“إنه الجحيم .. هذه حلب”.. شهادات حية لأهالي “ماريوبول” الأوكرانية ينقلها مراسل “لوموند”
شارك الموضوع:
وطن – نقل مراسل صحيفة “لوموند” الفرنسية بأوكرانيا شهادات حية للمواطنين الأوكران، المحاصرين مدينة ماريوبول، حيث شبه بعضهم ما يحدث بأنه نفس ما حدث للسوريين في حلب.
“إنه الجحيم.. إنها حلب”
ونقل مراسل الصحيفة الفرنسية بحسب ترجمة (وطن)، ما قالته الصحفية والناشطة الأوكرانية آنا رومانينكو وهي تصف بعض ما رأته هناك.
وقالت آنا ما نصه:” “إنه الجحيم، هذه حلب، وأود أن يسمعها الجميع في أوروبا. إذا كنت تعتقد أن هذه ليست الحرب العالمية الثالثة، فأنت مخطئ للأسف، لقد بدأت”.
كما تضيف الصحفية الفرنسية أن سياسة النعامة ومحاولة التعامي عما يحدث عبر عدم دعم منطقة حظر الطيران فوق أوكرانيا. لن تحقق ما يريده الغرب من تحاشي الصراع المباشر مع روسيا، “فالصراع قد بدأ بالفعل”.
وواصلت الصحفية آنا رومانينكو وصفها للوضع قائلة: “لقد أبلغت الشرطة الآن ما أمكن من السكان بواسطة مكبر الصوت أن عملية الإخلاء قد أُلغيت، وتلك كارثة إنسانية حقيقية.”
مضيفة:”يجب إجلاء مئات الجرحى، النساء والأطفال محرومون من الماء، والوضع أسوأ على الضفة اليسرى لماريوبول. لا يوجد اتصال معهم، وهو الجزء الأكثر تعرضًا للقصف في المدينة، لقد دمرت قرية سارتانا شرقي ماريوبول تدميراً كاملا”.
لم تعد هناك وسيلة لعد الجثث
وتؤكد “رومانينكو” في حديثها عن الوضع في المدينة أنه لم تعد هناك وسيلة لعدّ الجثث، إذ لا يوجد أحد للقيام بهذه المهمة.
كما أن الدفن مستحيل بسبب إطلاق الصواريخ، والجثث ملقاة في الشارع أو في الغرف الباردة التي لا تعمل. حتى من لديهم ساحات في منازلهم لا يستطيعون دفن موتاهم.
بينما ذكر تقرير “لوموند” أنه في مدينة “ماريوبول” الكبيرة، تلاشى الأمل في وجود ممر لإجلاء المدنيين بعد تجدد القصف. ونقلت شهادة اثنين من سكان تلك المدينة المحاصرة.
ورغم أن الصحفية والناشطة الأوكرانية آنا رومانينكو، عادة ما تظل مع مكتب التحرير الخاص بها في وسط المدينة. فإنها حاليا في منطقة تسمح لها بالتواصل المنتظم مع العديد من المحاورين من الواقعين تحت الحصار الذي أحكمته القوات العسكرية الروسية، ولمدة 4 أيام لم يتمكن أي مدني من مغادرة المدينة المحاصرة.
وقالت آنا التي تواصل معها مراسل لوموند بالبريد الإلكتروني، إن الهدف من قصف الممر الإنساني هو جعل سكان “ماريوبول” يحجمون عن المغادرة. وكذلك التعتيم على الواقع الرهيب للحصار، من خلال إيهام الآخرين بأن الوضع طبيعي، ولذلك فالناس لا يرغبون في الإجلاء.
كما عمل الجيش الروسي على ضمان حرمان قاطني ماريوبول من الكهرباء والإنترنت وشبكة الهاتف المحمول. وفقا لرومانينكو التي تضيف أنهم بذلك أضافوا “حصارا رقميا” إلى الحصار العسكري الذي يفرضونه أصلا.
وتؤكد آنا أن عدد الذين يودون أن يتم إجلاؤهم ليس بالآلاف، بل بعشرات الآلاف.
قائلة: “اليوم، على الرغم من الاتفاقات والالتزامات، لم تمنع روسيا المدنيين من مغادرة هذه المنطقة المحاصرة فحسب. بل حرصت أيضا على قصف طوابير المدنيين لثنيهم عن المغادرة واضطرارهم للعودة إلى ملاجئهم.
كما يوضح مراسل “لوموند” أيضا أن ماريوبول تتعرض للقصف منذ 24 فبراير الماضي. مضيفا أن القصف كان متقطعا في الأيام الثلاثة الأولى للحملة العسكرية الروسية، وكان بإمكان السلطات المحلية في غضون ذلك إصلاح تسربات الغاز وانقطاعات خطوط الكهرباء وأنابيب المياه.
لكن الذي تتعرض له منذ 4 أيام هو قصف مستمر، بل هو بساط من القنابل يسقط على المدينة كلها. ولم يبقَ فيها شارع واحد يمكن الاحتماء فيه.
ولم يعد بإمكان الخدمات البلدية إجراء الإصلاحات الطارئة، وما يتساقط ليس مجرد قذائف هاون. بل صواريخ من أنواع متعددة وصواريخ كروز مزودة بقنابل عنقودية، على حد تعبير مراسل الصحيفة الفرنسية.
تدمير مدارس ومستشفيات ومبان سكنية
وفي شهادتها الحية من المدينة، تنقل لوموند عن العضو في المجلس البلدي للمدينة رومان آمالاكين. قوله إن 3 مدارس ومستشفى ومستشفى ولادة وعشرات المباني السكنية قد دمرت.
وأضاف آمالاكين: “يدور القتال على أطراف المدينة. دباباتنا تصد الهجمات. يمكن سماع دوي إطلاق النار عند المدخل الغربي للمدينة، وكذلك على جانب البحر (في الجنوب).”
وتابع:”كنت أرغب في إجلاء عائلتي عبر هذا الممر، لكن كل شيء فشل. أؤكد أن هناك دمارا لا حصر له في المباني السكنية بجميع الأحياء. لم يبق ثمة مكان آمن، نحن نفتقر إلى الطعام”.
بينما سرعان ما أنهى رومان أملاكين الحديث للمراسل قائلا: “أسمع تبادل إطلاق النار داخل المدينة، إنها دبابات على ما يبدو. لا بد لي من الابتعاد عن هذا المكان حيث لا يزال الإنترنت يعمل.