كيف تشكل مخاطر صدمة الطاقة الأوكرانية “اختباراً جديداً” لأمير قطر؟

By Published On: 31 يناير، 2022

شارك الموضوع:

وطن – تواجه قطر تحديًا دبلوماسيًا جديدًا، الاثنين، عندما يلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة الدور المحتمل للدولة الخليجية في تخفيف التداعيات الاقتصادية لغزو روسي محتمل لأوكرانيا.

ووفق تقرير لوكالة “رويترز” ترجمته (وطن) فإن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان بالفعل وسيطًا دبلوماسيًا للغرب في أفغانستان ووسيطًا عرضيًا بشأن إيران. يعمل على استخدام قوة قطر في موارد الطاقة لحماية أوروبا من أزمة إمدادات الطاقة.

وتأمل واشنطن من قطر أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، أن تعزز إمدادات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا في حال أدى الغزو إلى تعطيل تدفق الغاز الروسي إلى القارة.

ويأتي الجانب المتعلق بأمن الطاقة في المواجهة مع أوكرانيا، من بين القضايا المدرجة على جدول أعمال محادثات بايدن في البيت الأبيض مع الشيخ تميم.

ويعد هذا ـ وفق التقرير ـ فرصة جديدة للدولة الخليجية التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة (مواطنين ووافدين). والتي تتجاوز ثقلها على المسرح العالمي.

وتابع التقرير:”سيكون هذا الأمر هو الأحدث في سلسلة طويلة من الأزمات التي استخدم فيها تميم وقبله والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق شبكة معقدة من الصداقات التي ترعاها ثروات قطر من الغاز. ليصبح وسيطًا لا مفر منه في الدبلوماسية العالمية.

وفي هذا السياق نقلت “رويترز” عن “HA Hellyer” أحد الباحثين وزميل في مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي قوله: “في عهد تميم. تمكنت البلاد من المناورة الاستراتيجية لتصبح لاعبًا مهمًا للغاية في العديد من القضايا المهمة. وأبرزها أفغانستان في الأشهر الأخيرة. حيث استفادت من الاتصالات والثروة الهائلة. وقد عملت بشكل جيد بالنسبة لهم”.

السمة المميزة للدبلوماسية القطرية

ولفت التقرير إلى أن الشيخ حمد الذي تنازل عن العرش في 2013. جعل من السمة المميزة للدبلوماسية القطرية رعاية العلاقات ليس فقط مع واشنطن وحلفائها الإقليميين.

ولكن أيضًا مع خصوم الولايات المتحدة مثل إيران وحركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله اللبناني.

وقد ساعدت قطر الأهداف الإستراتيجية الغربية، بما في ذلك استضافة أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة – وهي القاعدة التي لعبت دورًا مهمًا في غزو العراق عام 2003. لكنها فضلت أيضًا الجماعات الإسلامية خلال الانتفاضات من الربيع العربي 2011.

وتأتي زيارة أمير قطر للبيت الأبيض، وهي الأولى لزعيم خليجي عربي منذ تولى بايدن السلطة العام الماضي. بعد أشهر فقط من قيام الدوحة بدور رئيسي في عمليات الإجلاء خلال الانسحاب النهائي الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس الماضي.

ومنذ ذلك الحين أصبحت قطر هي الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان التي تحكمها طالبان.

كما أن قطر في وضع فريد يمكنها من التأثير على الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية وفق “رويترز”.

وزار كبير الدبلوماسيين القطريين إيران يوم الخميس، قبل أيام من إجراء تميم محادثات في واشنطن من المتوقع أن تغطي الاتفاق.

وطلبت إيران من قطر التفاوض على إطلاق سراح الإيرانيين الأمريكيين والإيرانيين الأوروبيين المسجونين في إيران.

ومن جانبه قال “أندرياس كريج” الأستاذ المشارك في كينجز كوليدج بلندن في حديثه لـ”رويترز”، إن قطر في عهد الشيخ تميم تسعى إلى نفوذ في السياسة الخارجية والطاقة “كوسيلة للقوة الناعمة لشراء الائتمان من الغرب بدلاً من الشرق”.

وتابع أنه “نظرًا لموقفها المحايد إلى حد ما، فإن الجهات الفاعلة مثل إيران وطالبان تعتبر قطر وسيطًا. على الرغم من دعمها للمبادئ التي تتماشى مع الغرب. إلا أنه يمكنها تلبية الاحتياجات والمظالم الإقليمية بطريقة أكثر شمولاً.”

كأس العالم 2022 في قطر

وتابع التقرير أنه لم يكن “تميم” البالغ من العمر 41 عامًا، معروفًا كثيرًا عندما تم إعلانه وريثًا للعرش في عام 2003. بعد ثماني سنوات من حكم والده حمد بن خليفة.

ووقع أمير قطر في اختبار كبير في عام 2017 عندما فرضت السعودية والأمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، بسبب ما زعموا إنه علاقة مشبوهة مع الإخوان المسلمين وطهران وطالبان.

وقد تم حل هذا الخلاف إلى حد كبير الآن.

ويقول محللون إن تميم تمكن من استغلاله ، مما أدى إلى تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا ودول المنطقة مثل تركيا التي لديها قاعدة عسكرية في دولة الخليج.

وفي هذا السياق قالت “كريستين ديوان” باحثة مقيمة أولى في معهد دول الخليج العربية بواشنطن: “لقد تعززت مكانته في الداخل بسبب الصدمة المشتركة للمقاطعة الإقليمية التي فرضها جيران قطر”.

وتستضيف الدوحة نهائيات كأس العالم في نوفمبر وديسمبر 2022.

وبينما ترحب ترحيبا حارا بالمشجعين، فإنها تواجه انتقادات من جماعات حقوقية لما وصفوه بمعاملتها القاسية للعمال الضيوف العاملين تحت أشعة الشمس الحارقة استعدادًا للحدث.

ويدرك تميم تمامًا ـ وفق تقرير رويترز ـ الحاجة إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع واشنطن. في الوقت الذي يواجه فيه تدقيقًا شديدًا في مجال حقوق الإنسان.

وقال بايدن إنه سيتخذ موقفا متشددا بشأن الانتهاكات في الشرق الأوسط.

لذلك عملت قطر جاهدة لإبقاء واشنطن إلى جانبها. كما يقول المحللون.

هذا وقال دبلوماسي غربي في الخليج، إنه في حين أن دورها في أفغانستان كان مفيدًا. فإن الاستثمارات الكبيرة للدولة القطرية في الاقتصاد الأمريكي كانت أكثر أهمية.

وتابع: “لقد قدم أيضًا تبرعات كبيرة للجامعات ومراكز الفكر التي توظف سياسيين أمريكيين عندما يتقاعدون”.

ووصف “جيرد نونمان” أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الخليج بجامعة جورجتاون في قطر، الشيخ تميم بأنه رجل اجتماعي قادر على التحدث إلى صانعي السياسات الدوليين. وكذلك التواصل بحنكة مع “القبائل العربية التقليدية في قطر والخليج”.

(المصدر: رويترز) 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment