وطن – أعدت روسيا قائمة حددت فيها الدول “المعادية” للكرملين، معلنة مطالبها المركزية لوقف إطلاق نار “فوري”. وذلك تزامنا مع فشل محاولات إنشاء ممرات إنسانية جديدة للمرة الثالثة على التوالي.
في هذا السياق، أوضحت مجلة “أتلايار” الإسبانية، أنه بعد 12 يومًا من الحرب ومحاولتين فاشلتين للتقارب، التقى ممثلو روسيا وأوكرانيا، للمرة الثالثة على التوالي، في محاولة للتفاوض على وقف إطلاق النار. أو على الأقل إنشاء ممرات إنسانية آمنة تسمح بإجلاء المدنيين من البلاد. وانتهى الاجتماع الثاني الذي عقد في بيلاروس يوم الخميس الماضي بالاتفاق على وقف مؤقت للأعمال القتالية، لإخلاء مناطق مثل كييف وماريوبول. رغم أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يتبادل الجانبان الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار.
بينما ألقت أوكرانيا باللوم على روسيا بعد قصفها المدنيين على طرقات الإجلاء؛ زعمت موسكو أن “القوميين الأوكرانيين” هم من خرقوا البند. على أي حال. كما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية يوم الاثنين، لا يزال إطلاق الصواريخ الروسية في العاصمة الأوكرانية كييف، وفي مدينتي ماريوبول و ميكولايف، حقيقة واقعة في الوقت الحالي.
بحسب ما ترجمته “وطن”، نقلا عن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، فإنه “لا يزال هناك قتال عنيف خارج كييف. حيث يحاول العدو القضاء على [المدن الشمالية الغربية] غوستوميل وبوتشا وفورزيل وإربين، ناهيك أنه يتم قتل المدنيين بعنف شديد”.
هل الجهود الدبلوماسية مستمرة؟
اليوم، في منطقة Belovezhskaya Pushcha، الحدودية بين بولندا وبيلاروسيا، اجتمعت وفود من كلا البلدين للمرة الثالثة لمناقشة مختلف القضايا ذات الطابع العسكري والسياسي والإنساني. اجتماع برز منه تقدم طفيف من حيث “لوجستيات الممرات الإنسانية”، كما أشار مستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك.
وعلى الصعيد الديلوماسيي، سيلتقي وزيرا الخارجية الروسي والأوكراني، سيرغي لافروف وديميترو كوليبا، بالإضافة إلى نظيرهما التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس المقبل في مدينة أنطاليا الجنوبية في تركيا. سيعزز هذا الاجتماع، وهو الأول بين المسؤولين منذ بدء الصراع في 24 فبراير، موقف أنقرة كوسيط بين كييف وموسكو. وقال الوزير التركي أثناء إعلانه “هدفنا الأكثر إلحاحًا هو وقف القتال”.
من جانبه، في مقابلة مع المتحدث باسم الكرملين، أكد دميتري بيسكوف، بوضوح ودقة مطالب موسكو بوقف إطلاق النار “الفوري”. وأعرب بيسكوف عن مطلبه الأول: وهو وقف المقاومة المسلحة الأوكرانية .
بالإضافة إلى ذلك، طالب مسؤول موسكو أيضًا بالاعتراف الرسمي من قبل كييف بضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية. فضلاً عن استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي هذا الشأن بالتحديد قال المتحدث باسم الكرملين “إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من أوكرانيا. لكن هذا لا يعني أنه ينبغي تدميرهم”. أخيرًا، طالب بيسكوف بتغيير الدستور الأوكراني الذي من شأنه تعزيز موقف البلاد الحيادي على الساحة الدولية.
زيلينسكي: الممرات الإنسانية التي اقترحها بوتين “لا أخلاقية تمامًا”
بالتوازي مع ذلك، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مختلف المدن الأوكرانية – مثل كييف وماريوبول وخاركوف وسومي – و “نقلهم إلى روسيا” أو بيلاروسيا. إجراء وصفه المتحدث باسم رئاسة كييف بأنه “غير أخلاقي تمامًا”، وصفته الحكومة بأنه “غير مقبول” أيضاً.
ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد المواطنين اللاجئين الأوكرانيين الذين أُجبروا على مغادرة البلاد وصل بالفعل إلى أكثر من 1.73 مليون. وفي حالة استمرار الهجمات والتفجيرات، يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى 5 ملايين شخص. وقدر ذلك الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، الذي استنكر عمليات “التدمير المنهجي للبنية التحتية المدنية” من قبل روسيا.
لهذا السبب، وبعد اجتماع وزراء التنمية في الاتحاد الأوروبي، أعلن الممثل السامي أيضًا عن منح مساعدة تقدر 100 مليون يورو تقريباً. حتى تستطيع أن تواجه كل من أوكرانيا ومولدوفا واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية الأوروبية في القرن الواحد والعشرين.
وفي الوقت ذاته، حذرت الأمم المتحدة وحكومة كييف من أن أكثر من 900 مدينة أوكرانية بدون مياه وتدفئة وإمدادات كهرباء، وأن تامين الممرات الإنسانية، بشكل متزايد هي إجراء ضروري لضمان بقاء مئات الآلاف من الناس أحياء.
أوكرانيا في محكمة لاهاي
بحثًا عن طرق قانونية جديدة لوضع حد للنزاع، سافر وفد أوكراني إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي (هولندا). حيث ناقشوا لأكثر من ثلاث ساعات التفسير المضلل الذي قدمته روسيا، لأحكام اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948. حيث برر الكرملين دخوله إلى الأراضي الأوكرانية بأنه رد على الإبادة الجماعية التي ارتكبت في دونباس ضد السكان الناطقين بالروسية.
الدول “المعادية” للكرملين
ومن جانبها، أعلنت موسكو، عن وضع قائمة بالبلدان التي نفذت إجراءات “غير ودية” ضد روسيا. التي ستحتاج شركاتها المحلية من الآن فصاعدا إلى ترخيص حكومي للعمل على الأراضي الروسية.
هذا وأصبحت هذه القائمة جزءا من مرسوم رئيس الاتحاد الروسي المؤرخ في 5 آذار/مارس 2022، بشأن “الإجراء المؤقت للوفاء بالالتزامات تجاه بعض الدائنين الأجانب”. وستسمح للمديونين الروس بالوفاء بالتزاماتهم بالعملة الأجنبية باستخدام الروبل.
ومن بين الدول المدرجة في هذه القائمة 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. بالإضافة إلى اليابان وكندا وبريطانيا العظمى وأستراليا وحتى إقليم تايوان الصيني.
(المصدر: أتلايار – ترجمة وطن)
اقرأ أيضا
سجال وتراشق بالألفاظ بين مندوبي روسيا وأوكرانيا في مجلس الأمن.. ما علاقة الحرف “Z”؟ (شاهد)
هل تغير الحرب موازين القوى؟.. الصين: روسيا “الشريك الأهم” لنا وسنحقق “السلام” للعالم معا
ماذا ستفعل روسيا بمجرد اكتمال احتلالها لأوكرانيا بأكملها؟
روسيا تعترف بخسائرها وتكشف حجمها .. تفاصيل الوضع في أوكرانيا بعد 10 أيام على الغزو