مدريد استسلمت للمغرب.. غضب الجزائر من “سانشيز” يعرض نصف الغاز الذي يصل إسبانيا للخطر
شارك الموضوع:
وطن – سلطت العديد من الصحف الإسبانية في تقارير لها الضوء على قرار إسبانيا الأخير، وموقفها بشأن قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة ”البوليساريو“ والذي تسبب بغضب كبير في الجزائر لدرجة استدعائها لسفيرها في مدريد فورا.
قرار “سانشيز” فجر غضب الجزائر مورد الغاز الرئيسي لإسبانيا
ويشار إلى أنه أمس، السبت، استدعت الجزائر رسميا سفيرها في إسبانيا فورا للتشاور وذلك بعد تغير موقف مدريد بشأن ملف قضية الصحراء الغربية.
وجاء ذلك على خلفية إعلان إسبانيا رسميًا عبر حكومة بيدرو سانشيز، الجمعة، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، والمقترحة من قبل الرباط، في العام 2007، كأكثر الأسس جدية وواقعية لحل النزاع في قضية الصحراء.
وبحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج. فإن السلطات الجزائرية تفاجأت بـ”شدة” من التصريحات الأخيرة لنظيرتها الإسبانية.
وأضاف البيان أن “الجزائر تستغرب الانقلاب المفاجئ لإسبانيا في ملف الصحراء الغربية.
في هذا السياق أكدت صحيفة “لارزون larazon” الإسبانية، في تقرير لها ترجمته (وطن) أن غضب الجزائر من “سانشيز” يعرض ما يقرب من نصف الغاز الذي يصل إسبانيا للخطر.
وقالت إن التغيير المفاجئ في موقف الحكومة الإسبانية تجاه الصراع في الصحراء الغربية – والتي كانت مستعمرة إسبانية حتى عام 1976 – يمكن أن يفتح جبهة ثانية في أزمة الطاقة، بعد تلك التي سببها الغزو الروسي لأوكرانيا.
المغرب نجح في فرض موقفه
وتابعت الصحيفة الإسبانية قائلة إن المغرب نجح في فرض موقفه على السلطة التنفيذية لبيدرو سانشيز والذي من شأنه أن يدعم خطة الحكم الذاتي المغربية ويستبعد استفتاء تقرير المصير.
ولفتت إلى أن “المشكلة تتمثل في أن الجزائر هي الحامي الأكبر لجبهة البوليساريو، وكذلك هي المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا.”
وأوضحت الصحيفة في تقريرها:”الآن لم يسير التحول في السياسة الخارجية الإسبانية بشأن الصحراء بشكل جيد في الجزائر، ويمكن أن يعرض إمدادات الغاز الطبيعي للخطر في وقت معقد بالفعل، مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط بسبب الأزمة الأوكرانية.”
الجزائر أكبر بائع للغاز لإسبانيا
وتابع التقرير أنه في عام 2021، كانت الجزائر أكبر بائع للغاز لإسبانيا، حيث أرسلت 43٪ من إجمالي الغاز الذي تستهلكه إسبانيا.
ولهذا السبب ـ وبحسب التقرير ـ فإن أي تغيير مهم في العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر يمكن أن يكون قاتلاً لأمن الطاقة في مدريد.
ولم يرغب وزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس ـ بحسب الصحيفة ـ في توضيح ما إذا كانت الجزائر قد أُُبلغت مسبقًا بالتغيير في موقف الحكومة، مبررا ذلك بأن “الدبلوماسية تتطلب التكتم”.
قد يهمك أيضا
-
“الحكم الذاتي للصحراء” ورقة تتلاعب بها إسبانيا ضد المغرب وموقف رمادي بعد الأزمة
-
في انتهاك لقرار الأمم المتحدة.. إسبانيا تسلم الصحراء الغربية إلى المغرب مقابل إنشاء شركات واستغلال الفوسفات
-
قضية الصحراء الغربية: تستعد إسبانيا لأزمة دبلوماسية طويلة مع المغرب
لكنه أكد أن “الجزائر أثبتت مرارا أنها شريك موثوق” ، مؤكدا أنها تحتفظ بعلاقة “متقلبة” مع نظيرتها الجزائرية.
الجريمة الثانية بحق الجزائر في غضون أيام قليلة
ومع ذلك، فإن هذه هي “الجريمة” الثانية التي ترتكبها الحكومة الإسبانية ضد الجزائر خلال ما يزيد قليلاً عن شهر. وذلك بعد إعلانها في فبراير أنها وافقت على طلب المغرب للمساعدة في ضمان أمن الطاقة من خلال إعادة تحويل الخام المسال إلى غاز في إسبانيا.
وتم شراؤها من قبل الرباط لشحنها لاحقًا إلى هذا البلد عبر خط أنابيب الغاز GME. لذا ، فقد حذرت الجزائر العاصمة بالفعل من أنه لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن ترسل إسبانيا الغاز الجزائري إلى المغرب.
إغلاق أنبوب الغاز المغاربي
وبحسب التقرير فإنه في أكتوبر الماضي ، أغلقت الجزائر خط أنابيب الغاز المغاربي وتركت إسبانيا بدون 25٪ من إمداداتها من الغاز بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
وبعد 25 عامًا ، أغلقت “سوناطراك” مفتاح مرور الغاز عبر المغرب، رغم أنها أكدت أنه سيتم تعويضها بناقلات الميثان.
وكان قد تم بناء GME منذ 25 عامًا بفضل اتفاق بين شركة النفط والغاز الحكومية الجزائرية Sonatrach وشركة Enagás الإسبانية للطاقة، ومثل هذا تحقيق القسم الأول من الحلم الذي كانت الشركات الاستعمارية الفرنسية تخفيه في الستينيات، والتي أفلست بسبب حرب الاستقلال واندلاع الصراع في الصحراء الغربية.
ويبدأ امتداد الأنابيب من حاسي الرمل ، وسط الصحراء الجزائرية ، ويبلغ طولها 1620 كيلومترًا ولها خمسة أقسام. أحدها يعبر المغرب ، وتبلغ طاقته السنوية حوالي 8000 مليون قدم مكعب ، ويزود كل من إسبانيا والبرتغال.
ووفقًا لخطة عملية Enagás ، كانت المدخلات عبر المحطة التي تغرق في مضيق جبل طارق وتعاود الظهور في مدينة “زاهارا دي لوس أتونيس” الإسبانية (قادس)، تتراوح بين 7000 و 8000 جيجاوات ساعة من الغاز شهريًا. وهو ما يعني حوالي 25٪ من الغاز الطبيعي الذي تستورده إسبانيا.
وتصل نسبة مماثلة عبر خط أنابيب الغاز الوحيد الذي يربط مباشرة بين البلدين ، المعروف باسم Medgaz. والذي يبدأ أيضًا في حاسي الرمل ويعبر البحر الأبيض المتوسط ليعود إلى الظهور في مدينة ألمرية الإسبانية.
وتبدو هذه الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا مفاجئة جدا. خاصة أن مكالمة هاتفية كانت جرت قبل أسبوع بين الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. عبر فيها “سانشيز” عن ثقته في العلاقات مع الجزائر ووصفها بأنها شريك موثوق في مجال الطاقة.
من جانبها استغربت قيادة جبهة البوليساريو، تغير الموقف الإسباني من القضية الصحراوية.
وأفاد بيان للبوليساريو رصدته (وطن) بأن “الموقف المعبر عنه من لدن الحكومة الإسبانية يتناقض بصفة مطلقة مع الشرعية الدولية.
وأوضح: “فالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوروبية وكل المنظمات الإقليمية والقارية. لا يعترفون جميعهم بأية سيادة للمغرب على الصحراء الغربية”.
مبادرة الحكم الذاتي
ويشار إلى أنه أول أمس الجمعة، أكد الديوان الملكي المغربي أن إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي. التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف.
ونقل الديوان الملكي رسالة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إلى العاهل المغربي محمد السادس. حيث ورد فيها: “البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة. وأن المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.
وأضاف رئيس الحكومة الإسبانية رسالته: “سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”.
وأوضحت أن “إسبانيا، البلد الذي قام برسم الحدود بين الصحراء الغربية وجيرانها الثلاثة، المغرب والجزائر وموريتانيا. لها مسؤوليات قانونية وسياسية أكثر من غيرها في الدفاع عن الحدود الدولية المعترف بها وصد التوسع المغربي. بالإضافة إلى مسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي والأمم المتحدة معاً”.
وتسبب هذا القرار بغضب واسع بين الجزائريين على مواقع التواصل. بينما احتفى به الإعلام المغربي أيما احتفاء حيث يصب الموقف الإسباني الأخير لصالح الرباط.