حذرت من غضب حقيقي وواسع.. “بلومبرغ” عن قيس سعيد: الديكتاتور الطامح يعيد أصداء أيام بن علي
شارك الموضوع:
وطن – حذرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية من أن تونس ستشهد غضبا حقيقيا وواسعا في حال لم يتحسن الاقتصاد. مؤكدة بأن أولويات الرئيس الانقلابي قيس سعيد تدفع نحو اضطرابات جديدة.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن قيس سعيد وبعد انتخابات فاز بها بأغلبية مطلقة عام 2019، باتت أولوية أستاذ القانون السابق هي “الاستيلاء على السلطة وقمع المعارضة بشكل يعيد أصداء أيام بن علي”.
وأوضح التقرير أنه مع تضاؤل الحريات وانهيار الاقتصاد وزيادة الغضب في تونس، والميل نحو الديكتاتورية. تتزايد المخاوف من انهيار الأمل الأخير للربيع العربي.
ونقل التقرير ما اعتبره نموذجا لتردي الحالة السياسية، والمتمثل في مقدم البرامج التلفزيونية “عمرو عياد”، الذي اعتقلته الشرطة فجرا بعدما استخدم منبره لتصوير الرئيس التونسي بالديكتاتوري الطامح. ليتم عرضه على محكمة عسكرية بتهمة “التشهير بالرئيس وتدمير معنويات الجيش”.
وقال التقرير إن “عياد” بقي في السجن 7 أسابيع. ثم عاد، في 3 أكتوبر/تشرين الأول إلى بيته في المنستير بانتظار محاكمته، ومُنع من السفر.
وبحسب التقرير، فقد أنكر “سعيد” أنه يريد إقامة حكم الرجل الواحد، وتعهد بحماية الحريات. لكن الكثيرين رأوا في معاملة “عياد” ضوءا أحمر عن حالة الديمقراطية التونسية. وهي الإنجاز الوحيد لثورة 2011 التي أطاحت بالديكتاتور “زين العابدين بن علي”، وألهمت ثورات الربيع العربي.
ولفت التقرير إلى أن التظاهرات، التي كانت علامة للحياة السياسية التونسية خلال العقد الماضي بسبب عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على مواجهة مشاكل البلاد، باتت تواجه قمعا متزايدا، وارتفع عدد حالات الاعتقال السرية لمن يُعتقد أنهم معارضون. كما كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت عصيب تشهده الزراعة والسياحة في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا. ما اضطر السلطات إلى اللجوء لصندوق النقد الدولي، بعد سنوات من سوء الإدارة التي ترافقت مع انتشار وباء كورونا. لكي يقدم لها حزمة إنقاذ، تحتاج إلى اتفاق سياسي بشأن التخفيضات المؤلمة للدعم، كشرط للحصول على المساعدات.
تراجع الإجمالي التونسي
وتراجع إجمالي الناتج المحلي في تونس بنسبة 8.8% عام 2020. ولم يكن التوسع كبيرا العام الماضي، فيما حذر المصرف المركزي التونسي أن التعافي في 2022 سيكون “جبانا”.
وفي الوقت نفسه، وصل التضخم إلى أعلى مستوياته خلال عامين في ديسمبر/كانون الأول، بينما يواصل “سعيد” تجاهل نقاده والهجوم على مؤسسات الدولة الديمقراطية، حيث قام هذا الشهر باستبدال المجلس الأعلى للقضاء، بواحد خاضع لسيطرته.
ونقل التقرير عن مدير مراكز كولومبيا العالمية في العاصمة تونس “يوسف شريف” قوله إن “من يفكرون بالاقتصاد ليسوا ضمن الدائرة المقربة للرئيس. أما رموز الأمن والشرطة وخبراء القانون والناشطون الذي دعموا تحركاته، فهم مقربون منه”.
كما نقل التقرير عن مستشار “سعيد” السابق “عبدالرؤوف بالطبيب” قوله: “لم أعد أعرف ذلك الرجل الذي عشت معه 40 عاما”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى مخاطر من “غضب حقيقي جديد وواسع لو لم يتحسن الاقتصاد” في تونس.
(المصدر: بلومبرغ – ترجمة وطن)
اقرأ أيضا
لعدم الثقة فيه.. بنك الاستثمار الأوروبي يرفض طلب لـ”قيس سعيد” لتمويل مشروع القطار السريع
قيس سعيد يتقمص شخصية “ديغول” لينفي عن نفسه صفة “ديكتاتور” .. ماذا قال؟!
“الاندبندنت”: قيس سعيد عزز قبضته على كل شيء في تونس عدا هيئة واحدة .. ما هي؟!
ما سر زيارة محمد بن سلمان لتونس قريباً تزامنا وانقلاب قيس سعيد وتواجد ضباط مصريين هناك؟