وطن – قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الصحفية الروسية مارينا أوفسيانيكوفا خرجت من المحكمة الليلة الماضية بعد أن أصبحت محط أنظار العالم عندما تسببت في قطع البث التلفزيوني للقناة الأولى التي تعمل بها، لتعلن رفضََا للحرب التي تشنها بلادها في أوكرانيا – لكنها لا تزال تواجه عقوبة تصل إلى 15 عامًا خلف القضبان.
قد يهمك أيضاً: محررة في القناة الأولى الروسية تقتحم البث المباشر للنشرة الإخبارية متحدية “بوتين”
وصف الكثيرون الصحفية الروسية مارينا أوفسياننيكوفا، البالغة من العمر 43 عامًا، على أنها “أشجع امرأة على شاشة التلفزيون” بعد أن قاطعت مساء الإثنين بث نشرة أخبار القناة الأولى في روسيا وهي تحمل لافتة تقول “لا للحرب”.
متظاهرة تقتحم أستوديو التلفزيون الروسي الحكومي خلال بث مباشرة وتحمل لافتة كتب فيها "لا للحرب، اوقفوا الحرب، لا تصدقوا الدعاية السياسية لأنهم يقولون لكم الأكاذيب". pic.twitter.com/tkrEPMu0VZ
— الأحداث الروسية🇷🇺🎖 (@soldier2017kg) March 14, 2022
“أوقفوا الحرب”
رفعت أوفسيانيكوفا التي تعمل محررة في هذه القناة لافتة على الهواء مباشرة باللغتين الإنكليزية والروسية كُتب عليها “لا للحرب. أوقفوا الحرب. لا تصدقوا الدعاية. إنهم يكذبون عليكم هنا”.
وقد كان ذلك قبل نشرها فيديو أيضا تقول فيه إن الحرب على أوكرانيا “جريمة” وتدعو الروس للاحتجاج عليها.
وقد انتشرت صور احتجاج أوفسيانيكوفا بسرعة بالغة في أنحاء العالم وحاز هذا الحادث على إشادة زعماء العالم وصدرت حتى دعوات لترشيحها لجائزة نوبل للسلام.
اعتقالها
إلا أنه بمجرد أن تم اعتقالها، ظهرت مخاوف من اختفاء أثرها، كما حدث للعديد من منتقدي الكرملين.
من جهته، قال محاميها إنه لم يتمكن من الاتصال بها أو العثور عليها في مركز الشرطة الذي قِيل إنها محتجزة فيه، مما أثار مخاوف على سلامتها.
إلا أنها ظهرت أمس ومثلت أمام محكمة في موسكو، حيث أمرها القاضي بدفع غرامة قدرها 210 جنيهات إسترلينية (30 ألف روبل) وأطلق سراحها.
وقد كان من الممكن أن تواجه عقوبة قصوى تصل إلى 10 أيام رهن الاعتقال لدعوتها إلى احتجاجات غير قانونية.
وللتذكير، فإن التهمة التي وجهتها لها المحكمة تتعلق فقط بالفيديو الذي نشرته، وليس لمقاطعتها لنشرة أخبار.
مهددة بالسجن 15 عاماً
لكن هناك مخاوف من أن أوفسيانيكوفا قد تحاكم بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً وفقا لقانون أقر حديثا يحظر وصف العملية العسكرية في أوكرانيا بالغزو، كما يحظر نشر ما يصنف على أنه “أخبار كاذبة” حول العملية العسكرية.
ومن جهتها، ذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية الحكومية أن لجنة التحقيق في موسكو فتحت قضية تتعلق بالصحفية وقيل إن هذه اللجنة بصدد جمع أدلة ضد الصحفية “لتشويهها عن عمد سمعة” القوات المسلحة الروسية.
في أعقاب جلسة الاستماع في المحكمة، قالت أوفسيانيكوفا أنها مُنعت من الاتصال بمحاميها خلال استجواب استمر لمدة 14 ساعة.
حيث قالت وهي تبدو عليها ملامح التعب: “لقد كان يومًا صعبًا حقًا في حياتي”.
وأضافت “لقد قضيت يومين من دون نوم، وطال استجوابي أكثر من 14 ساعة، ولم يسمحوا لي بالتواصل مع الأشخاص المقربين مني أو حتى الحصول على أي مساعدة قانونية … لذلك وجدت نفسي في موقف صعب حقًا.”
وظهرت أوفسيانيكوفا خلف مذيعة الأخبار ييكاترينا أندرييفا، أشهر مذيعة في روسيا، خلال برنامجها الإخباري “الوقت” الذي يشاهده 250 مليون شخص وقد تم اعتقالها بسرعة.
من جهتها، قالت صديقة لأوفسيانيكوفا، إنها كانت تخطط لهذا الاقتحام منذ أيام.
ويُقال إن أوفسيانيكوفا – من أب أوكراني وأم روسية – أصبحت غاضبة بشكل متزايد من الغزو الدموي.
حيث قالت صديقتها لصحيفة غارديان البريطانية “لقد تعاظم غضبها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد أخبرتني قبل يومين كيف ستقوم بالاقتحام.”
ردود أفعال
إن الحادث الذي قامت به هذه الصحفية بالأمس شكرها عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كما قدمت لها فرنسا ملاذًا لها كلاجئة.
كما أن أعضاء البرلمان البريطاني يضغطون على الحكومة أيضًا من أجل ترشيح أوفسيانيكوفا لجائزة نوبل للسلام.
كما تلقت أوفسيانيكوفا ما يقرب من 50 ألف رسالة دعم على صفحتها على فيسبوك.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده مستعدة لمنح أوفسيانيكوفا الحماية الدبلوماسية واللجوء.
وفي خطابه الليلي المصوّر، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصحفية على جهودها الشجاعة لقولها “الحقيقة”.
حيث قال زيلينسكي: “أنا ممتن لأولئك الروس الذين لا يتوانون عن محاولة نقل الحقيقة.. ولأولئك الذين يحاربون المعلومات المضللة ويقولون الحقيقة والوقائع الصادقة لأصدقائهم وأحبائهم.. وبشكل شخصي للمرأة التي دخلت أستوديو القناة الأولى بلافتة ضد الحرب”.
وتم نشر مقطع فيديو لأوفسيانيكوفا بعد ظهورها على شاشة التلفزيون وهي تصف الأحداث في أوكرانيا بالجريمة، وقالت إنها تحس بالخجل لعملها في ما وصفته بدعاية الكرملين.
قائلة “أخجل من أني سمحت لنفسي بترويج الأكاذيب عبر شاشة التلفزيون. أخجل من أنني سمحت للروس بأن يتحولوا إلى أموات على قيد الحياة. إننا نراقب بصمت هذا النظام غير الإنساني”.
“لا يستطيعون سجننا جميعا”
وفي الفيديو الذي تم نشره، دعت أوفسيانيكوفا الروس إلى الاحتجاج ضد الحرب، قائلة: “إنهم وحدهم من يمتلك سلطة إيقاف كل هذا الجنون”.
وأضافت “لا تخافوا من أي شيء. لا يستطيعون سجننا جميعا”.
ومن جهته، وصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف الحادثة بـ “أعمال شغب”.
وقد تخرجت أوفسيانيكوفا من جامعة ولاية كوبان قبل حصولها على درجة الماجستير من الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة.
ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، تم اعتقال آلاف المتظاهرين الروس ضد الحرب.
وكانت ليليا جيلدييفا، 45 عامًا، واحدة من كبار المذيعين الروس، من بين ثلاثة صحفيين آخرين على الأقل استقالوا من وظائفهم في التلفزيون الحكومي الروسي في الأيام الاخيرة.
وقد كانت ليليا مذيعة رائدة في قناة NTV التابعة لشركة Gazprom-Media منذ عام 2006، حيث عملت هناك لأكثر من عقد ونصف.
(المصدر: ديلي ميل – ترجمة وطن)
اقرأ ايضاً: