دروس يجب أن يتعلمها بوتين من أزمة الخليج
شارك الموضوع:
وطن – قال الكاتب والمحلل السياسي الألماني الدكتور “جيمس دورسي”، إن أزمة أوكرانيا تشبه من نواح كثيرة أزمة الخليج التي قادت فيها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية لقطر استمرت 3 سنوات ونصف.
منعرجاً تاريخياً
وأشار دورسي في مقال نشره على مجلة “Global Village Space”، إلى إن الأزمة الأوكرانية يمكن أن “تمثل منعرجاً تاريخياً أكثر أهمية من سقوط جدار برلين عام 1989” . حسب ما قاله وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان.
خروجا عن عن تقاليدها الدبلوماسية، انضمت سنغافورة إلى الدول الغربية في معاقبة روسيا. وهي أول دولة في جنوب شرق آسيا تفعل ذلك في غياب قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ويرى الكاتب أن بالاكريشنان قد يكون على حق، حتى لو أدى جدار برلين إلى نهاية الشيوعية كإيديولوجية بدلاً من كونها نظاماً سياسياً متجسداً في سلطة. بينما من المرجح أن تخرج أوكرانيا روسيا من السباق من أجل أن تصبح قوة عالمية في نظام عالمي ثنائي أو متعدد الأقطاب.
على الرغم من توصيف الأزمة الأوكرانية بأنها أزمة تضع الديمقراطية في مواجهة الاستبداد، فإن المخاطر في الأزمة تتعلق بالالتزام بالقانون الدولي. بغض النظر عن النظام السياسي للدولة.
قد يهمك أيضاً:
-
حرب بوتين وبايدن: “ديفيد هيرست” يكشف كيف تحولت عجلة الحظ لصالح محمد بن سلمان
-
بعد تخندق السعودية والإمارات مع بوتين .. سلطنة عمان تعلن موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية
موقف دول مؤثرة من الأزمة الأوكرانية
وأشار دورسي إلى أن هذا يبرز جلياً في تردد دول على غرار الصين والهند والإمارات العربية المتحدة التي حاولت البحث عن أرضية تفاهم. وينطبق هذا كذلك على إسرائيل وتركيا، اللتان استغلتا محاولتهما للتوسط بهدف وضع حد لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
وجدت الصين صعوبة في التمسك بمبدأها القديم المتمثل في رفض التدخل في شؤون الدول الأخرى . من خلال شراكتها الوثيقة مع روسيا والتي تم تعزيزها من خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين في أوائل فبراير.
ومن جهته، قال ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد لبوتين في مكالمة هاتفية في الأول من مارس / آذار. على خلفية التدخل الإماراتي في العديد من البلدان، بما في ذلك ليبيا واليمن، إن “لروسيا الحق في ضمان أمنها القومي”.
وفقا للكاتب، كان بن زايد يشير إلى غزو روسيا لأوكرانيا.
أوجه الشبه بين الأزمة الأوكرانية ومقاطعة قطر من قبل دول خليجية
باستثناء الحرب والدمار والخسائر الفادحة في الأرواح، تشبه أزمة أوكرانيا من نواح كثيرة أزمة الخليج التي قادت فيها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية لقطر استمرت 3.5 سنوات. وهذا يماثل الغزو الروسي، الذي كان يهدف لضرب سيادة دولة مجاورة.
ويرى الكاتب أن الغزو الروسي لأوكرانيا يشكل المرة الثالثة – خلال عقد بعد أزمة الخليج 2017-2021 وضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 . التي سعت فيها دول استبدادية إلى تجاهل القانون الدولي وفرض إرادتها بوحشية على أحد جيرانها.
تتجلى أوجه التشابه بين أزمات الخليج وأوكرانيا بشكل أكثر وضوحًا في المطالب المطروحة في كلا الحالتين.
مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. أكد الكاتب على أن روسيا وضعت مطالب صعبة التحقيق تحد من السياسة الخارجية والدفاعية والداخلية لأوكرانيا. وملزمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي ذلك الوقت، طالبت الإمارات والسعودية قطر بقطع علاقاتها مع الإسلاميين. وإغلاق شبكة الجزيرة التلفزيونية الحرة، وطرد القوات التركية، وقطع العلاقات فعليًا مع إيران.
ما هو مستقبل مطالب روسيا؟
بالمثل، تطالب روسيا الناتو بالانسحاب من الدول الأعضاء على حدودها وأن توقف أوكرانيا مقاومتها للغزو. وتغيير دستورها لضمان عدم تمكنها من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي و/ أو الناتو. والاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرمة والاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين والمدعومتين من قبل روسيا.
كما أن صمود قطر وقدرتها على التعويض عن تداعيات المقاطعة. أقنع الدولتين في نهاية المطاف برفع الحظر عن قطر في كانون الثاني (يناير) 2021.
ربما يكون فشل المقاطعة التي قادتها السعودية والإمارات قد أظهر حدود قوتهما، لكن إنهائها لم يهدد بقاء حكام البلدين. ومع ذلك، فإن إيجاد حل لأزمة أوكرانيا لا يعرض موقف بوتين للخطر في نهاية المطاف ويمكن أن يكون أكثر تعقيدًا.
ويخلص الكاتب إلى أن المجتمع الدولي وقطر كانوا على استعداد لغض النظر عن تجاوزات بن زايد ونظيره السعودي. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومن غير المرجح أن يتم التعامل مع بوتين بنفس الطريقة.