تسريبات تكشف عن أزمة حادة وتوتر بين “حميدتي” ونظام السيسي .. ما سببها؟

By Published On: 6 مارس، 2022

شارك الموضوع:

وطن – تشهد العلاقات بين النظام المصري، ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، توترا كبيرا بحسب تسريبات نشرتها وسائل إعلام.

وفي هذا السياق نقل موقع “العربي الجديد” عما وصفها بمصادر مصرية مطلعة. وجود حالة من الاستياء والغضب داخل دوائر صناعة القرار المصرية المعنية بالملف السوداني.

وذلك بسبب ما اعتبرته “تضليلاً” مارسه “حميدتي”، خلال زيارته الخاطفة للقاهرة نهاية الأسبوع الماضي.

المصادر أوضحت في هذا الشأن أن المسؤولين في مصر فوجئوا بإعلان “حميدتي”. عقب وصوله إلى الخرطوم قادماً من موسكو، الترحيب بإقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضي بلاده.

مشروع قديم

وهو ما أبدت القاهرة اعتراضاً عليه في وقت سابق للمسؤولين في السودان، كونه يمثل تهديداً لأمن البحر الأحمر. لكن “حميدتي” لم يتطرق خلال زيارته السريعة للقاهرة إلى هذا الملف، رغم أن هناك مستجدات طرأت عليه خلال زيارته إلى موسكو. وتوصله لاتفاق مع الجانب الروسي، بإحياء المشروع الذي كانت موسكو توصلت إليه في عهد الرئيس المخلوع “عمر البشير”.

وقال “حميدتي” لدى عودته من زيارة لموسكو استمرت نحو أسبوع. إن بلاده ليس لديها مشكلة مع روسيا أو أي دولة أخرى في ما يتعلق بإقامة قاعدة بحرية على ساحلها على البحر الأحمر. شرط ألا تشكل أي تهديد للأمن القومي.

 

إقرأ أيضا:

حميدتي يهدد بإحداث مشكلة كبيرة للعالم وإغراق أمريكا وأوروبا بالمهاجرين!

ما سرّ زيارة حميدتي إلى قطر!؟ .. هل أدار ظهره لـ”ابن زايد”؟!

” لسنا خائفين من أحد”.. “شاهد” حميدتي يخلع سرواله رسمياً لـ”إسرائيل” وكل واحد حر بحاله!

كواليس خطيرة لاتفاق حميدتي وعباس كامل لدعم جنرال الحرب في ليبيا وهذه تفاصيل رسالة السيسي السرية

 

وبحسب المصادر المصرية، فإن القاهرة تعارض هذا الأمر، رافضة إقامة أية قواعد أجنبية بالقرب من حدودها أو مناطق نفوذها ومصالحها.

ليبيا وفاغنر

وزاد من مخاوف القاهرة شروع روسيا في الاتفاق مع السودان في الوقت الراهن. في ظل وجود ما يشبه القاعدة العسكرية الروسية على الحدود الغربية لمصر.

وبالتحديد في المنطقة الشرقية في ليبيا، حيث ترابط هناك بشكل غير رسمي عدد من المقاتلات التابعة لموسكو، تحت حراسة وتأمين عناصر مرتزقة “فاغنر”.

هذا وكشفت ذات المصادر أن اتصالات رفيعة المستوى من الجانب المصري، طالبت “حميدتي” والمسؤولين في السودان. بتوضيح التصريحات الخاصة بملف القاعدة البحرية الروسية، مشددة على أن مشروعات كهذه يجب ألا تضر بمصالح دول الجوار.

ويشار إلى أنه سبق لمصر أن حصلت على وعد من المسؤولين في السودان، عبر آلية الدول المشاطئة للبحر الأحمر. التي تتخذ من الرياض مقراً لها، بتعطيل الاتفاق الموقع في عهد “البشير” بشأن تأسيس قاعدة عسكرية روسية مطلة على البحر الأحمر، خاصة في ظل حالة التنامي للقواعد العسكرية لدول غير مصر. بشكل بات يهدد أمن الملاحة في واحد من أهم الممرات التجارية.

الأرض السودانية مجانا

وتنص الاتفاقية الموقعة سابقا بين موسكو والخرطوم على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان. قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية، بالقرب من ميناء بورتسودان. بحيث تكون قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني.

ووفقا للاتفاقية، تقدم الحكومة السودانية الأرض مجاناً، وتحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة، على أن تكون مدة الاتفاق 25 سنة، قابلة للتمديد 10 سنوات إضافية بموافقة الطرفين.

وتسمح الاتفاقية للمنشأة استقبال 4 سفن في وقت واحد، على أن تستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين. وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.

وأعلنت الحكومة السودانية، في أبريل 2021، أنها أخطرت روسيا بتعليق العمل بالاتفاق لحين المصادقة عليه من قبل الجهاز التشريعي للدولة السودانية.

أبزر خلاف بين مصر والإمارات

وفي نوفمبر من العام ذاته، أعلن القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، أن الخرطوم لديها ملاحظات على الاتفاق مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان. مضيفاً أنه يجب معالجة هذه الملاحظات قبل المضي قدماً في تنفيذ الاتفاق.

وكان هذا الملف كان أحد أبرز ملفات الخلاف بين مصر والإمارات. بعد لعب الأخيرة دوراً وسيطاً لدى السودان لتمهيد خطوة القاعدة العسكرية.

وفي السياق ذاته، لعبت القاهرة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أدوارا عديدة لمنع إقامة قاعدة تركية في السودان، سعت أنقرة لإقامتها عبر اتفاق مع “البشير”.

ويشار إلى أن مصر عززت من وجودها في البحر الأحمر، خلال السنوات الأخيرة. عبر إنشاء قاعدة عسكرية تقع في قرية برنيس، وبها قاعدتان بحرية وجوية، لحماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية. وتضم عدداً من الممرات، كل منها بطول 3 آلاف متر، بالإضافة لعدد من دشم الطائرات ذات التحصين العالي.

وتضم قاعدة برنيس البحرية رصيفاً حربياً بطول ألف متر وعمق 14 متراً، يسمح بمتطلبات الوحدات البحرية ذات الغاطس الكبير. مثل “ميسترال” والفرقاطات والغواصات، فيما تضم القاعدة العديد من ميادين التدريب والرماية.

 

(المصدر: العربي الجديد + متابعات)

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment