وطن – بعد ساعات قليلة من تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن إسرائيل ليست عدوة للمملكة، كشفت مجلة “إيكونوميست”، عن مد كابلات بيانات عالية السرعة تربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية لأول مرة، في خطوة تأمل إسرائيل من خلالها أن تكون مقدمة لتطبيع العلاقات مع الرياض، وكسر الاحتكار المصري لحركة الإنترنت في المنطقة.
كما قالت المجلة في تقرير لها، إن المشروع الجديد، وهو جزء من كابلين بحريين أطول يمتدان على طول الطريق من فرنسا إلى الهند. لا يعد فقط بتحسين السرعة وخفض تكلفة نقل المعلومات بين أوروبا وآسيا. بل من شأنه أن يربط تحالفا إقليميا جديدا بين إسرائيل ودول الخليج.
ووفقا للصحيفة من المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع. الذي تنفذه شركتا “غوغل” و”تليكوم إيطاليا” في عام 2024.
وقالت المجلة إن جميع كابلات الإنترنت الأخرى بين أوروبا وآسيا تمر عبر مصر. على طول الطريق لقناة السويس أو تأخذ طريقا أطول عبر الالتفاف حول أفريقيا. موضحة أن شركات الإنترنت تشكو من أن هذا الاحتكار شبه الكامل يسمح لمصر بفرض رسوم عبور باهظة.
أكبر من مجرد “نقل بيانات”
بينما اعتبرت المجلة أنه “بالنسبة لإسرائيل، فإن المشروع الجديد، المسمى “بلو-رامان” أكبر بكثير من كونه مجرد مشروع لنقل البيانات. حيث ترى أنه يمثل ذوبان الجليد الدبلوماسي في المنطقة.
كما لفتت المجلة إلى أن هناك المزيد من الكابلات البحرية التي ستربط إسرائيل بالخليج وأوروبا في المستقبل القريب.
وبحسب المجلة، تأتي دبلوماسية كبل البيانات الإسرائيلية. في الوقت الذي تحاول فيه أيضًا تحسين البنية التحتية للإنترنت الخاصة بها. لنشر وظائف التكنولوجيا في الأجزاء الأفقر من البلاد. حيث يتركز معظمها حاليًا في مدن مثل تل أبيب. التي تم تصنيفها كأغلى مدينة في العالم للعيش فيها العام الماضي من قبل وحدة المعلومات الاقتصادية (وهي شركة شقيقة لمجلة إيكونوميست).
ونقلت المجلة عن مسؤول إسرائيلي قوله: “لأكثر من سبعة عقود، تجاوزت جميع طرق التجارة وشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط إسرائيل”. مضيفا: “للمرة الأولى منذ إنشاء إسرائيل، أصبحنا جزءا من بنية تحتية إقليمية”.
مدينة نيوم هي الرابط
ووفقا للمجلة، فإن خط نقل البيانات عالي السرعة يتكون من كابلين منفصلين، أحدهما ينتهي في ميناء العقبة الأردني. والآخر يبدأ في مدينة إيلات الإسرائيلية المجاورة، مشيرة إلى انه في الواقع. سيكون خطا واحدا يتم بناؤه بدعم من الحكومتين.
وبينت المجلة أن السعوديين، الذين يرغبون في استخدام الكابل في مدينة نيوم. وهي مدينة ذات تقنية عالية يخطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإنشائها، لا يزالون صامتين.
وأشارت المجلة إلى أن وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل. يرى أن شبكة الكابلات الجديدة في الشرق الأوسط هي “نسخة القرن الحادي والعشرين من طريق الحرير”. الذي سيربط البلدان التي كانت حتى وقت قريب، تعادي بعضها البعض.
ويأتي هذا الكشف بعد ساعات فقط من توضيح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن حكومة المملكة لا تنظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوا وإنما تعدها “حليفا محتملا”.
حليفا محتملا
وقال بن سلمان، في مقابلة مطولة مع صحية “أتلانتيك” الأمريكية نشرت، الخميس، ردا على سؤال حول إمكانية أن تحذو المملكة حذو بعض الدول العربية الأخرى في منطقة الخليج وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”.
وأضاف بن سلمان: “إنهم يملكون الحق كاملا في القيام بأي شيء يرونه مناسبا للإمارات العربية المتحدة. أما بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وتابع: “إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليهم كحليف محتمل في العديد من المصالح. التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.
ومنذ سبتمبر 2020 توصلت إسرائيل إلى اتفاقات تاريخية لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. لتنضم هذه الدول الـ4 إلى مصر والأردن اللذين أبرما اتفاقات مماثلة سابقا.
لكن منذ أواخر 2020 توقفت عملية التطبيع وسط تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن مفاوضات مع دول أخرى في العالم الإسلامي مثل السعودية وقطر وإندونيسيا.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل والسعودية في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عدة مؤشرات لحدوث تقارب معين بين الطرفين وسط تصاعد التوتر في المنطقة مع إيران.
بينما أفادت وسائل إعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، بنيامين نتنياهو، التقى قيادة المملكة، لكن الرياض نفت صحة هذه الأنباء وأكدت مرارا أنها لن تبرم اتفاقات تطبيع مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية بناء على مبادرة السلام العربية.
(المصدر: إيكونوميست)
إقرأ أيضا: