من هو أذكى إنسان في العالم؟!
شارك الموضوع:
وطن – من هو أذكى شخص في العالم؟ عندما نسأل أنفسنا هذا السؤال، يتبادر إلى الأذهان شخصيات تاريخية مختلفة على سبيل المثال، ألبرت أينشتاين، ليوناردو دافنشي، ستيفن هوكينج، نيكولا تيسلا، ماري كور، أو حتى مارلين فوس سافانت، المرأة التي دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية في عام 1985، بوصولها إلى معدل ذكاء قدره 228 نقطة.
ووفقا لترجمة “وطن” نقلا عن مجلة “لا مينتي إيس مارافايوسا” الإسبانية، لطالما عرف عالمنا العباقرة والمبدعين. إنهم في الحقيقة، أشخاص برعوا بشكل استثنائي في مجال معين من مجالات الفن أو العلم… على غرار، موزارت أو فريدا كاهلو أو ويليام شكسبير. لذلك، قبل الكشف عن الشخص الأكثر استثنائية وفقًا للعلم، من المهم تحديد ماهية الذكاء.
في هذا الشأن، أوضح روبرت جيه ستينبيرج، في دراسة أجريت عام 1997، أن الذكاء هو عبارة على قدرات عقلية للتكيف واختيار وتهيئة أي سياق بيئي. علاوة على ذلك، يُظهر بطريقة خاصة القدرة عند الشخص، على فهم الحقائق والعلاقات والحقائق والمعاني وما إلى ذلك.
في الجوهر، يتخطى الشخص المذهل حقًا العبقرية في مجال معين من المعرفة، بحيث يسيطر على العديد من التخصصات. ومن الأمثلة البارزة على ذلك بلا شك إسحاق نيوتن.
أذكى شخص في العالم: إسحاق نيوتن
في عام 2015، نشرت مجلة RealClear Science، مقالًا يحدد سبب اعتبار إسحاق نيوتن أذكى شخص في العالم. وبالمثل، تدافع شخصيات مثل Neil deGrasse Tyson، وهو عالم أمريكي مختص بالفيزياء الفلكية، وكاتب ومقدم للعديد من البرامج التلفزيوني، عن أسباب تفوق نيوتن على جميع العباقرة الذين كانوا جزءًا من تاريخنا.
نيوتن
وهكذا، وعلى الرغم من حقيقة أنه ليس لدينا أي بيانات تتعلق بالحاصل الفكري للمؤلف الشهير لأعمال مثل Philosophiæ naturalis Principia mathematica، إلا أننا في الحقيقة لسنا في حاجة إليها، فالأعمال الواسعة والمتنوعة لإسحاق نيوتن تتحدث عنه. كان عقله فوق العبقرية: لقد كان عالمًا مبدعًا للغاية.
من جهته، شرح مالكولم جلادويل، الصحفي والشهير في مجال الإبداع والذكاء، شيئًا مثيرًا للاهتمام في كتابه المتميز: لماذا ينجح بعض الناس والبعض الآخر لا ينجحون. الشخص الذكي ليس فقط الشخص الذي يجمع الكثير من المعرفة. بل إنه الشخص الذي، بالإضافة إلى امتلاكه الكثير من المعرفة، يستخدمها بشكل إبداعي للمساهمة في إنجازات عظيمة. وكان نيوتن عالماً ذا قوى إبداعية عظيمة.
كان نيوتن، مخترعًا بارزًا وساهم في إنجازات قيمة في مجالات المعرفة اللانهائية.
عقل معجزة سيطر على ما لا حصر له من المعرفة
حقق أذكى شخص في العالم تطورات ملحوظة في العديد من مجالات المعرفة. وهذا يعني أنه لم يقتصر على كونه مجرد شخص لامع فقط، بل إن لديه من الانجازات ما هو مخلد إلى الآن.
مجالات تميز من خلالها إسحاق نيوتن:
في عام 1687 أعلن عن نظريته حول قانون الجاذبية الكونية.
اخترع المدفع المداري في تجربة لإثبات أن أحد الأجسام يدور حول آخر.
أعلن قوانين الحركة الثلاثة (القصور الذاتي، القوة، الجاذبية – رد الفعل).
كان شخصية بارزة في الكيمياء. جاء ليكتب الوصفة الكيميائية. لنعرف أن هذا التخصص كان رائعا وبفضله تم اكتشاف عناصر مثل الفوسفور.
في عام 1704، نشر عمله البصري، حيث أعاد صياغة كل ما كان معروفًا حتى ذلك الحين عن الضوء.
كما اخترع نظرية حول حالة التبريد، مفتاح تطوير ثلاجاتنا.
اخترع عملات من المستحيل تزويرها.
كما أنشأ أيضًا حساب التفاضل والتكامل، حيث لا يمكن للجبر والهندسة تفسير كل شيء.
لقد صمم تلسكوبات قوية.
كما اخترع أشياء جديدة للحيوانات الأليفة.
ماذا تكشف هذه الاختراقات عن أذكى شخص في العالم؟
إذا اعتبرنا إسحاق نيوتن أكثر الأشخاص ذكاءً في العالم، فهذا يرجع إلى عوامل مختلفة. علينا فقط تحليل اكتشافاته واختراعاته واهتماماته الفكرية.
كان إسحاق نيوتن شخصًا متعدد الإمكانات: كان مهتمًا بمختلف مجالات المعرفة وفي كل منها ساهم وأسس بإنجازات قيمة. لم يكتسب معرفة كبيرة فحسب، بل ابتكر معها عقلا مبدع للغاية.
المثابرة هي سمة من سمات الذكاء العالي.
كما كان شخصية فضوليّة، مثابرة وداهية. لم يستسلم بسهولة عندما أراد تحقيق شيء ما أو التحقيق فيه. فضلا عن ذلك، نعلم أنه غامر في عالم الاقتصاد وأنه حقق في عمليات الابتزاز والتزوير.
غالبًا ما يشرح أن عبقرية إسحاق نيوتن النبيلة كانت لها عواقب، حيث يشتبه في أنه عانى من الاضطراب ثنائي القطب، المقترن بميول ذهانية. بالإضافة إلى ذلك، يرجح أنه أصيب بطيف التوحد.
“فضول الأشخاص الأذكياء للغاية عبارة على لعنة
يعتقد العديد من المؤرخين الطبيين، بتحليل كتاباته ووثائقه، أن العبقري العظيم عانى من العديد من مشاكل الصحة العقلية. هناك حديث عن اضطراب ثنائي القطب ونوبات ذهانية وحتى انفصام في الشخصية. لقد كان رجلاً معذبًا لم يشعر أبدًا بالاندماج في المجتمع. فخلال السنوات الأخيرة من حياته، تصور نفسه مبعوثًا لله.
ناهيك أنه، أصبح مهووسًا بالتنجيم ودراسة الكتاب المقدس. حتى أنه تنبأ بأن نهاية العالم ستحدث في عام 2060. وانتهى الأمر بعبقريته بالجنون، وجره عقله إلى العزلة والوحدة.
ختاما، يبدو أن حياة اسحاق نيوتن، تؤكد تلك الأسطورة القديمة القائلة بأن “أكثر الناس ذكاءً ليسوا سعداء دائمًا” .
(المصدر: مجلة “لا مينتي إيس مارافايوسا“)
