ما تداعيات رفض الجزائر طلباً أمريكياً لزيادة إمدادات الغاز لأوروبا!؟
شارك الموضوع:
وطن – بحسب موقع “ecsaharaui” المختص في شؤون الصحراء الغربية، رفضت الجزائر طلبا قدمته الولايات المتحدة، من أجل إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المتوقف باتجاه إسبانيا. فيما كانت واشنطن تأمل أن تساعد هذه الخطوة في خفض اعتماد الأوروبيين على إمدادات الطاقة الروسية.
الجزائر رفضت إعادة تشغيل خط الغاز المتوقف
وبحسب إذاعة فرنسا الدولية، فإن السلطات الجزائرية رفضت مؤخرا إعادة تشغيل هذا الخط الذي يمر عبر المغرب، وجرى الإعلان عن وقفه إثر توتر العلاقات مع الرباط، في ديسمبر 2021.
وذكرت الإذاعة الفرنسية نقلا عن مصادر جزائرية، أن واشنطن طلبت إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز خلال الزيارة التي أجرتها نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان مؤخرا، إلى كل من مدريد والرباط والجزائر.
وبحسب ترجمة “وطن”، تدعم الولايات المتحدة شركاءها الأوروبيين حتى يجدوا بدائل للغاز الروسي، في إطار الإجراءات الغربية التي جرى فرضها على موسكو، بسبب العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا المجاورة.
لكن الجزائر التي تمد الدول الأوروبية بـ11 بالمئة من واردات الغاز، لا تريد زيادة الكمية في الوقت الحالي.
وأضافت الإذاعة أن الجزائر تتعامل مع الملف الأوكراني بـ”حذر كبير”، في إطار الحرص على العلاقات القائمة مع موسكو، ورفض الاصطفاف مع الغرب في الأزمة.
وتوقف خط أنابيب الغاز الذي يعبر البحر المتوسط في 31 من أكتوبر الماضي، عندما رفضت الجزائر تجديد العقد الذي كان يربطها بالمغرب، بسبب خلافات سياسية مع البلد الجار.
وتوضح الإذاعة الفرنسية، أنه حتى لو وافقت الجزائر على زيادة الإمدادات صوب أوروبا، فإن ذلك لن يكون بمثابة حل على المدى القريب.
كما أضافت أن رفع الإمدادات على المدى الطويل يستدعي القيام باستثمارات كبرى، وهذه الخطوة تحتاج 5 سنوات على الأقل حتى تؤتي ثمارها. في حين أن أوروبا تسابق الزمن لأجل تقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية.
العلاقات الجزائرية الروسية
وفي واقع الأمر، تتعرض الجزائر لضغوط ليس فقط من الأمريكيين والأوروبيين لزيادة إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، بل تعاني أيضًا من روسيا التي تعارض أي زيادة في إمدادات الغاز لأوروبا. إن الجزائر العاصمة منخرطة بشكل غير مباشر في الأزمة الروسية الأوكرانية وبالتالي تتعامل مع هذا الأمر بحذر شديد. إنها تخشى استياء الكرملين، بالإضافة إلى أنها تتوخى الحذر بشأن علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو، خشية من أن تتدهور.
في سياق متصل، يعدّ موقف الجزائر حساس للغاية، والدليل على ذلك هو الانتكاسة التي أعقبت تصريحات، في نهاية فبراير، مدير العام لشركة سوناطراك الجزائرية العملاقة للنفط والغاز، الذي أكد لصحيفة ليبرتي الجزائرية أن بلاده “قادرة على زيادة المعروض”. من غازها إلى أوروبا في حالة وجود صعوبات وهي التصريحات التي تم نفيها بسرعة أيضا. وبحسب سوناطراك، فإن كلام مديرها “تم التلاعب به وتحريفه” من قبل الصحيفة التي رفعت الشركة شكوى ضدها.
وعلى الرغم من أن الجزائر تعارض إعادة فتح خط أنابيب الغاز بين الجزائر وأوروبا الذي يمر عبر المغرب أولا. إلا أنها قد تزيد من شحنتها إلى إيطاليا بمقدار 10000 مليون متر مكعب سنويًا عبر خط أنابيب الغاز ترانسميد.
يذكر أن خط أنابيب الغاز توقف هذا عن العمل في 31 أكتوبر عندما قررت الجزائر عدم تجديد عقدها مع المغرب بسبب خلافات كبيرة.
إسبانيا تدعم الحكم الذاتي للصحراء الغربية
وبعد رفض الجزائر القاطع لإعادة فتح خط أنابيب الغاز، ردت إسبانيا بدعم الحكم الذاتي المغربي للمدن الصحراوية المحتلة. وهكذا غيرت إسبانيا موقفها من قضية الصحراء الغربية، التي باتت تشهد تفاعلا داخليا تجاهها. حيث قررت أحزاب سياسية استدعاء رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، إلى الكونغرس لتقديم تقرير عن أسباب القرار الجديد.
ونقلت صحيفة “إلكونفيدنسيال” الإسبانية أن 11 حزبا، عبر مجموعاتها البرلمانية، ستسجّل طلبا، لمثُول سانشيز يوم الاثنين. لتقديم بيان عن تغيّر موقف الحكومة في ما يتعلق بالصحراء الغربية.
هذا وقالت الصحيفة إن الطلب يأتي في ظل اتهامات موجهة لسانشيز بـ”الرضوخ” لضغوط المغرب وتأييد مقترحه للحكم الذاتي للصحراء.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، يهدد القرار الإسباني الجديد تحالف سانشيز مع حزب “بوديموس” اليساري. كما يضع العلاقات مع الجزائر، التي تزود البلاد بالغاز، في وضع حرج.
والجمعة، أعلنت الحكومة الإسبانية تغييرا جذريا في موقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية. من خلال دعمها موقف الرباط علنا وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافا دبلوماسيا كبيرا بين البلدين.
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة “تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب). هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع” بين الرباط وجبهة بوليساريو.
وأكد ألباريس بذلك حرفيا رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي المغربي.
وجاء في بيان للحكومة الإسبانية “ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم”.
استدعاء السفير الجزائري من مدريد
وعليه، أعلنت الجزائر يوم السبت، استدعاء سفيرها في مدريد، على خلفية القرار الإسباني الجديد الذي وصفته بـ”انقلاب مفاجئ”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية نشرته وسائل الإعلام الحكومية، أن السلطات الجزائرية “استغربت الانقلاب المفاجئ. والتحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء الغربية.وعليه قررت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد فورا للتشاور”.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر حول الصحراء الغربية. وهي مستعمرة إسبانية سابقة تصنفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
تقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها. بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير.
اسمها الصحراء المغربية مهما لويتم عنق الحقيقة… وهاهي دول الغرب تتساقط تباعا وتعترف بمغربية الصحراء واخرهم اسبانيا العدو التقليدي للمغرب وقبله المانيا… بقيت فرنسا المتلونة وستعترف هي ايضا… فبعد اعتراف امريكا فالباقي مجرد وقت