ما هي مآلات الحرب الروسية الأوكرانية؟
شارك الموضوع:
وطن – في غضون أيام، تحول الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أحد أكبر الصراعات العسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
يمكن لأجواء الحرب أن تشوش نظرتنا حول من يربح ومن يخسر وكم من الوقت سيستغرق كل هذا النزاع.
وإذا ما لا يمكن لأحد أن يقدم أجوبة نهائية محددة، فإن البحث الأكاديمي حول الحرب الذي كشفه موقع “iflscience” يعطينا نظرة حول كيف يمكن أن يتطور الصراع في أوكرانيا.
كيف تستعد الدول لخوض الحرب؟
تدل الأبحاث على أن الطريق إلى الحرب يشبه لعبة مساومة، حيث تتنافس البلدان على قضايا مثل المجال والثروات أو أسلوب الحكم. بدلاً من خوض الحرب، وهو أمر مكلف للغاية، تفضل الدول المتنافسة تسوية هذه الخلافات سلمياً.
من الناحية المثالية، يقوم الطرفان بذلك بناءً على الاحتمالات النسبية لكسب حرب افتراضية. في بعض الأحيان هذا غير ممكن وتندلع الحرب.
عادة ما تكون الحرب نتيجة واحدة من هذه المشاكل الثلاث أولاً، قد لا تمتلك الدول معلومات كافية لتقييم احتمالات نجاحاتها النسبية.
ثانيًا، قد لا يثق الطرفان في أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم سيتم احترامه غدًا.
أخيرًا، قد لا تكون الدول قادرة على تسوية القضايا الخلافية، خاصةً إذا ما تعلق الأمر بتوترات عرقية أو دينية أو أيديولوجية.
وبحسب هذه المقاربة، فإن الحروب تنتهي عندما يقع حل المشكل عسكريََا في ساحة المعركة. كما تتوقف طبيعة الحرب ومدتها على حجم المشكلة ونوعها.
الحرب الروسية على أوكرانيا
في حالة أوكرانيا، يبدو أن الجانبين لا يمتلكان المعلومات دقيقة حول احتمالات نجاحهما. كما أن الانتصار وقت الحرب هو نتيجة عاملين حاسمين: القدرة على القتال والاستعداد لتحمل التكاليف.
من الواضح جدا أن الجيش الروسي كان ولا يزال أفضل بكثير من الجيش الأوكراني من حيث العدد والعدة.
ومع ذلك، فإن ما لم يكن واضحًا لروسيا قبل بداية القتال هو أن الشعب الأوكراني كان أكثر استعدادًا للقتال مما كان متوقعََا.
تعرف روسيا الآن أنها أخطأت في تقدير إرادة الشعب الأوكراني، لكن إلى أي مدى؟ لا يزال الأمر مجهولاً.
إقرأ أيضا:
- مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا .. تخوفات من إطلاق بوتين لهذه الأسلحة المرعبة
- شبيه بوتين الوحيد في العالم “يخاف على سلامته” بعد الغزو الروسي لأوكرانيا (شاهد)
- فيديوهات مضللة ملأت المواقع مع بدء الغزو الروسي .. إليكم أشهرها (شاهد)
تكمن المشكلة في أنه من الصعب على أوكرانيا إظهار مدى استعدادها لتحمل التكاليف، ومن المرجح أن لا تثق روسيا في أي محاولات للتواصل متوقعة أن أوكرانيا ستبالغ في تقديرها من أجل الحصول على اتفاق أكثر ملاءمة.
وهذا يعني أن الجانبين سيجدان صعوبة في التواصل. عندما يحصل هذا، غالبًا ما ينتهي الأمر بالدول إلى خوض حروب استنزاف تستمر حتى يستسلم أحد الأطراف.
تتطلب الحروب موافقة ودعم ضمنيين من أولئك الموجودين على الجبهة الداخلية. مهما كانت طبيعة الحكم في البلد، فإن الحاكم هو في حاجة دائما إلى دعم مجموعة من الناس، أو التحالف، للبقاء في السلطة.
بوتين
يعتمد فلاديمير بوتين على الأوليغارشية والمافيا الروسية والجيش من أجل البقاء في السلطة.
رغم أن بوتين حاول بناء حصن مالي من شأنه أن يسمح له بحماية مصالح الأوليغارشية، إلا أن العقوبات التي فرضها الغرب قوضت معظم جهوده.
بالفعل، أصبحت الحرب مكلفة للغاية بالنسبة إلى الأوليغارشية وستزداد هذه التكاليف بمرور الوقت.
عندما ينقلب عدد كاف من المتحالفين مع بوتين بشكل خاص ضد الحرب، فإن هذا سيشكل ضغطََاعلى بوتين ليضع حدََا للحرب أو المخاطرة بمركزه في السلطة.
تكاليف الحرب
يعتمد بوتين إلى حد ما على دعم السكان ويتحمل هؤلاء تكاليف الحرب في شكل تضخم وتدهور اقتصادي ووفيات في ساحات القتال.
حتى الآن، جابه بوتين هذه التحديات بثلاث طرق: أولاً، يستخدم نظام تجنيد انتقائي يحميه من التكاليف الكاملة للقتلى في ساحة المعركة.
ثانيًا، يسيطر على جهاز الإعلام الحكومي وفرض الرقابة على المؤسسات الإعلامية الأخرى وهو ما يحد من المعلومات المتاحة لعامة الناس.
ثالثًا، بما أنه لا توجد انتخابات حرة ونزيهة، فلا سبيل سوى التعبئة الجماهيرية والثورة للشعب الروسي للإطاحة ببوتين.
حسابات أوكرانيا
حسابات أوكرانيا هي أكثر وضوحًا فهو بلد ديمقراطي يسعى بقوة إلى التكامل الأوروبي. وهذا يعني أن استعداد عموم السكان للمعاناة في مواجهة التكاليف الباهظة أمر في غاية الأهمية.
بدون دعم قوي، فإن مقاومة أوكرانيا للجيش الروسي ستنهار وستخسر أوكرانيا الحرب وتشير العزيمة الشديدة للشعب الأوكراني حتى هذه اللحظة إلى أن هذا لن يحدث في أي وقت قريب.
نظرًا لأن الاساليب الروسية أصبحت أكثر عدوانية، فإن الشعب الأوكراني يدفع تكاليف أعلى من أي وقت مضى.
من جهة، كثفت الحكومات الغربية المساعدات الإنسانية والدفاعية لأوكرانيا، من أجل ضمان استمرار الدعم الأوكراني للحرب.
كيف يمكن أن ينتهي الصراع؟
في النهاية، يبدو أن هذه الحرب لن تنتهي بسرعة، حيث سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يستسلم أحد الطرفين. إما أن انتقال الجيش الروسي إلى القصف العشوائي للأهداف المدنية سيؤدي إلى تآكل المقاومة الأوكرانية، أو أن الخسائر في ساحة المعركة والمشاكل الاقتصادية المحلية ستنجح في القضاء على الإرادة القتالية لروسيا.
من غير المحتمل حدوث أي من النتيجتين في الأسابيع والأشهر المقبلة. وهذا يعني أن الناس في جميع أنحاء العالم سيواصلون الانتظار ومشاهدة أهوال الحرب.
(المصدر: iflscience)
إقرأ أيضا: