وطن – أصيب مئات اللاجئين السوريين في تركيا بحالات هلع بعد تلقيهم رسائل على هواتفهم المحمولة تعلمهم فيها عن إيقاف قيودهم.
وجاء في إحدى الرسائل التي اطلعت عليها “وطن” أنه “تم إلغاء الحماية المؤقتة الخاصة بك لأن العنوان الذي أعلنته لإدارة الهجرة ليس محدثاً أو لم تكن في المنزل أثناء التحقيق. ودعت إدارة الهجرة صاحب الرقم القدوم إلى المديرية الإقليمية لإدارة الهجرة عن طريق تحديد موعد في أقرب وقت ممكن.
ثم عادت مديرية الهجرة في غازي عنتاب لتوضح أنه لا داعي حالياً لمراجعة مركز مديرية الهجرة أو أقسامها في دوزتبا أو آقيول لمن وردت له رسالة تطلب منه المراجعة وتثبيت العنوان.
وأضافت بحسب ما نقل الصحفي “عبدالله سليمان أوغلو” أن المطلوب حالياً فقط الدخول عبر الرابط المدون أدناه وتقييد المعلومات الخاصة بهم. وسيتم حل الإشكال بدون مراجعة الهجرة، وفي حال الضرورة سيتم التواصل مع صاحب العلاقة وتحديد موعد له من أجل المراجعة لإزالة الخطأ، وتحديث المعلومات.
130 ألف سوري بدون عنوان في تركيا
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد أكد أن تحقيقات الهجرة أكدت أن 80 % من السوريين موجودين في عناوينهم المحددة داخل تركيا فيما لم يتم العثور على 130 ألفاً منهم.
وذكر صويلو بحسب ما نقل “موقع تلفزيون سوريا” أن ما بين 120 و130 ألف سوري لم يتم العثور عليهم في عناوينهم، وظلوا “معلقين” لفترة طويلة جداً، وربما يكونون قد ذهبوا إلى خارج البلاد. مشيراً إلى اعتقاد الداخلية التركية بأن الرقم الحقيقي يمكن أن يتراوح بين 400 و450 ألف مغادر.
وعبر سوريون عن قلقهم المستمر وعدم شعورهم بالاستقرار بسبب هذه الإجراءات.
قد يهمك أيضا:
-
تحدي الموز على “تيك توك” يضع لاجئين سوريين في تركيا بأزمة (فيديو)
-
تحقيق صادم يكشف: لاجئون سوريون يبيعون أعضاءهم من أجل دفع الإيجار والعيش!!
وعلق الناشط والموثق السوري تامر تركماني الذي يعيش في تركيا أن لديه أصدقاء كثر في أوروبا وأمريكا وكندا أخدوا الجنسيات من سنوات وأمورهم جيدة. بينما يعيش اللاجئون السوريون في تركيا في قلق دائم، مضيفاً أن الحكومة التركية تصدر كل شهر قراراً جديداً سواء تحديث العناوين أو تثبيت النفوس أو إبطال الكيمليك أو يتلقون أحياناً رسائل عشوائية تفيد أن اللاجىء ليس موجوداً في قيد نفوسه وعنوانه. لذلك تم إيقاف الكيمليك، ورسائل شهرية تلعب باللاجئين كما قال، وتجعلهم يحسون بعدم الأمان.
واستدرك التركماني أن الشركات الخاصة لا يحصل فيها مثل هذه الأخطاء في نظامها وأعرب عن استغرابه كيف يمكن لموظف أن يتلاعب بمشاعر 4 ملايين سوري.
بينما لخص الصحفي “فراس ديبة” واقع الحال بالنسبة للاجئين السوريين في تركيا قائلاً “حال أغلب السوريين في تركيا: صحيح لا تقسم .. ومقسوم لا تاكل .. وكول لتشبع”.
إجراء تعسفي وكارثي
ورأى مدير تجمع المحامين السوريين “غزوان قرنفل” أن مسألة إبطال بطاقة الحماية المؤقتة (الكيمليك) لآلاف من السوريين بزعم أنهم لم يقوموا بتحديث بياناتهم ومطابقة عناوينهم، إجراء تعسفي وكارثي لأنه بالمعنى القانوني هو إلغاء كامل للحماية الممنوحة لهؤلاء الآلاف ويعني تاليا فقدانهم لمركزهم القانوني الذي يخولهم التواجد على الأراضي التركية.
مشيرا إلى أنه وبالتالي ترحيلهم قسرا إلى البلد الذي فروا منه التماسا لملاذ آمن دون أن يصبح بلدهم آمنا لعودتهم بعد.
وروى أنه تلقى رسالة على جواله من إدارة الهجرة يبلغوه فيها أنه تم إلغاء الحماية عنه بسبب عدم تحديث عنوانه، وأنه لم يكن في المنزل خلال تحقيق الشرطة.
وأضاف قرنفل أنه لم يكن أصلاً تحت الحماية منذ دخوله إلى تركيا لغاية حصوله على الجنسية، وخلال تلك الفترة كان لديه إقامة سياحية.
وأردف أنه من حوالي 3 سنوات أصبح مواطناً تركياً وتابع بنبرة هازئة “لذلك بلا هالتعفيس بالبقلة يرضى عليكن”.
متاهة حقيقية
وبدوره عبر الناشط “طه الغازي” عن اعتقاده بأن هذه الفوضى الإدارية المتعلقة بايقاف قيود اللاجئين السوريين لا يمكن اعتبارها مجرد (خطأ في النظام/ السيستم) ولا حدثاً طارئاً أو عشوائياً.
وقال في تصريح لـ”وطن” أن هذه الفوضى نتيجة حتمية لتغير سياسة الحكومة التركية تجاه ملف اللاجئين السوريين في الآونة الأخيرة. والتي بدأت دلالاتها متمثلة على أرض الواقع (قضايا الترحيل، تصريحات وزير الخارجية بضرورة العودة الطوعية للاجئين السوريين) إضافةً إلى الترابط والتزامن بين ذلك، وبين أزمة اللاجئين الأوكران القادمين إلى تركيا مؤخراً .
وطالب الغازي بتدارك الأمر من قبل كل الأطراف والجهات التركية ومن قبل الهيئات والمنظمات السورية وإلا فإنّ واقع اللاجئين السوريين سيكون في متاهة حقيقية، إيقاف قيود أي عائلة سورية يعني حرمان أطفال تلك العائلة من حقهم في التعليم، يعني حرمان أي مريض في تلك العائلة من حقه في تلقي العلاج في المستشفيات الحكومية، يعني حرمان رب الأسرة من مزاولة عمله، ويعني دمار الأسرة بأكملها.
وحمّل المصدر وزارة الداخلية ورئاسة الهجرة كامل المسؤولية في وقف هذه السياسة الممنهجة والتي تهدف إلى دفع العائلات السورية اللاجئة في اتخاذ قرار العودة (الطوعية/ القسرية). داعياً الهيئات والمنظمات السورية إلى مساءلة هاتين الجهتين عمّا يعاني منه المجتمع السوري اللاجئ وعن نقض الجانب التركي لوعوده التي قطعها على نفسه.
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو قد قال في تصريح له منذ أيام نقلته صحيفة “حرييت” المحلية إن أكثر من 193 ألف سوري تحصلوا على الجنسية التركية، حتى الآن، متهما أوروبا بإغفال قضية الهجرة.
وأشار صويلو إلى أن حوالي 3.7 مليون سوري يعيشون في تركيا تحت الحماية الدولية وأن أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا في البلاد، ويعيش معظم السوريين، في إسطنبول، تليها محافظات غازي عنتاب الجنوبية بـ 461 ألفًا، وهاتاي بـ 433 ألفًا، وشانلي أورفا بـ 428 ألفًا، وأضنة بـ 255 ألفًا، ومرسين بـ 240 ألفًا، بحسب الوزير.
ويقطن في مقاطعة إزمير وأنقرة في الغرب 149 ألفًا و 100 ألف سوري على التوالي.