ناشط يكشف لـ”وطن”: مدارس تركية تمارس “الغيتو” ضد الطلاب السوريين وتعزلهم عن محيطهم
وطن – في إجراء يعيد إلى الأذهان ما عرف بـالغيتو (المَعزِل) سيء الصيت في التاريخ لجأت مدرسة حكومية تركية إلى عزل التلاميذ السوريين عن وسطهم المحيط ضمن ما يُعرف ببرنامج Uyum Sınıf ضاربة عرض الحائط بسياسة الدمج المجتمعي التي أقرتها الحكومة التركية على المجتمع السوري اللاجئ وفق مشاريع ومراحل متباينة.
عزل التلاميذ السوريين عن وسطهم
وأفاد الناشط المهتم بشؤون اللاجئين “طه الغازي” لـ”وطن” أن مدرسة Cumhuriyet الواقعة في منطقة Esenyur قامت بعزل الطلاب السوريين عن أقرانهم الأتراك ووضعهم في صفوف دراسية منعزلة خارج بناء المدرسة في زاوية من زوايا ساحة المدرسة. وهذه الصفوف ما هي إلا غرف معدنية ( كونتينرات / حاويات تجارية).
وأضاف “الغازي” أن الطلاب السوريين يتم عزلهم في صفوف يطلق عليها اسم Uyum Sınıf. وهي مخصصة لطلاب السوريين الذين لديهم ضعف في اللغة التركية .
“مشاعر كراهية وتمييز عنصري”
وقال إن الصفوف المذكورة يُفترض أن تكون في نفس بناء المدرسة وضمن تسلسل الصفوف الدرسية يبقى فيها حتى يتحسن مستواه في اللغة ويعاد إلى صفه الأساسي.
لكن ما يحصل –حسب قوله- أن بعض المدرسين الأتراك ممن لديهم مشاعر كراهية وتمييز عنصري ضد اللاجئين السوريين في بعض المدارس يتقصدون إرسال الطلاب السوريين إلى صفوف العزل. وقد يختار كل الطلاب السوريين الموجودين في صفه بحجة تحسين لغتهم التركية. علماً أن بعضهم نالوا درجات عالية في اللغة التركية وبعضهم في الترتيب الثاني أو الثالث في صفوفهم.
وروى أن الحالة التي حصلت في مدرسة Cumhuriyet كانت شاذة ولم تكتف الإدارة بعزلهم في صفوف ملحقة، بل قامت -كما يقول- بإبعادهم عن البناء نهائياً ووضعهم في غرف معدنية (كونتينر) وهو أمر غير منطقي أو مبرر حتى ولو كانت هذه الغرف مجهزة بكل وسائل التعليم والراحة.
واستدرك أن وجود الطالب السوري في صفوف معزولة ونائية في زاوية من زوايا المدرسة يخلق في داخله شعوراً بأنه أقل درجة من الباقين، وهذه الحالة تعني أن الأتراك كرسوا هؤلاء الطلاب كفئة مجتمعية مسحوقة بدل إدماجهم في المجتمع التركي كما توصي وتؤكد القوانين المتبعة في البلاد.
وشدد على أن فرضية عزل الطلاب السوريين هي فرضية خاطئة أساساً. فرئاسة الهجرة طرحت خلال الأعوام الماضية مشروع دمج الطلاب السوريين. وهذا –حسب قوله- لا يكون بعزلهم عن أقرانهم الأتراك.
وكان الأولى -وفق الغازي- بوزارة التربية تخصيص حصة أو حصتين بعد الدوام للطلاب السوريين من أجل تقوية اللغة التركية لديهم. وليس عزلهم بصورة تمنع التواصل والإندماج.
رئيسة نقابة المعلمين تعقّب
كانت رئيسة نقابة المعلمين Eğitim Sen قد قالت في تعقيبها على الحادثة بحسب ما نقلت صحيفة KARAR أنه “من غير المعقول أن يتعلم الطلاب اللاجئون في ظروف كهذه.
وقالت: “لا يجوز عزلهم عن أقرانهم الأتراك بهذه الطريقة. لماذا لم يتم إلحاق هؤلاء الطلاب في صفوف نظامية وفق شروط تعليمية و مكانية ملائمة؟. كيف يتم وضع هؤلاء الطلاب في صفوف معدنية؟”.
بينما تساءلت: “أين هي تلك الحزم المالية المقدمة من الإتحاد الأوربي لدعم مشاريع تعليم الأطفال السوريين. لماذا لا يسمح للهيئات والمنظمات بمتابعة مسار تلك الحزم المالية ومواضع تصريفها، إدارة المدرسة و مديرية التربية”.
كما أكدت الصحيفة في تقريرها أن عزل الطلاب السوريين في تلك الصفوف كان على مرأى من مدير دائرة التعليم في المنطقة الذي شاهد تلك الصفوف أثناء تواجده في المدرسة في يوم توزيع الجلاءات ، لكنه تجاهل الأمر.
ويشير مصطلح “غيتو” إلى منطقة يعيش فيها، طوعاً أو كرهاً، مجموعة من السكان يعتبرهم أغلبية الناس خلفية لعرقية معينة أو لثقافة معينة أو لدين.
وتعود أصول المصطلح إلى اسم الحي اليهودي في مدينة البندقية، الذي تم تأسيسه عام 1516. والذي أجبرت سلطات مدينة البندقية يهود المدينة على العيش فيه.
(المصدر: خاصّ وطن)
اقرأ أيضاً:
حصل هذا لانهم شعب لا يستحق المساعدة ناكرين للجميل يجب طردهم و اعادتهم لبلدهم سوريا لكي يتم التخلص منهم من الاسد والله لا يستحقون المساعدة سفلة وقحين عرصات لعنهم الله