اللاجئات السوريات في الأردن يبعن مصاغهن ويستعضن عنه بالذهب الروسي

وطن – باتت أذرع اللاجئات السوريات ونحورهن وآذانهن خالية من مصاغ الذهب الذي طالما ميز المرأة السورية.

تقاعس هيئات الإغاثة

فمع اشتداد حركة النزوح السوري إلى الأردن وفي ظل تدني الوضع الأمني في سوريا أُضطر الكثير من العائلات إلى بيع ما يملكنه من الذهب. وبعض النساء وبسبب عمليات التعفيش استطعن أن يخفين ما يملُكْنه من قطع ذهبية وينقلنه إلى الأردن عسى أن يكون لهن ملاذاً وقت الضيق.

ولكنهن اضطررن لبيع هذه القطع في وقت قياسي نظراً للحاجة وتقاعس الجمعيات وهيئات الإغاثة عن مساعدة السوريين.

“نورس الهندزلي” لاجىء سوري لم يجد بداً من بيع ذهب زوجته ليتدبر أمور معيشته اليومية. وتلبية حاجة الشتاء من أغطية وملابس شتوية ومستلزمات تدفئة أخرى.

“خسرت 100 دينار”

سكن نورس عند صهره لمدة خمسة أيام وعندما أراد استئجار منزل اضطر لبيع ذهب زوجته. يقول نورس لـ”وطن”: “اشتريت بثمنه مواد غذائية وملابس شتوية”، مضيفاً بحسرة “كنت شايلهم بسوريا لوقت الحاجة. ولكن الوضع السيء الذي نعيشه كلاجئين دفعني لبيع الذهب الذي خسرت فيه حوالي 100 دينار”.

أم علاء العديلان باعت مصاغها من أجل تشغيله لدى أحد التجار. ولكن بعد فترة قال لها هذا التاجر إن الذهب قد خسر فخسرت بذلك جنى عمرها.

وتقول: “بعت الذهب مشان نعيش ونمشي خطوة لقدام”. اضطرت أم علاء أن تضع مبلغ الذهب الذي باعته عند أحد التجار . مضيفة: “حطيتهم مع ناس على أساس يشغلوهم للأسف أكلوهم”

جنى عمري !

وزادت بألم: “ثمن هذا الذهب الذي بلغ 2560 دينار هو جنى عمري خلال 45 سنة. خبيتهم مشان مستقبل أطفالي”.

وفي هذا السياق، قال الصائغ بسام اسعيفان : “الكثير من اللاجئات السوريات اشترين مصاغهن بغرض ادخاره. وليكون عوناً لهن على نائبات الدهر وليس بغرض التزين والتجمّل”.

وتابع: “فالذهب بشكل عام يشترى للادخار، وليس لأغراض أخرى كالزينة أوالمباهاة.

للادخار وليس للزينة !

ويرى اسعيفان “أن السوريات يلجأن إلى بيع حليهن ومصوغاتهن نزولاً عند الحاجة في أغلب الأحيان. وهذا الأمر ينطبق على السيدات الأردنيات اللواتي يلجأن لبيع أو تبديل ما لسن بحاجة إليه”.

وزاد: “ولذلك نلاحظ أن 90 % من النساء الأردنيات والسوريات يشترين الذهب للادخار وليس للزينة أو أشياء أخرى”

وبيع مصاغ الذهب الحقيقي دفع اللاجئات السوريات إلى الإقبال على شراء مصاغ مقلد. يطلق عليه في الأردن كما في سوريا اسم (الذهب الروسي) كتعويض معنوي عن فقدانهم ذهبهن الحقيقي.

لا قيمة للذهب الروسي

ويؤكد معنيون أن هذا النوع من الحلي ليس ذهباً وليس روسياً ولا يعدُ كونه معدنا لا قيمة شرائية له. ويدخل تحت بند الإكسسوارات ولا يقارن بالذهب الحقيقي أصلا الذي يعد فعلياً (زينة وخزينة) كما درج القول. كما يقول الصائغ يوسف نعيمي لـ“وطن”.

ويرى نقيب تجار صناعة وصياغة الحلي والمجوهرات في عمان “أسامة امسيح” أن هذا النوع من الإكسسوار هو عبارة عن معدن. قد يكون من النحاس ومطليا بالذهب لا وزن له ولا قيمة.

ويتابع “إن الذهب الحقيقي مهما مر عليه الزمان فإنه يستبدل بالمال. ولكن المقلد من الذهب سعره مرتفع مقارنة بحقيقة معدنه. وتباع الكمية التي تم شراؤها بمئة دينار مثلا بحوالي سبعة دنانير اذا وجد من يشتريها أصلاً”.

لا غنى عن الذهب

وأشار امسيح الذي ينتمي لعائلة اختصت تجارة الذهب. إلى أن إقبال اللاجئات السوريات على شراء الذهب المقلد الذي يعرفه العامة باسم الذهب الروسي. هو محاولة للتعويض عن المصاغ الأصلي.

وتابع: “فالمرأة السورية لا تستغني عن الذهب عادة حتى وإن كانت فقيرة جداً. فالذهب مكمل لأنوثتها ولذلك تجد في ارتداء ذهب مقلد غايتها في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها اللاجئون السوريون”.

باعت اللاجئات السوريات “قرشهن الأبيض” في “يومهن الأسود”. ولسان حالهن يردّد مع المطرب العراقي “سعدون جابر “اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه… واللي مضيّع محب يمكن سلى وينساه… بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه”.

 

المصدر: (وطن)

اقرأ أيضا:

لبنان.. سوريات يعملن في شبكة دعارة يفاجئن المحقق بما كشفنه عن طلبات الزبائن!

“سروال منى زكي الداخلي وأطفال سوريا”.. مقارنة مادلين مطر لدعم “أصحاب ولا أعز” تثير الغضب

اغتصاب طفلة وذبحها ورميها بحاوية قمامة في منبج بريف حلب بسوريا!

بعد أيام من احتجازهم … السلطات التركية ترحل 150 لاجئاً إلى سوريا

ارتفاع نسب الفتيات اللواتي يجمدن بيوضهن في سوريا لـ 4 أو 5 حالات شهرياً

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى