وطن – قال تقرير لموقع “mediamatters” إن خوارزمية TikTok وميزتها الشهيرة التي تسمح للأشخاص بإعادة استخدام الصوت من أي فيديو، تعمل على تمكين انتشار المعلومات المضللة في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتغمر منصة “تيك توك” حاليًا لقطات للصراع دون التحقق من دقتها.
وتحظى مقاطع الفيديو الخاصة بالضربات الصاروخية والانفجارات وتبادل إطلاق النار بملايين المشاهدات، على الرغم من أن بعضها يحتوي على لقطات قديمة لا علاقة لها بهذا الصراع. أو مقاطع فيديو تم التلاعب بها من خلال الصوت لكسب المشاهدات.
من ليبيا
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو، يدّعي ناشروه أنّه يظهر إسقاط طائرة روسيّة بصاروخٍ أوكرانيّ. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يظهر سقوط طائرة فوق سماء مدينة بنغازي الليبيّة عام 2011.
كما أن هذا الفيديو لإنزالٍ جويّ منشور قبل سنوات ولا علاقة له بالهجوم الروسيّ على أوكرانيا.
*انزال جوي روسي* كبير بالقرب من الحدود الأوكرانية pic.twitter.com/AirYhSeanu
— abu ali الديراني (@abualihussein19) February 24, 2022
وتابع التقرير أنه على وجه الخصوص، أثبتت ميزة الصوت القابل لإعادة الاستخدام – الميزة الأساسية لـ TikTok ، المصممة في الأصل لمزامنة الشفاه وإنشاء الميمات – أنها مصدر رئيسي للمعلومات المضللة الرقمية في وقت الحرب.
ويقوم بعض المستخدمين بوضع مقاطع الفيديو الخاصة بهم فوق التسجيلات الصوتية الحالية للانفجارات والنزاعات المسلحة.
وعلى سبيل المثال تم استخدام صوت إطلاق النار الذي تم تحميله قبل بدء الحرب في أكثر من 1700 مقطع فيديو قبل إزالته، وفق موقع الإذاعة الأميركية العامة “أن بي آر” وغالبًا ما وتتضمن لقطات كاميرا مهتزة لإعطاء الانطباع بأنها كانت تلتقط صراعًا،
من لبنان
فيديو آخر حصد 5.8 مليون مشاهدة في 12 ساعة فقط ظهر فيه صوت من انفجار عام 2020 في بيروت بلبنان، تم تعديله على لقطات مهتزة لشخص يهرب من شرفته.
ولم يتم ربط هذا الصوت مباشرة من فيديو TikTok آخر ، لكنه يوضح بشكل أكبر الطريقة التي يساهم بها الصوت المعاد توجيهه في الانتشار السريع للمعلومات المضللة على النظام الأساسي.
وبالإضافة إلى ميزات النظام الأساسي التي تسمح بالتحريف بالانتشار من خلال مقاطع الفيديو هذه ، فإن خوارزمية TikTok تبني لاحقًا على قلق المستخدمين المحيط بالصراع من خلال عرض مقاطع الفيديو القديمة أو غير ذات الصلة على موجز النظام الأساسي الرئيسي صفحة “For You”.
من كازاخستان
وعلى سبيل المثال هناك مشاركة بتاريخ 4 فبراير، تعرض لقطات من ألماتي في كازاخستان، وحصدت 32.5 مليون مشاهدة، حيث كان هناك وابل من التعليقات باللغة الإنجليزية على الفيديو خلال اليومين الماضيين مما يشير إلى أن المستخدمين يعتقدون أن اللقطات من أوكرانيا، على الرغم من أن المنشئ قد لاحظ موقع اللقطات وأنه من 5 يناير.
وبالمثل، انتشر مقطع فيديو لامرأة تبكي وطفلها على نطاق واسع. حيث حصد أكثر من 2.5 مليون مشاهدة. وكان قسم التعليقات فيه مليء بالرسائل المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي تم نشرها بعد بدء الغزو الروسي والتي تعبر عن الدعم لأوكرانيا. على الرغم من أن الفيديو قد تم نشره قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا.
ويشير هذان المقطعان إلى أن خوارزمية TikTok تستجيب لاهتمام المستخدمين وتدفع مقاطع الفيديو إلى خلاصاتهم المخصصة، مما يؤدي إلى تضخيم المحتوى القديم الذي يحتمل أن يكون غير ذي صلة والذي يستجيب المستخدمون له دون انتقاد.
وتعمل بنية منصة TikTok على تضخيم الخوف والسماح للمعلومات المضللة بالازدهار في وقت يسوده القلق الشديد.
وعلى الرغم من أنه من الأهمية بمكان أن يظل الجمهور على اطلاع بمثل هذه المواقف عالية المخاطر. يبدو أن تصميم النظام الأساسي غير متوافق مع احتياجات اللحظة الحالية.
الإعلام يتدخل
من جانبها كشفت وكالة “فرانس برس” عبر قسمها الجديد “في ميزان فرانس برس”، عن عدة فيديوهات مضللة لكشف التلاعب الهادف لتضليل الرأي العام بخصوص الحرب على أوكرانيا.
وظهر على فيسبوك وتويتر وحتى تيليغرام، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يُظهر طائرات حربيّة روسيّة تُغير في سماء أوكرانيا.
لكن الفيديو، وفق الصفحة التي تعنى بكشف الأخبار المضللة، قالت إنه يظُهر في الحقيقة استعراضاً عسكرياً في فنزويلا.
ويصوّر الفيديو شارعاً فيه آليات عسكريّة تتحرّك، ثمّ تحلّق فوقها طائرة حربيّة على علوّ منخفض، قبل أن ترتفع في السماء وتطلق أجساماً مضيئة.
مشاهد من لعبة فيديو
كما تداول مستخدمون على مواقع التواصل فيديو قيل إنه لطيار روسي يستعرض قوته في سماء أوكرانيا، إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بأوكرانيا وهو في الحقيقة مشاهد من لعبة فيديو.
يظهر في الفيديو ومضات دفاعات جويّة تنطلق في سماء مدينة باتجاه طائرة عسكريّة.
وجاء في التعليق المرافق “طيار روسي يستعرض قوته في سماء أوكرانيا”.
حصد المنشور الذي نشرته صفحات عدّة من بينها صفحات صحافيين، مئات المشاركات وآلاف المشاهدات على فيسبوك.
كما انتشر فيديو قيل إنه يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمضي وقتاً هادئاً في مقهى. فيما قواته تشنّ حرباً واسعة النطاق في اوكرانيا.
قالب الدنيا وقاعد في الكافي شوب😍😍😍 pic.twitter.com/Lpl1NXw7MS
— Dr Abd Fattah khalil💎💎💎 (@FattahDra) February 16, 2022
لكن قسم “في ميزان فرانس برس” كشف أن هذا الفيديو عمره أكثر من 15 عاما.
يظهر في الفيديو بوتين وهو في مقهى، يبتاع فنجان قهوة وشيئاً من الطعام.
وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر بوتين يمضي وقتاً هادئاً في مقهى فيما قوّاته “تقلب العالم رأساً على عقب”.
صورة قديمة
كما تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها تظهر الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد ارتدى الزي العسكري ليواكب التطوّرات الميدانية بعد أن شنت القوات الروسية هجوماً عسكرياً واسع النطاق على بلاده.
https://twitter.com/MoeMestii/status/1497001031389089792
إلا أن الصورة في الحقيقة ملتقطة عام 2021 وتظهر الرئيس الأوكراني في زيارة ميدانيّة لإقليم دونباس.
ويظهر في الصورة الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالزي العسكري محاطاً بآليات عسكريّة.
(المصدر: mediamatters)
إقرأ ايضا: