضوع:

وطن – نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية تحقيقا مطولا كشفت فيه عن جميع الدول التي حصلت على برنامج التجسس سيء السمعة “بيغاسوس” التي صنعته شركة “NSO” الإسرائيلية. مبيّنةً كيف استغلت إسرائيل محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ولييْ عهد أبوظبي والسعودية لتزويدهما به والثمن الذي دفعاه مقابل الحصول عليه.

وقال التحقيق الذي ترجمته “وطن” إن أكثر التحالفات المثمرة التي تم إجراؤها بمساعدة “بيغاسوس” كانت بين إسرائيل وجيرانها العرب.

حيث سمحت إسرائيل لأول مرة ببيع النظام للإمارات العربية المتحدة كـ”غصن زيتون”، بعد أن قام عملاء الموساد بتسميم ناشط كبير في حماس في غرفة فندق في دبي في عام 2010، في إشارة لاغتيال القيادي في كتائب عزالدين القسام محمود المبحوح في 19يناير 2010 .

شراء محمد بن زايد بيغاسوس

وأوضحت الصحيفة أنه لم يكن الاغتيال نفسه هو الذي أثار حفيظة ولي العهد محمد بن زايد. الذي وصفته بالزعيم إلاماراتي بحكم الواقع. بقدر ما كان الإسرائيليون قد نفذوه على الأراضي الإماراتية.

فقد لوّح “ابن زايد” بقطع العلاقات الأمنية بين إسرائيل والإمارات. إلا انه في عام 2013 وخلال فترة الهدنة، عُرض عليه فرصة شراء “بيغاسوس” فوافق على الفور.

ولفت التحقيق إلى ان الإمارات لم تتردد في نشر بيغاسوس ضد من تصفهم بـِ”أعدائها المحليين”.

إذ أعلن أحمد منصور وهو منتقد صريح للحكومة، على الملأ بعد أن قرر مطور برامج (Citizen Lab) أن بيغاسوس قد تم استخدامه لاختراق هاتفه. وعندما تم الإعلان عن الثغرة الأمنية، قامت شركة Apple على الفور بدفع تحديث لمنعها.

وقال التحقيق انه على الرغم من ذلك، فإن الضرر قد حدث بالفعل لمنصور، حيث سرقت سيارته، وتم اختراق حساب بريده الإلكتروني، وتمت مراقبة موقعه، وتم أخذ جواز سفره منه، وسرقة 140 ألف دولار من حسابه المصرفي، وطرده من وظيفته وضربه في الشارع عدة مرات. ثم سجنه والحكم عليه عام 2018 بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب مشاركات نشرها على فيسبوك وتويتر.

وأوضح التحقيق، أنه بغض النظر عن النتيجة الفوضوية لاغتيال دبي. كانت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في الواقع، تتقاربان معًا منذ سنوات.

حيث أن العداوات المتكلسة بين إسرائيل والعالم العربي والتي دفعت سياسات الشرق الأوسط لسنوات أفسحت المجال لتحالف جديد مضطرب في المنطقة: (إسرائيل والدول السنية في الخليج العربي تصطف في مواجهة عدوها اللدود إيران).

واعتبر التحقيق أن مثل هذا التحالف لم يكن يسمع به منذ عقود. عندما أعلن الملوك العرب أنفسهم حماة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الاستقلال عن إسرائيل.

ولفت إلى أن للقضية الفلسطينية سيطرة أقل على بعض الجيل القادم من القادة العرب، الذين شكلوا جزءًا كبيرًا من سياستهم الخارجية لمعالجة المعركة الطائفية بين السنة والشيعة. ووجدوا قضية مشتركة مع إسرائيل كحليف مهم ضد إيران.

بيع بيغاسوس للسعودية 

وفيما يتعلق ببيع البرنامج للسعودية، قال التحقيق أنه لا يوجد زعيم يمثل هذه الديناميكية أكثر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نجل الملك المريض والحاكم الفعلي للمملكة.

وأكد التحقيق على انه في عام 2017 ، قررت السلطات الإسرائيلية الموافقة على بيع بيغاسوس للمملكة. وعلى وجه الخصوص إلى وكالة أمنية سعودية تحت إشراف الأمير محمد بن سلمان.

وقال مسؤول إسرائيلي إن الأمل يكمن في كسب التزام الأمير محمد وامتنانه، حيث تم توقيع العقد، مقابل رسوم تثبيت أولية قدرها 55 مليون دولار، في عام 2017.

ووفقا للتحقيق، كان إبقاء السعوديين سعداء أمرًا مهمًا لنتنياهو، الذي كان في خضم مبادرة دبلوماسية سرية يعتقد أنها ستعزز إرثه كرجل دولة – تقارب رسمي بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وهو ما حدث في سبتمبر 2020.

حيث وقع نتنياهو ودونالد ترامب ووزيرا خارجية الإمارات العربية المتحدة والبحرين على “اتفاقيات إبراهام”. وأعلن جميع الموقعين عليها “حقبة جديدة من السلام” في المنطقة.

لكن وراء كواليس اتفاق التطبيع كان هناك سوق أسلحة في الشرق الأوسط.

حيث وافقت إدارة ترامب بهدوء على قلب السياسة الأمريكية السابقة وبيع مقاتلات F-35 المشتركة وطائرات بدون طيار مسلحة من طراز Reaper إلى الإمارات العربية المتحدة.

وقضت أسابيع في تهدئة مخاوف إسرائيل من أنها لن تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك المقاتلة المتطورة.

حيث وصف مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق، لاحقًا صفقات الطائرات في مقابلة بأنها “حاسمة” للحصول على موافقة محمد بن زايد على الخطوة التاريخية.

وبحلول الوقت الذي تم فيه الإعلان عن اتفاقيات أبراهام. كانت إسرائيل قد منحت تراخيص لبيع بيغاسوس لجميع الموقعين تقريبًا.

إساءة استخدام السعودية للبرنامج 

ولفت التحقيق إلى انه واجهت الأمور عقبة بعد شهر، عندما انتهت رخصة التصدير السعودية.

مشيرا إلى ان الأمر الآن متروك لوزارة الدفاع الإسرائيلية لتقرر ما إذا كانت ستجددها أم لا. خاصة بعد التأكد من إساءة استخدام المملكة العربية السعودية لبرنامج “بيغاسوس”، لترفض القيام بذلك.

وأوضح التحقيق أنه بدون الترخيص، لم تتمكن NSO من توفير الصيانة الروتينية للبرنامج، وكانت الأنظمة تتعطل، وقد فشلت مكالمات عديدة بين مساعدي الأمير محمد ومديري NSO والموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية في حل المشكلة. حيث أجرى ولي العهد مكالمة هاتفية عاجلة مع نتنياهو، وفقًا لأشخاص مطلعين على المكالمة أراد تجديد الرخصة السعودية لبيغاسوس.

وبحسب التحقيق، كان للأمير محمد قدر كبير من النفوذ، حيث لم يكن والده المريض، الملك سلمان، قد وقع رسميًا على “اتفاقيات إبراهام”. لكنه عرض على الموقعين الآخرين مباركته الضمنية.

كما سمح لجزء حاسم من الاتفاقية بالمضي قدمًا: استخدام المجال الجوي السعودي، لأول مرة على الإطلاق، من قبل الطائرات الإسرائيلية التي تحلق شرقًا في طريقها إلى الخليج العربي.

واكد التحقيق على أنه بعد المحادثة مع الأمير محمد، أمر مكتب نتنياهو على الفور وزارة الدفاع بإصلاح المشكلة.

حيث اتصل مسؤول في الوزارة بغرفة عمليات NSO لإعادة تشغيل الأنظمة السعودية. لكن ضابط الامتثال في NSO المناوب رفض الطلب دون ترخيص موقع.

وعندما أخبر أن الأوامر جاءت مباشرة من نتنياهو ، وافق موظف NSO على قبول بريد إلكتروني من وزارة الدفاع.

و بعد ذلك بوقت قصير، عاد بيغاسوس في المملكة العربية السعودية للعمل مرة أخرى.

وفي صباح اليوم التالي، وصل ساعي من وزارة الدفاع إلى مقر NSO لتسليمه تصريحًا مختومًا ومختومًا.

(المصدر: نيويورك تايمز)

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment